بطاقات الدعوة للأعراس في مصر.. «تفانين وإبهار حسب الطلب»
مثل ينعكس بقوة على كروت وبطاقات الدعوة لأعراس الزفاف في مصر خاصة في أعراس النخبة، كما يختصر كثيراً ما شهدته من تطور، فمن الدعوة الشفهية ومروراً بالكروت الورقية الملونة التي ميزت زواج العقود الماضية، لاحت في عالم الدعوة للعرس أشكال جديدة تتعلق بالخامات المستخدمة في بطاقات الدعوة، فضلاً عن التصميمات التي تتفق جميعها في الرغبة في الإبهار، ووضع المدعوين أمام إحساس أن العرس هذه المرة مختلف تماماً.
شيماء الهنداوي مصممة بطاقات الأعراس تؤكد أن الكروت الورقية مثلت عالماً رائعا أصبح الآن إلى حد كبير جزءاً من الماضي، حيث كانت التصميمات حينذاك بسيطة.. قلوب وورود وآيات قرآنية بماء الذهب.
لكن اليوم ـ بحسب ـ الهندواي دخلت خامات جديدة وتصميمات عجيبة في صنع بطاقات الدعوة للأعراس، كالخشب والزجاج والجلود والمعادن.
عملت الهنداوي على تصميمات الكروت التقليدية، إلا أنها قررت الخروج من هذا النمط إلى أشكال جديدة وغريبة، إذ وجدت أثناء قيامها بصناعة الشموع المختلفة من الأخشاب، أن شكل الشمعة المميز بجذع الشجرة الطبيعي يمكن تفريغ أحد جوانبها لتصبح بطاقة دعوة.
عرضت فكرتها على صديقة لها كانت تستعد لحفل زفافها، وافقت وما لبث التصميم أن أخذ موقعه في عالم تصميم الدعوات.
وتقول الهنداوي إنها أدخلت بعد ذلك على هذه الشموع بعض الإكسسوارات الملونة التي يمكن استخدامها فيما بعد كقطعة ديكور في المنزل بعد العرس وما يعني ذلك من ذكرى جميلة للعروسين.
تصميمات الهنداوي لم تتوقف عند استخدام الخشب فقط، بل تعدته إلى الجلود بكافة أنواعها وأشكالها وأحجامها، إذ تقوم بتصميم دعوات على الجلد الفاخر الذي يقبل عليه الأزواج الكلاسيكيون ـ على حد قولها ـ مع تطعيمها ببعض الأحجار الكريمة على الغلاف، لإضفاء طابع من الأبهة والفخامة على البطاقة.
تقول الهنداوي إن هناك رواجاً للبطاقات المصنوعة من المعدن أيضا، أو ما يطلق عليه الفيرفورجيه، حيث يكون عادة على هيئة صندوق حديدي مزخرف وبداخله دعوة العرس مع بعض الحلوى والشيكولاته، مشيرة إلى أن الفنان احمد حلمي وزوجته الفنانة منى زكي كانا أول من ادخل هذه «البدعة» الرائعة إلى عالم دعوات الأعراس.
وعن صعوبات المهنة تقول الهنداوي إن طلب أهل العرس ذكر تفاصيل كثيرة على الدعوة مثل اسم العروسين ومهنتهما، فضلا عن مهنة الآباء وموعد الزفاف ومكانه وتوقيته، وهواتف الطوارئ للاعتذار، والعبارة الأثيرة «الرجاء عدم اصطحاب الأطفال» تجعل من الدعوة نشرة أخبار، تتنافى إلى حد كبير مع الشكل الجمالي لها، في ظل ضرورة إحداث تناسق بين مساحة الكتابة، الأمر الذي يجعلها تصر على الاختصار في تلك التفاصيل إلى الحد الذي لا يخل بروعة التصميم وضرورة الإخبار.
تعترف الهنداوي بارتفاع أسعار هذه البطاقات عن غيرها من الدعوات الورقية قائلة «هي أغلى كون الخامات ذاتها غالية الثمن، إضافة إلى ابتكارية التصميم، وأن هذه البطاقات يتم تصنيعها بالقطعة يدوياً».
موضحة أن تصميم وانجاز بطاقة دعوة لمائة فرد تتطلب أياما من العمل. لكنها تعود وتقول إن الفرحة التي تشكلها البطاقة الجديدة لا تقارن بسعرها «لأن المرء ـ غالباً ـ لا يفعل ذلك إلا مرة واحدة في حياته».
تبدأ أسعار الدعوات التي تصممها الهنداوي من الخشب مما يقارب دولارين للدعوة الواحدة، ترتفع في الجلود إلى 5 دولارات، وتشير الهنداوي إلى أغلب زبائنها يأتون من موقع «الفيس بوك»على شبكة الانترنت، حيث تتلقى الطلبات وترسلها إلى الخارج عبر شركات الشحن الجوي.
لكن المصممة منار صلاح لا تعتبر أن الخامات وحدها يمكن أن تصنع بهجة للمدعوين، بل التصميمات أيضا، لذا قررت أن تقتحم عالم بطاقات الدعوة بابتكار يلقى رواجاً بين شباب المتزوجين، وهو تصميم دعوة للعرس بالرسوم الكاريكاتورية قائلة «بدأت بتصميم هذا النوع من دعوات الأفراح منذ حوالي سنة، وعلى الرغم من أني لا املك حتى اليوم مكتبا خاصا بي للتصميمات، إلا أن زبائني يروجون للدعوات الغريبة التي أصممها وقد بدأت تنتشر بسرعة كبيرة بينهم».
وتضيف صلاح أن فكرة الدعوة تعتمد على عدة أشياء منها شخصية العروسين، وصورا شخصية لهما، فضلا عن بعض التفاصيل أو الذكريات الخاصة المشتركة بينهما، ثم بعدها تأخذ الفكرة في التبلور.
وتضرب صلاح مثلاً بطبيب وطبيبة جاءاها لتصميم بطاقة دعوة زفافهما، مع رغبتهما في إعلان انتمائهما لنفس المهنة فيها، لكن دون الإشارة إلى ذلك صراحة، فجاء تصميم البطاقة وهما يرتديان رداء الأطباء الأبيض، ويجمعهما قلب واحد على هيئة سماعة طبية.
وتروي صلاح أن عريسا طلب منها طلباً غريبا في تصميم دعوته للزفاف، وهي أن يبدو في مظهر «اللص»، لكنها بعد اندهاشة قصيرة، استطاعت توظيف فكرة الدعوة، وهي أن العريس ليس سوى لص قام بسرقة قلب محبوبته الجميلة.
وتبين صلاح أن الأهل كثيراً ما يتدخلون في تفاصيل البطاقة، حيث يمكن أن تقول الأمهات إن صور أبنائهن بعيدة عن الواقع ولا تشبههم، رغم أنها تقوم بالتصميم مستخدمة صوراً ضوئية، مما يضطرها إلى إعادة رسم التصميم مرة أخرى. إلا أنها توضح أن ذلك الأمر لا يحدث كثيراً، إذ بدأ الكثيرون في تقبل فكرة الرسوم الكاريكاتورية.
وتبين صلاح أن عملها لا يقتصر فقط على التصميم الكاريكاتوري، بل يتعداه إلى تصميم وطباعة البوسترات التي توضع في القاعة الرئيسية للفرح أو على مدخل القاعة، وغالباً ما يرغب العروسان في أخذها لمنزلهما لاحقا، فضلا عن قيامها بتصنيع أفلام كارتونية قصيرة للعروسين، ليعرض في قاعة الفرح أمام المدعوين.