12:00 ص - الخميس 29 ديسمبر 2011
مر العام بأفراحه وآلامه وأتى اليوم الفاصل لتوديع عام مضى واستقبال عام جديد، حيث يحتفل كل شخص على طريقته، منهم من يقضيه في صورة صحبة بسيطة مع الأهل والأصدقاء يتبادلون الحوار عما حدث في العام الماضي وأمنياتهم للعام القادم، وهناك آخرون يجهزون لحفل رأس السنة هذا قبل أن يأتي بفترة طويلة؛ حيث اعتادوا على إقامة احتفالات باذخة يرتدون خلالها أغلى الثياب ويتناولون مالذ وطاب، يضحكون، ويغنون، ويرقصون حتى تأتي اللحظة الحاسمة وبعدها يستمر الحفل لتشرق شمس يوم جديد.
ومهما اختلفت طريقة الاحتفال هناك أشياء علينا تجنبها خلاله لنستمتع به دون حدوث أي مشكلة قد تعكر صفو هذا اليوم فهيا نتعرف عليها
شرب الخمور والكحوليات:
إذا رغبنا في الاحتفال برأس السنة بطريقة راقية علينا تجنب الخمور والكحوليات والمخدرات تماما، فهي أولا من المحرمات التي نهت عنها جميع الأديان السماوية، وذلك لأنها تذهب العقل وتجعل الإنسان يتصرف تصرفات غير واعية غالبا تسبب الضرر له وللمحيطين به.
ويظهر خلال هذا الحفل الجميل وكأنه شخص أبله، حينها قد يتم التقاط الصور له وهو في هذه الحالة، وقد يتم استخدامها فيما بعد كوسيلة للسخرية منه أو لابتذاذه، فلماذا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ونحول اللحظات الجميلة إلى أوقات للمعصية والرذيلة.
تقبيل الرجال للنساء:
نشعر جميعا بإحساس رهيب عندما ينتهي عام ويبدأ آخر، حينها تمتزج مشاعر الخوف والفرحة، الخوف من المجهول والفرحة بانتهاء عام من العناء والأمل في تحقيق أمنيات لم نتمكن من تحقيقها في العام الماضي، وبما أننا مازلنا على قيد الحياة فهناك أمل بأن تصبح هذه الأمنيات حقيقة.
في هذه اللحظة يندع بعض الرجال لتقبيل المرأة التي يصطحبونها معهم سواء كانت زوجته، خطيبته أو حتى صديقته وهذا بالطبع تقليد أعمى للغرب وانتهاك لجميع المباديء والعادات والتقاليد الدينية والشرقية التي تحثنا دائما على المحافظة والالتزام بالأخلاق التي تتقدمها سمة الحياء.
فمهما كنت في حالة من الفرح وبحاجة إلى من يضمك بين ذراعيه عزيزي الرجل، عليك التحلي بالصبر وضبط النفس حتى ينتهي الحفل وتعود أنت وزوجتك إلى البيت حينها افعل ما شئت، أما بالنسبة للخطيبة أو الصديقة فاحذر التهور حتى لا تبدأ عامك الجديد بعمل شائن قد يفسد عليك الأيام القادمة، وبدلا من التلامس يمكنك التعبير عما بداخلك بكلمات جميلة متوازنة لتعبر عما في قلبك لكن بطريقة متحضرة لاتغضب الخالق.
إفشاء جميع أسرارك الخاصة أمام الجميع:
رغم انتهاء العام بكل ما فيه، لايجب عليك مناقشة تفاصيل حياتك وأسرارك الشخصية مع الزملاء، فقد تتفوه بكلمات مع الشخص الخطأ تكشف بها عن أعمال سترك الله خلالها، وها أنت تفضح نفسك أمامه، واعلم أن الحفل سينتهي وبعدها سيتناقل الجميع كل ما عرفوه عنك وقد يؤثر ذلك على علاقاتك الأسرية أو داخل مجال عملك.
فمثلا يعترف أحدهم بأنه على علاقة غير شرعية بامرأة ما، أو أنه تهرب من أداء واجب وطني يخص عمله مثل التهرب من الضرائب، أو من قام بالتزوير أو غيرها من الأعمال المنحرفة التي سوف يضر به فيما بعد.
فانتبه لما تقوله ولا تتسرع وقد تظن أن من تتحدث معه ملاك ولكنه يخفي شيطانا يتمنى لك السقوط حتى يأخذ مكانك، فهناك نوع من البشر هوايتهم الوحيدة تشويه سمعة الغير والسخرية منهم عندما يقعون في المصائب.
التحدث عن العمل:
بما أن حفل رأس السنة مناسبة للالتقاء بزملاء العمل لكن بصورة غير رسمية إذن اجعله كذلك، حاول الاستمتاع معهم بقضاء وقت ممتع جميل دون التطرق إلى مشكلات العمل أو حتى إنجازاته، فخلال الحفلات يريد الإنسان التفريج عن نفسه والبعد التام عن العمل ومشكلاته وإذا تحدثت عنه ستشعر المحيطين بك بحالة من الملل.
الإفراط في تناول مالذ وطاب:
اقض وقتا ممتعا، ولا مانع من تناول الطعام والشراب بطريقة مهذبة معتدلة، فلا تكن كمن ضل طريقة فوق جزيرة مهجورة وفجأة وجد أمامه موائد مكتظة بالأطعمة والمشهيات فانقض عليها، لذا لاتبالغ في الأكل والشرب بشراهة أولا حتى لاتضر بصحتك ويزيد وزنك وقد تصاب بعد الحفل بتلبك معوي تعاني منه لفترة فيتحول الاحتفال إلى حالة مرضية تعطلك عن العمل ويصبح ذكرى مؤلمة بعقلك.
وثانيا حتى لاتغير نظرة المحيطين بك عنك، وتتحول أمامهم من إنسان يعرفون الكثير عن أناقته والتزامه بآداب الإتيكيت إلى حيوان مفترس لايفكر في شيء إلا تناول الطعام وكأنه لم ير طعاما من قبل.
طلب زيادة راتبك:
لاتكن إنسانا استغلاليا انتهازيا تستغل أن الحفل يضم العديد من المسؤولين ومنهم رئيسك بالعمل يبتسم لأول مرة في وجهك، فهذا لايعني أنه وقت مناسب لتطلب منه رفع راتبك، ببساطة لأن هذا لا هو الوقت ولا المكان المناسب للقيام بمثل هذه الخطوة، وقد ينتج عن ذلك تغير نظرة المدير إليك واعتبارك إنسانا متسلقا متطفلا تستغل الظروف، وهذا لن يجدي فتوقف قبل أن توقع نفسك في مشكلة.
أخذ أي شيء من الحفل كتذكار:
لايعني قيام الشركة بحجز قاعة أو مكان ما لإقامة الحفل أن هذا يعطيك الحق لأن تأخذ أي شيء كتذكار معك، لأن جميع الموجودات تخص المكان كما أن هذا تصرف في منتهى السوء، ويعتبر سرقة يحاسب عليها الله والقانون فانتبه أن تنهي الحفل بخبر محرج قد تتناقله صفحات الجرائد
الغناء باستخدام الكاريوكي:
إذا كنت من هواة الغناء داخل الحمام فتوقف عند هذا الحد، ولا تحاول أبدا الغناء أمام الجميع وخاصة إذا كان صوتك مزعجا حتى لا تتسبب في نفور الحاضرين وتصبح كالبهلوان الذي يضحك الجميع عليه ويسخرون منه، وقد يسجلون لك فيديوهات تتفاجأ بوجودها على اليوتيوب.
لا تقيد نفسك بالملابس الرسمية:
بما أنه يوم للاستمتاع فحاول ارتداء ملابس غير رسمية تمنحك مزيدا من الحرية والحركة والانطلاقة، ولاتقيد نفسك بالملابس الرسمية المملة التي اعتدت أن ترتديها في العمل، لكن مع الحفاظ على الأناقة والمظهر الجيد أي التوازن والاعتدال الذي تكلمنا عنه فيما سبق.
التهور بالرقص:
من أسوأ الأفعال التي يقوم بها الرجال الرقص في المناسبات الاجتماعية، لأنها تفقدهم وقارهم واحترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين لهم، لذلك لاتحاول الرقص أبدا والتخلي عن شخصيتك الجادة التي تعارف عليها العاملون معك، فإذا فعلت هذا لن تتمكن من السيطرة على العاملين تحت قيادتك مرة أخرى.
لاتكن منعزلا:
حتى إذا لم يكن هذا النوع من الحفلات هو ما تفضله فلاتحاول الانعزال عن الآخرين وحاول الاندماج مع الموجودين كالتحدث مع العديد منهم والاستمتاع بوقتك معهم مع الحرص على عدم التفرد بشخص بعينه والإفراط في الحديث معه وخاصة عن تفاصيل حياتك الخاصة.
الاستيقاظ مبكرا بصورة مبالغ بها:
هناك العديد من الناس الذين يبالغون في هذا اليوم لدرجة أنهم يستيقظون مبكرا جدا كالأطفال المنتظرين قدوم العيد، ورغم أنه يوم خاص لكن علينا التصرف بعقلانية وبصورة طبيعية مثل تأدية جميع الأعمال والواجبات وغيرها من الأشياء الضرورية التي نؤديها بصفة يومية حتى لايسبب هذا الحفل تعطيلا لأي عمل هام.
إرهاق الميزانية للاحتفال:
لايحبذ أن ترهق ميزانيتك على أشياء غير هامة كالمبالغة في تحضير الوجبات المكلفة أو شراء ملابس باهظة الثمن أو السفر لمكان ما لقضاء اليوم مما يكلف الأسرة ويحملها أعباء هي في غنى عنها، وقد تسبب لك وللأسرة مشكلات مستقبلية، لذا حاول الاحتفال بشكل بسيط غير مكلف.
التوقعات الخيالية:
عند الرغبة في الاحتفال لاتبالغ في توقعاتك بأنه سيكون أفضل حفل أقمته على الإطلاق، لأن ذلك قد ينتهي بخيبة أمل فأنت لاتعرف ماذا سيحدث خلاله، بالطبع تتمنى للجميع قضاء وقت سعيد وترسم خط سير للحفل، لكن قد تتغير الأمور و لايشعر الحضور بما تمنيت لظروف خارجة عن إرادتهم فكن واقعيا ولا تشعر بالقلق على أشياء في علم الغيب.
مقارنة هذا الحفل باحتفالات رأس السنة الأخرى:
لاتحاول مقارنة حفل هذا العام بالأعوام السابقة؛ لأن هذا سيجعلك تشعر بالضيق إذا لم يصل حفلك للصورة المثالية التي تمنيته بها، فعليك إذا الاستمتاع باللحظة التي تحياها فإذا كان معك أشخاص مقربين لقلبك، وفي مكان جميل للاحتفال، وهناك أنواع من الأطعمة التي تحبها، وتتنفس هواء الحياة فماذا تريد غير ذلك؟!.
نسيان الدعاء:
عزيزي القاريء لاتنسى الدعاء فهو أهم عمل يمكن أن تخرج به من هذا اليوم وهذا الحفل فهيا بنا نتفق على الآتي:
- تأدية جميع صلواتنا في مواعيدها.
- الإكثار من التضرع إلى الله وشكره على ستره لعيوبنا ومعاصينا في العام الماضي.
- الدعاء بكل ما نحلم به مثل طلب الرضا من الله وأن يجعلنا من أهل جنته يوم القيامة.
ولا ننسى الدعاء بأن يجعل الله هذا اليوم نهاية لكل معاصينا وبداية بيضاء لكل خير في دنيانا وآخرتنا، ورفعة ديننا وحياتنا، فما أجمل أن تستقبل عام جديد بكلمات الشكر والتوبة والرجاء، وهل هناك أحدا أفضل من الله لكي تتحث إليه وتسعد بالتواصل معه؟ بالطبع لا.