لدي هشاشة في العظم وتضيق في الشرايين القلبية وأعاني من ألم التهاب المريء، وأتناول عدة أدوية للمعالجة، هل من علاقة بين الأدوية والمريء؟

علينا أن نتذكر أمرين، الأول هو أن هناك علاقة وثيقة بين أصناف عدة من الأدوية وبين تهييج المعاناة من ألم التهاب المريء، والثاني أن هناك علاقة سلبية ما بين كثرة وطول أمد تناول أدوية تسكين ألم المعدة وبين الإصابة بضعف بنية العظم.


وهناك حالة مرضية مزمنة يعاني منها الكثير وهي «ارتداد أحماض المعدة إلى المريء». وفيها يحصل أن تتسرب الأحماض القوية للمعدة إلى داخل أنبوب المريء. وكما تعلم فإن بطانة المعدة تتحمل قوة تلك الأحماض، ولكن بطانة المريء لا تتحملها لأنها غير مهيأة لمقاومة التأثيرات القوية لأحماض المعدة. وما يحمي المريء في الحالات الطبيعية هو وجود حلقة عضلية في أسفل المريء، أي ما بين المريء والمعدة، لا تسمح إلا بمرور الطعام والشراب من المريء إلى المعدة.

وبالتالي فإن مهمتها هي الانقباض لقفل فوهة المعدة ومنع تسريب أحماضها إلى المريء. وثمة أدوية متعددة تعمل على إضعاف قوة انقباض الحلقة العضلية تلك، وبالتالي حصول تسريب الأحماض إلى المريء، وبدء تهييج الشعور بألم المريء. وبعض أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم وأدوية توسيع شرايين القلب والأسبرين وأدوية معالجة هشاشة العظم، التي تتناولها كلها كما هو واضح في رسالتك، تتسبب في حصول وتهييج تلك المشكلة في المريء.

ومن الأدوية الأخرى التي عليك التنبه لها، حبوب الحديد وفيتامين «سي»، والفاليوم وغيرها من أدوية النوم، وأنواع من مسكنات الألم، كلها قد تُضعف انقباض العضلة تلك.

وعادة ما يعطي الطبيب نصائح في كيفية ونوعية الأكل وطريقة النوم وارتداء الملابس وتخفيف الوزن وغيرها، كوسائل كفيلة بمنع، أو للحد من، حصول تلك المشكلة في المريء. ولكن الأطباء يضطرون إلى وصف أدوية تعمل على تخفيف إنتاج المعدة للأحماض، حينما لا تُتبع الوسائل غير الدوائية.

وصحيح أن المريض يجد فيها الراحة والإعفاء من الالتزام بتلك النصائح، إلا أن تناول أدوية المعدة ليس بلا ثمن، بل هناك حديث علمي قوي عن أن طول فترة تناول أدوية المعدة قد يُؤدي إلى إضعاف بنية العظم، وذلك عبر تأثيرات تلك الأدوية على تدني امتصاص الأمعاء للكالسيوم.

والذي أنصح به أولا هو مراجعة طبيبك لكي يتأكد من أن مشكلة المريء ناجمة عن الأدوية وليس عن أي سبب عضوي آخر في الجهاز الهضمي العلوي. وإن كانت الأدوية هي السبب، فيجب العمل على تغيير الأنواع المتسببة بالمشكلة إلى أنواع ليس لها تأثيرات سلبية على المريء.