عمري 39 سنة .. لاحظت تغيرا في رائحة الإبط، بشكل لم أعرفه عن نفسي من قبل، هذا على الرغم من اهتمامي بالنظافة. كما أن استخدامي لأنواع قوية من مزيلات رائحة العرق لا يفيد إلا لوقت قصير. ويتسبب هذا الأمر با
لاحظ معي أن هناك نوعين من الغدد العرقية في جلد الجسم؛ النوع الأول، موجود في الأماكن المكشوفة، كالوجه والذراعين والساقين. والنوع الثاني موجود في مناطق الإبط وما تحت الثدي ومنطقة الأعضاء التناسلية وما حول فتحة الشرج.
وفي الأصل، فإن تركيب سائل العرق لا رائحة له، سواء في الغدد من النوع الأول والثاني، ولكن هناك عاملان مهمان في إعطاء رائحة للعرق، وهما نوعية المأكولات التي يتناولها الشخص، وتفاعلات البكتيريا مع مركبات موجودة فقط في عرق النوع الثاني من الغدد العرقية، أي الموجودة في جلد الإبط والأعضاء التناسلية. وهذه المواد هي عبارة عن دهون، تفرزها الغدد العرقية للإبط والمناطق التناسلية وما تحت الثدي.
ولأن هناك بكتيريا تعيش بشكل طبيعي على سطح جلد تلك المناطق الجسم، فإن تفاعل البكتيريا مع الدهون الخارجة ضمن سائل العرق يؤدي إلى تكوين مركبات كيميائية ذات رائحة غير محببة.
وعليه، فإن ما يساعد على حصول هذه التفاعلات، وظهور رائحة للعرق، هو أمران؛ الأول وجود بيئة رطبة ودافئة، أي إفراز وتراكم كميات كبيرة من العرق من دون تجفيفها سريعا. والثاني وجود كميات كبيرة من البكتيريا، خاصة مع وجود الشعر.
ولذا، فإن المعالجة لرائحة العرق تبدأ من ثلاثة أمور؛ الأول تجفيف العرق بسرعة، عبر امتصاص الملابس الداخلية له، وأفضلها المصنوعة من القطن الطبيعي، من دون الألياف الصناعية. والثاني، تنظيف جلد تلك المناطق، لإزالة تراكمات البكتيريا. والثالث، إزالة الشعر الزائد.
وإذا لم تفلح هذه الوسائل، يكون اللجوء إلى مستحضرات تحتوي على مواد مانعة لإفراز العرق Antiperspirants، وليس المستحضرات التي تحتوي فقط على مواد عطرية تعادل الرائحة غير المحببة للعرق.
وقد يستفيد البعض من حقن مادة «بوتوكس» لخفض نشاط الأعصاب التي تثير إفراز العرق. كما أن ثمة أدوية تعمل على خفض نشاط تلك الشبكات العصبية الخاصة بإفراز العرق.
وقد يتطلب الأمر في مراحل متقدمة من زيادة إفراز العرق، اللجوء إلى الحل الجراحي أو الكيميائي في منطقة الإبط لإزالة الأعصاب والتراكيب الأخرى المتسببة في إفراز العرق.
هذا من جانب، ومن جانب آخر يحتاج الأمر مراجعة الطبيب لمعرفة سبب زيادة إفراز العرق بشكل طارئ وغير معهود لديك. ذلك أن ثمة أدوية واضطرابات عضوية وعصبية قد تتسبب لدى البعض في زيادة إفراز العرق.