يتكرر لدى والدي البكاء من أسباب بسيطة لم تكن في السابق تدفعه للبكاء. وهو في سن 74 سنة، وهو مصاب بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم. وسبق أن أُصيب بالجلطة القلبية قبل بضع سنوات، التي تركت لديه ضعفا متوسطا ف

البكاء من أسباب بسيطة، أو تافهة كما ورد في رسالتك، قد يكون إحدى علامات وجود حالة الاكتئاب. ولكن عليك ملاحظة أن «سهولة البكاء» أحد «الأعراض المرضية»، أي مثل ارتفاع حرارة الجسم أو الصداع أو ألم البطن. و«الأعراض المرضية» لها عدة أسباب مرضية تشترك في التسبب بظهور هذا العرض.


وكما أن لارتفاع حرارة الجسم عدة أسباب، فإن «سهولة البكاء» لها عدة أسباب نفسية وعضوية، وخاصة الأمراض العضوية في الدماغ، كالجلطات الدماغية في عدة مناطق معينة بالدماغ، أو غيرها. وهناك تحديدا حالة مرضية تُدعى «تناوب حصول نوبات البكاء والضحك».

والبكاء لدى البالغين، بغض النظر عن السبب العضوي أو النفسي وراءه، يستحق الاهتمام الطبي إذا وصل إلى حد «البكاء بدموع واضحة وغزيرة». ومن الصعب وضع حد وواضح وفاصل بين «حالة الحزن العادية» و«حالة الاكتئاب المرضية» بالتعريف الطبي.

ولكن هناك عناصر لتشخيص وجود «حالة الاكتئاب المرضية»، وهي ما يُميزها الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة والمجتمع عند مقابلته للشخص في العيادة، مثل استمرار انخفاض مستوى المزاج، والتغيرات الواضحة في شهية الأكل والنوم، وتدني مستوى الطاقة للقيام بالأنشطة اليومية، وصعوبات التركيز، والشعور بعدم الأهمية والفائدة، وكثرة ورود الخواطر المتعلقة بالموت أو الانتحار.

ولذا، فإن الخطوة الأولى والأهم، في سعيك للعناية بوالدك وصحته، تتمثل في عرضه على الطبيب النفسي. وللأسف لا يزال الكثيرون يُحجمون عن اللجوء إلى هذه الفئة العالية الفائدة من الأطباء نتيجة اعتقادات خاطئة حول تبعات وتداعيات المتابعة لديهم. وهو ما أرجو أن لا يُعيقك عن تقديم خدمة مفيدة لوالدك.