لدي ربو وأنا حامل .. وسبق للطبيب المعالج أن وصف لي حبوب كورتيزون لتسكين حالة الربو لدي، هل يضرني أو يضر حملي لو وصف لي الطبيب حبوب كورتيزون خلال فترة الحمل؟
واضح أنه سؤال افتراضي تريدين منه التأكد حول أمان تناول حبوب الكورتيزون خلال فترة الحمل.
والمهم دائما في معالجة الربو هو تذكر أن القيام بوسائل الوقاية مفيد جدا في تقليل احتمالات حصول تهيج نوبات الربو، ومفيد بالتالي في منع الاحتياج إلى تناول العلاجات القوية لتهدئة الحالة، وبالتالي تقليل احتمالات المعاناة من الآثار الجانبية للأدوية بأنواعها.
وعلى وجه الخصوص، من المهم جدا التنبه إلى أهمية السيطرة على حساسية الشُّعب الهوائية للربو، خلال ما قبل فترة الحمل، لأن هذا يقلّل من تداعيات الربو وعلاجاته، في أثناء فترة الحمل وما بعدها، عليك وعلى الجنين.
ولاحظي معي أن حصول نوبات الربو خلال فترة الحمل، يؤدّي إلى نقص إمداد الجنين بالأوكسجين، ما يؤثر على سلامته ونموه. وحصول نوبات الربو خلال فترة الحمل، مرتبط بارتفاع احتمالات حصول ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، وذلك من خلال آليات معقدة تتعلق بمستوى عمل المشيمة.
ولذا، من الضروري ضبط السيطرة على الربو قبل الحمل، وكذلك العمل دون تأخير على ضبط أي بدايات لتهييج نوبات الربو خلال الحمل. والسبيل إلى هذا كله يبدأ من الحرص على المتابعة لدى طبيب الصدر، والحرص على اتباع توجيهاته العلاجية بدقة.
والأطباء يلجأون عادة لمعالجة الربو وضمان السيطرة عليه، إلى إعطاء أدوية تصل إلى أنسجة الرئة وإلى الشُّعب الهوائية عبر البخاخ. ومشتقات الكورتيزون مفيدة جدا في تهدئة حساسية الربو، ويمكن أخذها بالبخاخ.
وحينما تُعطى بالبخاخ فإنها تُعطى بكميات ضئيلة جدا مقارنة بإعطائها على هيئة حبوب يتم تناولها عبر الفم. وعليه فإن دواء بخاخ الكورتيزون يحتوي على كميات ضئيلة منه، وبالتالي آثاره الجانبية أقل بكثير بالمقارنة مع الحبوب.
ولو فرضنا، أن هذه الطريقة العلاجية لم تسيطر على حالة الربو، فإن الأهمية هي لتحقيق هذه السيطرة الضبط لتهيج حساسية الربو. وحينها يكون الأولى والأفضل والأقل ضررا، تناول حبوب الكورتيزون لو رأى الطبيب أنها الوسيلة لعلاج الحالة.
والسبب أن تداعيات نوبات الربو على الأم وعلى الجنين وعلى الحمل، تفوق تداعيات تناول هذه الحبوب.
ولذا تتناول الحامل تلك الحبوب إذا رأى الطبيب ضرورة ذلك، ولو طلب أن يستمر تناولها لفترة أسبوع أو أسبوعين.