رغم إجرائي تحليل السكر في الدم عبر الجهاز المنزلي، وظهور المعدلات ضمن المقبول، كما يقول الطبيب، إلا أن التحاليل الأخيرة التي أجراها الطبيب لي تقول بأنه مرتفع، هل صحيح هذا الكلام ؟

نعم، من الممكن جداً أن يكون هذا الكلام صحيحا، ولذا لم يعتمد طبيبك على مجرد قراءات نسبة سكر الدم التي تجرينها في المنزل، في سبيل متابعة علاجك بشكل صحيح. وما فعله طبيبك هو الصواب. وهناك عدة طرق يتم من خلالها إجراء فحوصات معرفة نسبة سكر الدم، أبسطها وأقلها دقة وفائدة، هي تحليل البول لمعرفة نسبة السكر فيه.


وهذا لا يعتمد الطبيب عليه إلا حينما لا يتوفر ما هو أفضل منه.

كما يتم قياس نسبة سكر الدم في المنزل وغيره، عبر أخذ قطرة من خليط الدم الخارج بعد الوخز بالإبرة لأحد الأصابع. وهذه الطريقة، وإن كانت بسيطة وسهلة، وربما مزعجة للبعض، إلا أنها غير دقيقة جداً في جوانب عدة.

وبعيداً عن النواحي العلمية التقنية، فإن القياس بهذه الطريقة لا يُعطي إجابة دقيقة إلا عن مدى نسبة سكر الدم في اللحظة التي تم إجراؤه فيها. بمعنى أن المرء لو صام وامتنع عن تناول الطعام لمدة عشر أو ست ساعات، انخفضت لديه في الغالب نسبة سكر الدم. وأعطتنا بالتالي أرقاماً مطمئنة، بالرغم من ارتفاع نسبة سكر الدم لمدة طويلة قبل هذا الصوم.

ولذا يحرص الطبيب على معرفة معدل نسبة سكر الدم خلال مدة طويلة، أسابيع أو شهورا، لأن هذا هو المهم وهذه النسبة، المرتفعة أو المنضبطة، هي ما ستحدد جدوى كمية الدواء أو الأنسولين المأخوذ للمعالجة، كما أنها ستحدد مدى احتمالات الإصابة بمضاعفات وتداعيات مرض السكري وارتفاع نسبة سكر الدم.

ولهذه الغاية، يلجأ الطبيب إلى إجراء تحليل نسبة ترسب السكر في أحد أنواع البروتينات الموجودة في الدم أو نسبة ترسب السكر على مركب الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء.

ولأن عمر مركب الهيموغلوبين في الدم، هو حوالي 3 أشهر، فإن معرفة معدل كمية السكر المترسبة على مركبات الهيموغلوبين تُعطينا بشكل أدق معدل نسبة السكر في الدم خلال فترة 3 أشهر تقريباً. وهو ما يتم حساب نسبته.

وهناك طريقة أخرى تُعطي متوسط نسبة سكر الدم خلال 3 أسابيع تقريباً، وذلك عبر قياس نسبة ترسب السكر على بروتين الألبومين في الدم. ومن المفيد جداً لك إجراء الطبيب هذه الفحوصات، كي تتم معالجة السكر لديك بطريقة أفضل.