تم تشخيص إصابة والدي بسرطان البروستاتا، ورفض الخضوع لعملية استئصالها، ووافقه الطبيب على أن تتم متابعته بشكل دوري، هل من المعقول أن يُوافقه الطبيب على ذلك ولا يطلب منّا إقناع الوالد بضرورة إجرائها ؟

للإجابة على سؤالك الأهم، وهو هل يُمكن أن يُوافق الطبيب على عدم رغبة الوالد في إجراء العملية، أقول لك باختصار نعم. وربما ما قرر الطبيب فعله من استمرار متابعة الوالد هو الصواب.


وبالرغم من عدم وضوح جوانب عدة عن حالة والدك مما هو وارد في سؤالك، فإن من المهم إدراك أن عدم فعل أي شيء سوى استمرار مراقبة ومتابعة حال السرطان في البروستاتا هو خيار علاجي يلجأ إليه الأطباء أحياناً وفي ظروف محددة. وربما حالة والدك منها.

البروستاتا عضو صغير، يقع أسفل المثانة. وخيارات المعالجة تنحصر إما في الاستئصال الجراحي أو المعالجة بالإشعاع، أو العلاج الكيميائي أو بالهورمونات، أو استمرار المراقبة من دون فعل شيء.

وقد يكون قرار مجرد المراقبة مناسباً جداً لمن يرفضون مطلقاً أي علاج للسرطان الذي يكون من النوع البطيء النمو والذي لا يتجاوز عضو البروستاتا، خاصة حينما تكون الحالة الصحية العامة للمُصاب غير مناسبة لتحمل الجراحة في المرحلة الحالية. والواقع أن كثيراً من المتقدمين في العمر والمُصابين بسرطان محدود ومن النوع البطيء النمو في البروستاتا، يعيشون مثل عمر أقرانهم في السن غير المُصابين بنفس الورم.

أما في حالة الرجال الأصغر سناً، فإن السرطان في البروستاتا عادة ما يكون من الأنواع الشرسة سريعة النمو والانتشار، والمتطلبة للمعالجة الجراحية أو الإشعاعية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن انتشار الورم خارج عضو البروستاتا يعني في الغالب أن الجراحة أو العلاج الإشعاعي لن يُجدي في الشفاء التام من الورم.

وهنا قد يُفيد العلاج الهورموني في تخفيف حدة نمو ونشاط الورم السرطاني. ومع هذا كله، فإن من الواجب مراجعة الطبيب والاستيضاح منه أكثر عن دواعي موقفه في أسلوب المعالجة، وكيفية تقديم الأفضل للوالد عبر المتابعة الطبية.