والدتي عمرها 57 سنة، تُعاني من السكري ولديها التهاب كبدي مزمن. كيف يتأثر علاج كل منهما بالآخر ؟

لم يتضح لي هو سبب الالتهاب المزمن في الكبد، وما هي الدرجة التي تأثرت بها بنية ووظيفة الكبد جراء الالتهاب المزمن فيه، لأن هناك أسباباً عدة لالتهابات الكبد، وهناك درجات متفاوتة لتأثر الكبد، تصل إلى حد التليف والتشمع، ما تتضرر به وظائف الكبد.


وجود التهاب كبدي مزمن مع حالة السكري يتطلب عناية من الأطباء ومن المريض، لأن من وظائف الكبد الأساسية الاحتفاظ بمخزون من السكر والعمل على تنظيم مستوى سكر الدم في حالات انخفاضه على وجه الخصوص. وهو ما يعني أن الانخفاض في نسبة سكر الدم، والذي قد يعتري مرضى السكري، خصوصاً أثناء الليل أو التأخر في تناول الوجبات الغذائية أو نتيجة لزيادة كمية جرعة أدوية معالجة السكري من الحبوب أو الأنسولين، قد لا يكون بلا دعم من الكبد، لرفع نسبته.

ولذا فإن محاولة ضبط نسبة سكر الدم بشكل صارم لدى الاشخاص مثل الوالدة قد لا تكون من الحكمة، تحسباً للاحتمال المتقدم، بل الإبقاء على نسب متوسطة في العلو لسكر الدم. ولا الاعتماد على تحليل الدم المباشر لنسبة سكر الدم. بل الأفضل الاعتماد على التحليل الذي يُقدم للطبيب متوسط نسبة السكر في الدم خلال ثلاثة أشهر متواصلة، أي تحليل نسبة السكر في الهيموغلوبين.

كما أن مرض السكري بذاته، حينما لا يتم ضبط الارتفاعات المتواصلة في نسبة سكر الدم خلاله، قد يتسبب في نوع من ترسبات وتجمعات الشحوم في أنسجة الكبد. وهو ما قد يضر بوظائف الكبد وبنيته.

ووجود حالات متقدمة من فشل الكبد قد تُؤثر على القدرات الذهنية للإنسان، ما قد يؤدي الى اضطراب المعالجة والحمية للسكري به لدى البعض.

وبعض أدوية معالجة السكري الحديثة جداً، مثل أكتوز أو أفنديا، من الواجب عدم استخدامها من قبل مرضى السكري الذين لديهم اضطرابات في الكبد ووظائفه. وكذلك الحال مع أدوية خفض الكوليسترول الذي قد يضطرب لدى مرضى السكري، من مجموعة ستاتين، مثل ليبيتور أو زوكور أو غيرهما، من الضروري التنبه إلى أنها قد تثير حالات الالتهابات لدى بعض مرضى التهابات الكبد غير المستقرة. وبالمقابل فإن بعضاً من الأدوية المستخدمة في معالجات التهابات الكبد قد تتسبب في اضطرابات في نسبة سكر الدم.

كما تشير المصادر الطبية أيضاً إلى أن تداعيات السكري على الأعصاب أو الكلى قد تزداد سوءا حال وجود التهابات مزمنة في الكبد. من مجمل هذا الكلام الطبي حول حساسية التعامل مع كل من السكري والتهابات الكبد المزمنة، فإن الواجب أولاً هو أن تتم متابعة والدتك بانتظام لدى الأطباء المختصين. وأن تأخذوا الأمر بالاهتمام الذي يستحقه.