توجد فحوصات للكشف عن أنواع من السرطانات، ماذا، إذن، عن سرطان البنكرياس؟

فحوصات الكشف المسبق تعتبر من أكثر الاختبارات كفاءة ـ وعملية ـ إن كانت تدقق في حالات شائعة بهذه الدرجة أو تلك، وسرطان البنكرياس مرض قاتل، إلا أنه، ومقارنة بأنواع السرطان الأخرى التي يقوم الأطباء بإجراء فحوصات الكشف المسبق عليها، هو سرطان نادر نسبيا.


ولهذا السبب، وفي الوقت الراهن على الأقل، فإن الباحثين، وبدلا من تركيزهم على التوصل إلى فحص شامل للكشف (عن كل حالات هذا السرطان ـ المحرر)، يوحدون جهودهم لإيجاد فحص واحد منها يوجه لاختبار مجموعات السكان الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بهذا السرطان، وهذا يشمل الأشخاص المصابين بحالات التهاب البنكرياس المزمن، أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، أو بسرطان البنكرياس، أو الذين يوجد لديهم تشوه في جين «سرطان الثدي رقم 2» (بي آر سي إيه 2) BRCA2.

وكانت تشوهات جين «BRCA2» قد ربطت في البداية بظهور سرطاني الثدي والمبيض، إلا أنه أصبح واضحا أن تلك التشوهات فيه ترتبط أيضا بسرطان البنكرياس.

تطوير الفحوصات وكانت مجموعة من الباحثين يطلق عليها «كونسورتيوم فحوصات الكشف عن سرطان البنكرياس» قد أجرت عددا من الدراسات الصغيرة لاختبارات الكشف.

وأحد التوجهات هو فحص البنكرياس بتقنيات الفحص بناظور الموجات فوق الصوتية (endoscopic ultrasound) الذي يشمل إدخال أنبوبة رقيقة مرنة ـ الناظور endoscope ـ عبر فم المريض نحو قناته الهضمية.

وينفذ مولد صغير للموجات فوق الصوتية يوضع على رأس الناظور تلك الموجات لرسم صورة للبنكرياس وما جاوره من الأنسجة.

كما اختبر الباحثون أيضا طريقة الفحص بناظور الموجات فوق الصوتية بالترافق مع التصوير بالأشعة المقطعية، ثم وحديثا مع الترفق بالأشعة المقطعية إضافة إلى التصوير بجهاز المرنان المغناطيسي، وهي الطريقة التي أظهرت صورا للأوعية الدموية في منطقة وسط البطن.

وحتى الآن فإن أحدا من هذه المنطلقات لم يقدم أي نتائج واعدة.

وتعكف مجموعات علمية أخرى على دراسة جينات سرطان البنكرياس وإمكانات التعرف عليها في عينات الدم.

والخلاصة تتمثل في أننا لا نملك أي فحص حتى الآن، وهناك الكثير من الأبحاث الواعدة الجارية حاليا، وآمل أن نتمكن قريبا من التوصل إلى فحص موثوق، يخصص، على أكثر الاحتمالات، للمجموعات الأكثر خطرا للتعرض لهذا النوع من السرطان.