زوجتي لديها فيروس التهاب الكبد من نوع بي، والطبيب يقول إنها حامل للفيروس دون أن يتسبب بالتهاب في الكبد لديها، وسمعت أن الفيروس يتسبب بسرطان الكبد، هل عليها خطر من ذلك ؟

واضح من التقارير التي أرسلتها إلى زوجتك ليس لديها مؤشرات التهاب الكبد المعروفة من خلال تحاليل الدم لوظائف الكبد ، أي أن أنيماتيمات خلايا الكبد سليمة وكذلك البليروبين والألبيومين ، لكن من غير الواضح ما هي نتيجة الأشعة المقطعية أو الصوتية للكبد ، أو نتيجة عينة الكبد ، وأهمية هذا ، هو معرفة مدى سلامة أنسجة الكبد من حالة التشمع أو التليف.


وسبب تأكيدي على وجوب الاطمئنان على سلامة أنسجة الكبد ، هو تلك الملاحظة العلمية أن سرطان الكبد لا يظهر في العادة إلا كنتيجة تالية لوجود تليف أو تشمع بأنسجة الكبد. سواءً كان سبب التشمع الكبدي هو التهاب الكبد الفيروسي من نوع بي أو من نوع سي أو نتيجة لترسب الشحوم في الكبد أو ترسب الحديد في الكبد أو أي أسباب أخرى. بمعنى أن تشمع وتليف الكبد علامة للحذر ، ومؤشر يفرض المتابعة الدورية لدى الطبيب بتحليل الدم لسرطان الكبد وإجراء الأشعة الصوتية أو المقطعية له. وعليه ، فإن مجرد وجود الفيروس من نوع بي في الجسم ، دون التسبب بالتشمع والتلف الكبدي ، لا يستدعي القلق في الغالب ، بل يستدعي الاهتمام بالمتابعة لدى الطبيب الكبده للفحوصات اللازمة دورياً.

والحالة الوحيدة التي تستدعي القلق، هو حينما تحصل إصابة الشخص بفيروس التهاب الكبد، من نوع بي، مع الولادة. أي حينما ينتقل الفيروس من الأم إلى الطفل خلال عملية ولادته. وهنا يدخل الفيروس إلى الكبد سريعاً، ولا يُواجه أي مقاومة من جهاز مناعة جسم الطفل، لأنه جهاز وليد لم يتطور بعد. وبالتالي لا تحصل عملية الالتهاب في أنسجة الكبد. ومعلوم أن عملية الالتهاب هي محاولة من جهاز مناعة الجسم للتخلص من الفيروس. وغالباً لا تُفلح في ذلك، بل تتسبب بتلف في ساحة الصراع، أي أنسجة الكبد نفسه.

وحينما يدخل الفيروس إلى الكبد في تلك المرحلة المبكرة جدًا من العمر ، يمكنك الدخول إلى الخلايا الكبدية ، وإلى نواتها تحديداً ، ما قد ينجم عنه تغيرات غير حميدة. وذلك يُلاحظ الطبيب أن نسبة الفيروسات من نوع بي عالية في الدم ، دون وجود أي مؤشرات على التهاب جاري في أنسجة الكبد نفسه. وحتى عند أخذ عينة من الكبد نفسه ، وستبدو طبيعية وخالية من أي مؤشرات على وجود تليف للكبد. وهذه المجموعة الخاصة من المرضى تتطلب متابعة أدق ، وإجراء تحليل الدم لمؤشر سرطان الكبد وفحوصات الأشعة.