فاطمة الزهراء .. أم الحسن والحسين .. وأول آل البيت لحاقا بأبيها بعد موته

كانت رضى الله عنها أصغر بنات النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحبهن إليه.
 
وقد تزوجها الإمام علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم وزينب.
 
وقد غضب لها النبي (صلى الله عليه وسلم) لما بلغه أن زوجها على يريد خطبة بنت أبي جهل، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها". 
 
فترك عليٌّ الخطبة رعاية لها، فما تزوّج عليها، فلما توفيت تزوج "رضى الله عنهما"، ولما توفى النبي (صلى الله عليه وسلم) حزنت عليه وبكته وقالت: "يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. يا أبتاه أجاب ربا دعاه. يا أبتاه جنة الفردوس مأواه".
 
وقالت بعد دفنه: "كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟".
 
وقد قال لها في مرضه: "إني مقبوض في مرضي هذا"، فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت، وكتمت ذلك فلما توفى (صلى الله عليه وسلم) سألتها عائشة فحدثتها بما أسرّ إليها.
 
وقالت عائشة رضي الله عنها: "اجتمع نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يُغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: "مرحبا بابنتي"، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أنه أسرّ إليها حديثا، فبكت فاطمة، ثم إنه سارّها، فضحكت أيضا، فقلت لها: "ما يبكيك؟"، فقالت: "ما كنت لأفشي سرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقلت: "ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن"، فقلت لها حين بَكَتْ: "أخصّك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحديثه دوننا ثم تبكين"، وسألتها عما قال، فقالت: "ما كنت لأفشي سرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)"، حتى إذا قُبض سألتها، فقالت: "إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وأنه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم إنه سارّني، فقال: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين"، أو سيدة نساء هذه الأمة"، فضحكت لذلك".
 
وكان عليه الصلاة والسلام يقوم لها وتقوم له، ويُقبّلها وتُقبّله رضي الله عنها.
 
كانت فاطمة "رضى الله عنها" تعمل في بيت زوجها، حتى أصابها من ذلك مشقّة.
 
وشكت "رضى الله عنها" لأبيها ما تلقاه من مشقة في بيت الزوجية، فقال لها الرسول الكريم: "ألا أدلكما على خير مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين، وتحمدان ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم".
 
وقال صلى الله عليه وسلم: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني".