هل هناك أدوية ثبتت فعلاً فائدتها في خفض الوزن؟

رسالتك طلبتي فيها إجابة مفصلة بشكل علمي عن الأدوية التي ثبتت جدواها في خفض وزن الجسم، وثبت أيضا أمان تناولها.


وهذا من الموضوعات المهمة جدا، لاعتبارات تتعلق بشيوع مشكلة زيادة الوزن، وظهور وسائل علاجية جراحية يتم تطبيقها على بعض الذين يحتاجون إليها، وأيضا على كثير جدا من الذين لا يحتاجون إليها ولا تنطبق عليهم شروط إجرائها، بكل ما لهذا من مضاعفات وتداعيات سلبية لا يتحدث عنها بعض الجراحين للأسف مع مرضاهم قبل خضوعهم لها.

وأيضا امتلاء أرفف محلات بيع وتسويق «الأوهام» بـ«حبوب دوائية» يُقال إنها مستخلصة من أعشاب وتؤدي إلى نتائج سحرية وخارقة للمعهود في خفض الوزن.

وقد أجازت وكالة الغذاء والدواء الأميركية استخدام خمسة أنواع من الأدوية لهدف خفض وزن الجسم، هي دواء «زينيكال» المحتوي على مادة «أورليستات»، ودواء «أدبيكس» المحتوي على مادة «فينترمين»، ودواء «ميريديا» المحتوي على مادة «سيبيترامين»، ودواء «تنيويت» المحتوي على مادة «داي إيثايلبروبين»، وعقّار «بونتريل» المحتوي على مادة «فينديميترازين».

ولكل دواء منها آلية عمل مختلفة، وعموما يؤدي تناول هذه الأدوية إلى خفض قصير المدى في وزن الجسم. ولا يُمكن اعتبار أي واحد منها آمنا للتناول بشكل مطلق.

ويتمنى الأطباء أن يتوفر علاج آمن وخال من الآثار الجانبية، وفعال في خفض الوزن، ولكن هذا لا يوجد، وما هو متوفر منها في كثير من الأحيان لا يستحق عناء التناول.

وقلة من الأطباء تلجأ إلى وصف تلك الأدوية بغية تحقيق خفض واضح ومستمر في وزن الجسم.

ومن هذه الأدوية دواء «زينيكال»، وربما هو أكثرها أمانا من بين هذه الأدوية، ولكنه ذو جدوى قصيرة المدى في خفض وزن الجسم. ويعمل في الأصل على خفض قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون فقط، أي دون السكريات والبروتينات.

ويتسبب في تكرار عملية الإخراج، وإخراج براز مختلط بالدهون، وكثرة الغازات. ويتطلب تناوله العمل على تناول وجبات غذائية قليلة الدهون والدسم. ويؤدي طول أمد استخدامه إلى نقص في فيتامينات مهمة بالجسم وهي فيتامينات «إيه» (A) و«دي» (D) و«إي» (E) و«كيه» (K).

أما دواء «فينترمين» فيقلل من الشهية للأكل في أول بضعة أسابيع من بدء تناوله. ولذا يجب استخدامه فقط خطوةً أولى ضمن برنامج لحمية خفض وزن الجسم. وهو يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة نبضات القلب والقلق والإسهال.

دواء «سيبيترامين» خافض أيضا للشهية، ولكن يجب عدم تناوله من قِبل الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب أو ضعف في القلب أو سبقت إصابتهم بجلطة دماغية، صغيرة أو كبيرة.

ومن آثاره الجانبية الأرق وصعوبة النوم، إضافة إلى الصداع وجفاف الفم والإمساك. وهذا الدواء مشابه جدا لعقّار آخر يُدعى «فينفلورامين» تسبب من قبل لمتناوليه في اضطرابات في القلب وتم سحبه من الأسواق ومنع تناوله.

وكذلك لا يجب تناول كل من دواء «داي إيثايلبروبين» ودواء «فينديميترازين»، اللذين يعملان على خفض الشهية، إلا لفترة قصيرة قبل البدء ببرنامج للحمية الغذائية.

وكانت المجلة الطبية البريطانية «BMJ»، قد نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 دراسة مراجعة لتأثيرات تناول هذه الأدوية على وزن الجسم، وهي دراسة مهمة تستحق منك عناء الاطلاع عليها.

ومن الأمور التي ذكرتها الدراسة أن تناول هذه الأدوية لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات ليس فعالا بشكل كافٍ في خفض مقدار واضح لوزن الجسم.

ويتوفر دواء سادس في الأسواق الأوروبية، وليس في الأميركية، يُدعى «ريمونابانت»، يؤدي إلى اضطرابات عصبية ونفسية لدى نحو 25% من متناوليه.

ويظل الأفضل والأكثر جدوى وأمنا، اتباع برنامج واضح لتقليل تناول الأطعمة المتسببة في زيادة الوزن وممارسة الرياضة البدنية.