هل شرب أحد أنواع المشروبات الغازية سبب في الإصابة بهشاشة العظم؟

هذا ملخص أهم ما ورد في سؤالك. أما بالنسبة لنتائج الفحوصات ومراجعتك للطبيب، فأنصحك بالاستمرار معه وتناول الأدوية التي نصحك بها.


وبالنسبة للمشروبات الغازية، فنحتاج إلى دقة في ذكر الكلام العلمي حول تأثيرات تناولها، ذلك أن لبعضها بلا شك فوائد للهضم، وللإسراف في تناولها أضرار صحية محتملة. كما أن منها أنواعا خالية من الكافيين، وأنواعا أخرى خالية من السكر، وأنواعا ذات درجات متفاوتة في درجة الحموضة. ولذا، لا يمكن إطلاق الكلام بأن تناولها ضار في المطلق.

ومن أفضل الدراسات الطبية التي تتبعت تأثيرات تناول أنواع من المشروبات الغازية، تلك التي صدرت عام 2006 في الولايات المتحدة. وفيها لاحظ الباحثون أن تناول أكثر من ثلاث عبوات يوميا من المشروبات الغازية المحتوية على الكولا، كان السبب وراء ملاحظة أن عظم أولئك الأشخاص أقل كثافة بالمقارنة مع من يتناولون أقل من ثلاث عبوات من المشروبات الغازية الخالية من الكولا ومن الكافيين. والمهم في نتائج دراستهم أيضا، هو ملاحظتهم أنه لا توجد علاقة بين صحة وسلامة العظم لدى الرجال، خاصة، وبين تناول أي نوع من المشروبات الغازية.

وكان الباحثون من جامعة هارفارد قد راجعوا الدراسات الحديثة التي لاحظت أن تناول المراهقين للمشروبات الغازية في العموم مرتبط بتدني كثافة بنية العظم لديهم. ولكنهم أيضا طرحوا تساؤلات علمية حول مدى وجود علاقة من نوع «السبب والنتيجة» بينهما. ومن بين الملاحظات أن من يكثرون من شرب المشروبات الغازية هم أقل ممارسة للحركة البدنية والرياضية. وهم كذلك أقل حرصا على تناول الحليب الغني بالكالسيوم وفيتامين دي، وأقل حرصا على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والأطعمة الصحية في اللحوم قليلة الدسم والمقليات بأنواعها.

ومن المهم ملاحظة أمرين آخرين؛ الأول يتعلق بمن يثبت طبيا، ونتيجة للفحوصات الدقيقة، أن لديهم هشاشة في بنية أنسجة العظم، أو سبقت إصابتهم بالكسور. ولهؤلاء من المهم الحرص على تناول الكالسيوم عبر تناول المنتجات الغذائية الغنية به، وكذلك فيتامين دي، وبكميات كافية. وكذلك عليهم اتباع نصيحة الطبيب إذا ما رأى الطبيب المعالج ضرورة تناول دواء فيتامين دي أو حبوب الكالسيوم. مع الحرص على الامتناع عن التدخين وتجنب تناول المشروبات الكحولية والحرص على ممارسة الرياضة البدنية.

والثاني يتعلق بكيفية الاهتمام بسلامة العظم، إذ إن على الإنسان، قبل إلقاء الملامة على المشروبات الغازية أو غيرها، التنبه إلى كيفية توفير الظروف اللازمة لبناء عظم قوي، التي من أهمها التغذية الجيدة المحتوية على كميات كافية من الكالسيوم ومن فيتامين دي، والحرص على تعريض الجلد للشمس، مدة نحو ربع ساعة، ثلاث مرات في الأسبوع، في فترة أواخر ما بعد الظهر. وممارسة الرياضة البدنية.

هذا مع تذكر أن المشروبات الغازية ليست مصدرا غذائيا مهما، بل هي لكثيرين وسيلة للمتعة في تناول شيء ذي طعم لذيذ. ولذا، لو أمكن تناول مشروبات ثابتة الفائدة الصحية لكان أفضل بلا شك، مثل الشاي والقهوة الخاليين من السكر، أو أحد أنواع عصير الفواكه الطازجة.

وللباحثين في شأن التغذية بـ«مايو كلينك» بالولايات المتحدة كلام حول إمكانية أن يتناول الشخص البالغ عبوتين يوميا من أحد أنواع المشروبات الغازية «الدايت» والخالية من الكولا والكافيين، وأنه لا يعرف علميا بشكل ثابت أن لذلك ضررا محتملا على الصحة.