أعاني من ضعف في السمع، هل للأمر علاقة بالضجيج ؟

لم يتضح لي من سؤالك الذي اختصرته، مصدر الضجيج لديك. بمعنى هل له علاقة بمحيط السكن أو العمل أو المنزل. كما لم يتضح لي مقدار عمرك ولا ما إذا كنت تشكين من أية أمراض مزمنة أو تتناولين أية أدوية.


وعلى كل حال، فإن غالبية الناس تتدنى لديهم قدرات السمع مع التقدم في العمر. لكن عامل العمر بذاته، لا يتسبب بنقص مُؤثر في قدرات السمع فيما قبل بلوغ سن الستين.

وحتى مع التقدم في العمر، فإن اتخاذ احتياطات الوقاية من التعرض للضجيج، مع الاهتمام بصحة تراكيب الأذن، والاهتمام بنوعية الأدوية التي نتناولها للعلاج الضروري، كله يعمل على الحفاظ على قدرات السمع حتى مراحل تتجاوز سن الستين بكثير. هذا هو الأصل.

ولعل من أمثلة تأثيرات الضجيج التي تذكرها المصادر الطبية، والتي تُوضح حقيقة ضرر الضجيج، هي أن النجار العادي في سن الخامسة والعشرين لديه قدرات سمع مماثلة لما لدى موظف مكتبي في سن الخمسين ويعمل في أماكن هادئة! وقيسي عليهما المدرسين والحرفيين في المصانع والورش وغيرهم.

والواقع أن الضجيج اليوم أصبح محيطاً بالناس أكثر من السابق، مثل التلفزيون، الراديو، المكنسة الكهربائية، مكيفات الهواء، في الشوارع وغيرها. ويبدو أن المهم في الضجيج هو أن كل العوامل له، مثل درجة علو الصوت، حدة الصوت وطول وقت التعرض له بأي نوعية كانت.

والإشكالية هي أن غالبية الناس لا يتنبهون لتأثيرات الضجيج على سمعهم لأن الضجيج بحد ذاته لا يترك شعوراً أو معاناة من أعراض مؤلمة مثلاً. وحتى الأعراض البسيطة مثل الضغط في الاذن أو عدم فهم الكلام الذي يُقال أمام الشخص آنذاك وغيرها من الأعراض، فإنها تزول سريعاً، لكنها تترك تأثيرات عميقة ومتراكمة على تراكيب قدرات السمع.

وأولى العلامات التي تدل على حصول ضرر من الضجيج على السمع هي عدم القدرة على سماع الأصوات ذات الحدة العالية حينما لا تصدر بضجيج عال، مثل زقزقة العصافير أو كلام النساء والأطفال.

ومع مرور الوقت واستمرار تضرر الأذن بالضجيج، يُصبح حتى كلام الرجال غير مفهوم. ومما يجدر التنبه إليه أن الضجيج ليس ضاراً فقط بالسمع، بل يتعدى إلى أجزاء أخرى من الجسم. وثمة من المؤشرات العلمية والدراسات الطبية التي تُؤكد أن الضجيج عامل في رفع مقدار ضغط الدم.

وأوضح الأمثلة على ذلك هو أن سكان المناطق المحيطة بالمطارات عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.