هل هناك ما يُسمى بسم العسل ؟ وهل له علاقة بالعسل المغشوش ؟

ربما ليس دقيقاً وصف حالات التسمم التي تحصل عند تناول العسل باعتبارها نتيجة تناول سم العسل ، إذًا ليس هناك ما يُطلق عليه ذلك ، لأن التسمم يحصل على تناول عسل يحتوي على أنواع معينة من البكتيريا التي تعني أن تعيش في العسل.


وحينما تصل هذه البكتريا إلى الأمعاء السليمة من محاولة أحماض المعدة القضاء عليها ، والتي تتكاثر وتعمل على إفراز مواد سُمية في الأمعاء. وتعمل هذه المواد السامة على إحداث حالة من الشلل في الأعصاب المغذية للعضلات ، ويحصل الضرر الخاص حاله تأثر عضلات التنفس وغيرها من العضلات.

وهذا السيناريو قد يحصل حين تناول أطعمة ، العسل ليس منها ، ملوثة بهذه المواد السامة ، أي ليس مجرد وجود البكتيريا القادرة على إفراز السموم في تلك الأطعمة. كما قد يحصل نفس الأمر عند التهاب بعض الجروح أو القروح بتلك الأنواع من البكتيريا وبدء نشاطها في إفراز السموم تلك داخل القروح أو الجروح ، ومن ثم وصولها إلى دم الإنسان وانتشارها فيه ، بمعنى أن البكتيريا تلك ليست هي السبب في ظهور الأعراض المميتة ، بل هو تمكينها من إفراز السموم إما في الأطعمة التي نتناولها ، أو في الجروح عند التهابها ، أو في الأمعاء كما هو الحال عند تناول العسل.

الأطفال الرُضع الصغار في السن (الأقل من سنة في العمر) هم المعرضون للتأثر السلبي جراء تناول عسل يحتوي البكتيريا تلك. والسبب هو أن معدتهم لم تكتمل في النمو، وبالتالي غير قادرة على إفراز كمية كافية من الأحماض القادرة على القضاء على البكتيريا تلك حين تناولها مع العسل، بخلاف البالغين الذين لا يتأثرون عادة بها حتى لو وجدت في العسل. والإصابات لا تقتصر على تناول الأطفال الرضع للعسل المحتوي على تلك البكتيريا، بل حتى تناول أنواع أخرى من السوائل الحلوة، مثل سائل سكر الذرة، يُمكن أن يكون سبباً.

كما أن المرض هذا بين الأطفال الرضع يلاحظ بكثرة نسبية في الولايات المتحدة، وخاصة أجزاءها الغربية، بخلاف مناطق أخرى من العالم.

إضافة إلى هذا فإن المصادر الطبية تُؤكد أن 85٪ من الأطفال الذين يُصابون بالتسمم بسموم البكتيريا هذه ، لم تتناول أي عسل أصلاً ، بل أنواعا أخرى من السوائل السكرية الحلوة ، أو أن مصدر الإصابة كان بكتيريا انتقلت إليهم من التربة عبر تناول أغذية ملوثة لا علاقة للعسل بها.

لكن مع هذا تظل النصيحة الطبية تتبنى عدم إطعام الأطفال أي عسل أو سوائل حلوة سكرية قبل الفطام من الرضاعة.