هل يتسبب تناول أدوية معالجة مرض السكري بحصول حالة ضعف الانتصاب ؟ مع العلم أني اتناول علاجا لارتفاع الكولسترول.
المعالجات الدوائية، سواء تلك التي تُؤخذ على هيئة حبوب أو حقن الأنسولين، لحالات مرض السكري لا تتسبب بحصول ضعف في الانتصاب .. لا في طريقة عملها ولا في أي من آثارها الجانبية المعروفة. ونفس الشيء بالنسبة لأدوية ستاتين لمعالجة خفض ارتفاع الكولسترول مثل ليبيتور أو زوكور أو كريستور أو غيرها، فإنها لا تتسبب بضعف الانتصاب.
بل الحقيقة هي أن المتوقع حال الالتزام بتناول أدوية معالجة السكري ومعالجة ارتفاع الكولسترول أن تتحسن حالة ضعف الانتصاب إن وُجدت، لأن السكري بالذات، حال عدم انضباط معالجته كحالة شاملة تتأثر فيها الأعصاب والأوعية الدموية وترتفع فيها نسبة سكر الدم، فإن هذه الثلاثة أمور قد تتسبب باحتمال نشوء ضعف الانتصاب بنسبة عالية. ومما هو معلوم أن الانتصاب يتطلب سلامة الأعصاب الطرفية وسلامة الأوعية الدموية.
وحينما تتأثر سلباً قوة الأعصاب نتيجة لارتفاع سكر الدم، وحينما تتأثر سلباً الأوعية الدموية وقدراتها على استيعاب تدفق الدم إليها واحتباسه فيها نتيجة لارتفاع نسبة سكر الدم ونتيجة أيضاً لاضطرابات الدهون والكولسترول المُصاحبة عادة له، فإن المشكلة تظهر والمعاناة تبدأ.
والخطوة الأولى التي لا مجال لتجنب القيام بها هي ضبط نسبة سكر الدم بشكل طبيعي صارم دون تهاون، والامتناع عن عادة التدخين لمن يُمارسون ذلك، وضبط نسب الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم ضمن المعدلات الطبيعية لمرضى السكري، وليس فقط ضمن المعدلات الطبيعية لعامة الناس. إضافة إلى التأكد من مقدار ضغط الدم والحرص على ممارسة الرياضة البدنية وتناول الوجبات الصحية.
وما قد يغيب عن الكثيرين هو أن حل مشكلة ضعف الانتصاب ليس بالتوجه المباشر إلى أدوية مثل فياغرا أو ليفيترا او سيالس. وذلك لسببين: الأول هو أنها ستفقد مع الوقت مفعولها السحري لأن المشكلة التي تطال الشرايين والأعصاب بالضرر لا تزال مستمرة ولا تُقدم هذه الأدوية شيئاً يُذكر في التخفيف منها.
والثاني أن ظهور مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجل المُصاب بالسكري إنما هو تنبيه أخف ضرراً على وجود مشكلة في الشرايين أو الأعصاب بالجسم، أي أن ثمة شيئاً ما لا يزال خفياً ربما في شرايين القلب أو الدماغ. ولذا يكون الحرص على معالجة ضعف الانتصاب هو لوقاية وتنظيف شرايين القلب والدماغ قبل ظهور المشكلة الأكثر ضرراً فيها.