لدي حويصلات جيوب القولون، وتلتهب لدي من آن لآخر، وأتناول حينذاك العلاج، ما الأطعمة المفيدة والأطعمة المهيجة للحالة لدي؟

المرض الذي ذكرت اسمه بالإنجليزية في التقارير والتحاليل التي أرسلتها diverticulitis، ويُسمى بالعربية مرض التهاب الرتوج.


وهو جيوب تتكون في جدران القولون.

وكما تعلم فإن هناك حلقات دائرية من العضلات التي تُحيط بمجرى القولون، أي ضمن مكونات جدار القولون. ونتيجة للعوامل الوراثية أو نتيجة لارتفاع الضغط داخل القولون، فإن جدار القولون يتفتق، وبالتالي تتكون جيوب في جدار القولون.

وهذه الجيوب مبطنة بنفس نسيج بطانة القولون.

وغالبا فإن وجود هذه الجيوب أو الرتوج لا يتسبب في أي أعراض تدل الإنسان أو الطبيب على وجودها.

وتُكتشف بالصدفة خلال منظار القولون، أو حينما يحصل فيها التهاب.

وحينئذ تظهر أعراض ألم في البطن وارتفاع حرارة الجسم وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في الدم، مع إمساك أو إسهال. والسبب في نشوء الرتوج، أو حصول التهابات ميكروبية فيها، هو عدم الحرص على تناول الأطعمة المحتوية على الألياف النباتية، ومن أهمها الخضار والفواكه وحبوب القمح الكاملة غير المقشرة ونخالة القمح والبقول والمكسرات.

وإضافة إلى دور الوراثة، هناك التقدم في العمر ونوعية الغذاء ونمط الحياة.

وفي المجتمعات الغربية، التي لا تحتوي أطعمتها غالبا على كميات جيدة من الألياف، تشير إحصائيات الولايات المتحدة إلى أن 5 في المائة من الناس الذين في عمر الأربعينات لديهم رتوج الجيوب بالقولون، وترتفع النسبة إلى 65 في المائة لدى أولئك الذين بلغوا سن الثمانين من العمر.

ولكن ليس كل الأشخاص الذين لديهم رتوج الجيوب بالقولون سيُصابون بالتهابات تلك الرتوج، بل إن أقل من 25 في المائة منهم ستُصيبهم الالتهابات الميكروبية فيها.

ولذا فإن الوقاية مهمة ومفيدة.

وكان هناك في السابق ظن لدى الأطباء بأن تناول المكسرات أو البذور، كبذور السمسم أو بذور الطماطم أو غيرها، هو أحد عوامل زيادة حصول التهابات رتوج جيوب القولون، لأنها أشياء صغيرة قد تعلق في بوابات تلك الجيوب، مما قد يُؤدي إلى التهابها.

 ولكن المراجعات العلمية لم تُبِتّ في صحة هذا الظن، بل ترى المصادر الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالبذور أو المكسرات، هو أحد وسائل الوقاية التي يجب الحرص عليها لمنع حصول الالتهابات في تلك الجيوب القولونية.

أما الفلفل الحار أو غيره من البهارات، فلا تُوجد في الأصل أدلة علمية على ضررها بالقولون. والنصيحة الطبية هي تناول الفلفل الحار، الأخضر أو الأحمر، والطازج أو المطحون، بعد إزالة البذور البيضاء الصلبة الموجودة داخل قرونه.

والسبب أن المواد الصحية الموجودة في الفلفل مفيدة لاحتوائها على كميات عالية من فيتامين سي الطبيعي، إضافة إلى المواد الأخرى المضادة للأكسدة والمخففة للالتهابات في المفاصل وغيرها.

أما البذور فإن الأمعاء لا تهضمها، وتبقى على هيئتها إلى حين وصولها إلى القولون، وهناك غالبا ما تعمل على تهييج بطانة القولون والتسبب في اضطرابات الهضم التي يُعانيها البعض بعد تناول الفلفل الحار، بنوعيه الطازج أو المطحون.