والدتي مُصابة بالسكري، وراجعت الأطباء لشكواها من حرقة في المعدة وتخمة بعد الأكل، أجري لها منظار المريء والمعدة، وكانت النتيجة سليمة، ونصحوها بالاهتمام بضبط سكر الدم لمعالجة الحالة، لماذا يُؤثر السكري
الغايات الأساسية من الاهتمام بمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري ليست فقط منع ارتفاعه المجرد. بل ثمة غايات أهم تتمثل في منع تداعيات ومضاعفات مرض السكري على المدى المتوسط والبعيد. وهذا أمر من المهم التنبه له، وإدراك معناه إدراكاً عميقاً وواعياً، لا مجال لأخذه إلا على محمل الجد.
ولذا فإن ما يجب أن يتم هو المتابعة المباشرة من قبل الطبيب لمريض السكري، وعلى فترات زمنية متعاقبة، وفق ما يراه الطبيب ضرورياً. الغاية هي حماية الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء الإصابة بمرض السكري، وهي ما تشمل شرايين القلب والدماغ، والكلى، والأعصاب الطرفية والأعصاب في الأعضاء الداخلية، والعينين.
وعليه فإن الطبيب يُتابع معدل نسبة سكر الدم خلال فترة ثلاثة أشهر من خلال تحليل مدى ترسب السكر في هيموغلوبين خلايا الدم الحمراء، كما يُتابع نسبة الكولسترول والدهون في الدم، ويتابع وظائف الكلى ومدى ترشيح البروتينات (الزلال) من خلال وحدات شبكات مصافيها، ويتابع سلامة شبكية العينين، وسلامة الأعصاب. وثمة فحوصات وتحاليل أخرى يُجريها الطبيب حسب الحاجة وحالة المريض.
وحينما لا تنضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، فإن الأعصاب في الجسم تتضرر وتتأثر سلباً. وأهم التأثيرات السلبية على الأعصاب، تدني قدراتها على توصيل الإشارات والرسائل العصبية واختلال متنوع الأشكال في درجات الإحساس أو الإفراط فيه، وهو ما لا يطال فقط أعصاب القدمين أو اليدين، بل حتى أعصاب الجهاز الهضمي.
ولذا قد تقل نتيجة لذلك قدرات المعدة وعضلاتها على النشاط في الحركة الدافعة للطعام إلى خارجها، أي إلى الأمعاء الدقيقة. وبالتالي يحصل التأخير في إفراغ المعدة بعد تناول وجبات الطعام. وهو ما يظهر على هيئة جملة من الأعراض التي تشمل انتفاخ البطن وحرقة المعدة والغثيان وقيء طعام لم يتم هضمه والشعور بامتلاء البطن بمجرد البدء في تناول الطعام، وربما حتى فقد جزء من وزن الجسم.
وربما تكون نتيجة منظار المريء والمعدة سليمة. لكن فحوصات حركة المعدة هي ما تدل على وجود تلك الاضطرابات في حركة المعدة. ولذا قد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات الخاصة تلك تحديداً. وإضافة إلى أهم خطوة في المعالجة، ألا وهي ضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية بشكل حقيقي، فإن الطبيب يُمكنه إعطاء أدوية ميسرة ومنشطة لحركة المعدة. وثمة من يستخدم حقن البوتوكس لتسهيل ارتخاء منطقة باب المعدة، أي مخرج المعدة إلى الإثني عشر. وثمة أيضاً من يلجأ إلى تركيب جهاز كهربائي صغير، لتحفيز حركة عضلات المعدة.
وعلى العموم، فإن الوقاية هي الأساس لمثل هذه الحالات، والتي من أهمها ضبط نسبة سكر الدم، والاهتمام بالمتابعة الطبية، وتناول وجبات متعددة ذات كميات قليلة، أي ست وجبات صغيرة يومياً، بدلاً من وجبتين دسمتين، وتقليل تناول الدهون.