زوجان باعا أكثر من 30 عقارا وانتقلا حوالي 13 مرة

قيام الزوجان بشراء وتحديث وبيع ما يزيد على 30 عقاراً حتى اليوم
قيام الزوجان بشراء وتحديث وبيع ما يزيد على 30 عقاراً حتى اليوم

يعتقدان أن الحركة بركة .. والتنقل الكثير يطيل العمر


استمرت أول صفقة عقارات قام بها «بيتر مور» لمدة 48 ساعة فقط. آنذاك، كان «بيتر» يبلغ من العمر 19 عاماً، ويعيش مع أسرته عندما وقع عقد استئجار دور علوي في أحد المنازل بشارع «ليسبنارد» تبلغ مساحته 5000 قدم مربع من أجل والديه مقابل 800 دولار شهرياً، ودفع بالفعل عربونا.

 إلا أنه بمجرد أن أمعن النظر وأدرك مسألة أنه سيتعين عليه دفع 800 دولار شهرياً، سارع «مور»، البالغ حالياً 49 عاماً، ويعمل مهندساً معمارياً، بالتوجه إلى صاحب المنزل والدموع تملأ عينيه مستجدياً إياه السماح له باستعادة أمواله.

ولم يقدم «مور» بعد ذلك على محاولة الانتقال إلى منزل آخر حتى بلغ 34 عاماً.

حينها انتقل هو وزوجته «كاثرين لنتش»، التي تعمل رسامة، من منزل لآخر قرابة 12 أو 13 مرة.

ورغم أن الزوجين ليسا على ثقة من العدد المحدد لانتقالاتهما بين المنازل، يؤكد «مور» أن العدد الإجمالي هائل. ومع قيامه بشراء وتحديث وبيع ما يزيد على 30 عقاراً حتى اليوم، فقد انتقل، هو وزوجته، للعيش بصورة مؤقتة في بعض هذه المنازل، حيث استمرا في التنقل من وحدة سكنية شبه جاهزة للسكن إلى أخرى.

من ناحيتها، لا تبدو «لنتش» منزعجة من المسألة، فهي حسب رأيها صحية «عندما تنتقل كثيراً، لا تتقدم في العمر، لأن الغبار لا يستقر أبداً».

وأضاف «مور»: «عندما تتنقل كثيراً، سرعان ما تدرك حجم العبء الثقيل الذي يشكله الماضي على عاتقك».

ووصف موقفا تعرض له منذ خمس سنوات عندما كان ينتقل من منزل لآخر، وفوجئ بأن أغراضه وأمتعته تملأ شاحنة بأكملها.

وعندما أمعن النظر، وجد أن ما يحتاجه بالفعل هو ربطة عنق قديمة تخص والده. لهذا أخذها وأخبر عمال النقل أن يحتفظوا لأنفسهم بباقي الأمتعة.

إلا أنه منذ ثلاث سنوات ماضية، انتقل مع زوجته للإقامة بطابق علوي في مبنى قديم يستخدم كمخزن ويرجع تاريخ بنائه إلى العقد الأخير من القرن التاسع عشر في «شارع واشنطن» مع طفليهما، «جراهام» (9 سنوات)، و«إليزابيث» (7 سنوات).

ولم يرحلا عن هذا المنزل منذ ذلك الحين. يرجع تاريخ شراء «مور» لأول عقار له إلى عام 1992، وكان عبارة عن مخزن يرجع تاريخ إنشائه إلى عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر مقابل 800.000 دولار.

أما المبنى الذي يقطنه حالياً، فقد اشتراه عام 2005 مقابل 4.5 مليون دولار. وعلى مدار السنوات، تعرض المبنى لعمليات ترميم، لا تزال بصماتها واضحة.

داخل المبنى، قام «مور» ببناء غرف من أجل طفليه، علاوة على بنائه جدرانا لاستيعاب كتبه التي يقدر عددها بالآلاف وتنتمي في معظمها إلى الأعمال الأدبية الكلاسيكية الصادرة عن دار نشر «بنجوين». وأكد «مور» أن الكتب هي المقتنيات الوحيدة التي تستحق أن يحملها معه عند تنقله من منزل لآخر، إلى جانب زوج من الأحذية الجيدة الخاصة بزوجته ورسوماتها.

ورغم أن لديه خططا لإجراء المزيد من عمليات التصليح والترميم، فإنه لم يشرع في تنفيذها بعد، قائلا «إنه عندما تتنقل مع أسرتك، تتضاءل احتمالات تنفيذ خطط لتحسين المكان».

وأضاف أنه اشترى كل الأثاث بعد انتقاله إلى المنزل الجديد، واختاره باللون البيج، لأنه اللون الوحيد الذي يروق له.

التقى «مور» و«لنتش» في منتصف الثمانينات عندما كان يعيش في منزله، وبدأت علاقتهما العاطفية في مطلع التسعينات، حيث كانت «لنتش» تملك استوديو بالقرب من مكتب «مور» في «تريبكا»، وعام 1998، تزوجا.

أما داخل المبنى الذي يقطنان به في «شارع واشنطن»، فإن الطابق الذي يقع أسفل ذلك الذي يسكنه الزوجان، هو الذي يتمتع بقدر أكبر من اللمسات الجمالية الخاصة بـ«مور».

وكان هذا الطابق مخصصا لوالدته، «نوني مور»، التي انتقلت إلى العيش في أحد العقارات التي يملكها ولدها في «شارع فستري» بعد تقاعدها من عملها كمدير لقسم الموضة في مجلة «جي كيو».

 وعندما انتقلت أسرة «مور» إلى «شارع واشنطن»، انتقلت والدته معهم. وكان هذا الإجراء السبب وراء استقرارهم طوال هذه الفترة بمنزلهم الأخير.

وأوضح «مور»: «في مدينة كبيرة مثل نيويورك، توصلنا إلى سبيل للعيش كأسرة كبيرة».

بالنسبة للطابق الذي تسكنه والدته، فإنه لا يضم الكثير إلى جانب رسوماتها التي تنتمي للمدرسة التعبيرية. فهي تستعين بمدرس رسم للتغلب على الضعف الذي لحق بقوة ذراعها.

وتأتي رسوماتها في النهاية تحمل ألوانا ضبابية أشبه بألوان قوس قزح. في المقابل، يغلب على رسومات زوجة ابنها لون واحد فقط، وتصور معظمها مشاهد من المناطق الحضرية التي تطل عليها من أي مكان يوجد به الاستوديو الخاص بها، وقالت: «لو لم ننتقل كثيراً، لم يكن سيتوفر لي شيء لأرسمه».

وتقوم «لنتش» بالرسم في أي طابق خال داخل المبنى الذي يملكه زوجها، حيث تعمل في نفس المساحة بجانب عمال البناء والتشييد.

وأشارت «لنتش» إلى أن العمال كثيراً ما يدعمون ويوفرون نقداً طيباً لأعمالها.

وحسبما تتذكر «لنتش»، فإن عدد مرات نقلها مكان الاستوديو الخاص بها يفوق عدد تنقلاتها من مسكن لآخر مع أسرتها.