حقائق زائفة عن المسلمين في أمريكا من وجهة نظر غربية

هناك أعداء للإسلام والمسلمين في كل مكان يستغلون نقاط سوء التفاهم بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى لتوسيع حالة الانقسام والفجوة بين الإسلام والغرب، مما يزيد تعرض المسلمين للأذى من جانب الآخرين
لذا يبادر ملايين المسلمين بأمريكا الذين لا يجدون أن هناك تناقضاً بين كونك أمريكياً ومسلماً، ويعملون بجد للحد من هذه الفجوة، ولا عجب إذا وجدناهم هدفاً لكثير من الهجوم بواسطة هؤلاء الراغبين في تدمير كل وسائل التواصل بين المسلمين وغير المسلمين بدلا من بنائها.
حتى أقاموا مؤخرا مؤتمرات واجتماعات يشرحون من خلالها توجهاتهم العنصرية ومعتقداتهم المتطرفة بأن المسلمين ببساطة لا ينتمون إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويهددون أمنها.
ومن بين أباطيلهم التي لا أصل لها المعتقدات التالية:
مسلمو أمريكا أجانب:
الإسلام موجود في أمريكا حتى قبل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم يهاجر المسلمون بطريقة سلمية، إنما أحضرهم تجار العبيد إلى هناك.
ويخمن المؤرخون أن ما يزيد عن 30% من العبيد السود كانوا مسلمين، وتم تحرير أمير أفريقيا الغربي (عبد الرحمن) بواسطة الرئيس (جون كوينسي آدام) عام 1828 بعد قضاء 40 عاما في الأسر، وكان واحدا فقط من بين العديد من المسلمين الأفارقة الذين تم اختطافهم وبيعهم للأشغال الشاقة والاستعباد في العالم الجديد.
ويمكن العثور على أسماء المسلمين في السجلات الأمريكية القديمة ضمن العبيد الفارين وأيضا من بين قوائم الجنود في الحرب الثورية، فقد حارب المسلمون للحفاظ على استقلال الأمريكان في حرب 1812 ومن أجل توحيدها ووحدتها في الحرب الأهلية.
وبعد مرور أكثر من قرن، اهتدى آلاف من الأمريكان الأفارقة إلى الإسلام وكان (كاسيوس كلاي) و (مالكولم ليتل) من بينهم.
وحاليا هناك عضوان مسلمان في الكونجرس وآلاف من المسلمين يعملون في القوات المسلحة الأمريكية، بالطبع ربما من بين الجنود المسلمين من ولد في مكان آخر، ولكن إذا ارتديت زي الولايات المتحدة العسكري وكان لديك استعداد للموت فداء لها هل يمكن أن يعتبرك الغير أجنبياً؟
المسلمون الأمريكان متوحدون من الناحية العرقية والثقافية والسياسية:
في الحقيقة، يعتبر المجتمع المسلم بأمريكا من أكثر المجتمعات الإسلامية تنوعا في العالم، حيث يعتقد المسلمون في أمريكا في أشياء مختلفة ويحترمون ما يؤمنون به أيضا بطرق مختلفة.
 
وفيما يخص السياسة، اكتشفت دراسة أن 63% من المسلمين الأمريكان يميلون إلى النظام الديمقراطي، و11% منهم يميل إلى النظام الجمهوري و26% يميلون إلى النظام الاستقلالي.
ومن الناحية العرقية، بالرغم من سوء التفاهم الشائع، فإن أغلبية المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية (وفي العالم بالنسبة لهذا الموضوع ) ليسوا عرباً، فهناك حوالي 88% منهم ينتمون إلى أصول مختلفة بناء على الإحصاء الرسمي للسكان.
فمثلا يمثل ربع مسلمي أمريكا من الأفارقة، وعلى كل من يعتقد غير ذلك أن لا ينظر أبعد من غلاف مجلة (النيوزويك) التي صدرت يوم 30 يوليو عام 2007 حين أظهرت صورة متعددة الثقافات للإسلام في أمريكا.
كما يختلف المسلمون الأمريكان أيضا في الطوائف سواء كانوا من السنة أو من الشيعة، كما تختلف تأديتهم للواجبات الدينية، وبناء على إحصائيات التعداد السكاني هناك فإن المسلمين الأمريكان يتراوحون بين من هم على درجة عالية من المحافظة إلى المعتدلين وحتى غير الملتزمين بعباداتهم وطقوسهم الدينية، مثلهم مثل الأشخاص في أي مجتمعات ذات معتقدات أخرى.
علاوة على أن المسلمين يمثلون جانباً هاماً من الدخل القومي الأمريكي لأنهم جزء لا يتجزأ من اقتصاد الولايات المتحدة، فهناك 66% من المسلمين الأمريكان يكسبون مايزيد عن 50.000$ في العام حيث يفوق المتوسط الأمريكي للنفقات السكانية.
يقمعون النساء ويحرمونهن من حقوقهن:
بناء على دراسة تمت عام 2009، فإن المسلمات الأمريكيات أكثر تعلما عن غيرهن من النساء المسلمات في غرب أوروبا، بل هم أيضا أكثر تعلما عن الأخريات من نساء أمريكا.
كما تساهم المسلمات هناك بدخول تقترب كثيرا من دخول الرجال، وهذا يفوق أي امرأة أمريكية تنتمي إلى ديانة أخرى، كما يمثلن الكثير من المنظمات الدينية والمدنية الأخرى، مثل مركز دعم الأسرة الأمريكية، مجلة عزيزة، الكرامة، نقطة تحول، مجموعات الشبكات الإسلامية والجمعية الأمريكية لتنمية المسلم.
 
بالطبع ما زالت التحديات المطالبة بالعدالة بين الجنسين موضوعاً عالمياً، ففي مؤشر الفجوة بين الجنسين في منتدى الاقتصاد العالمي عام 2009، تم تحديد مدى مساهمة المرأة في المجتمع، كانت 18 من بين 25 دولة لديها أغلبيات مسلمة.
ومع ذلك، وكما تم توثيقه بواسطة مبادرة المرأة المسلمة في الروحانيات والمساواة، تقود المسلمات رحلة الكفاح من أجل التغيير من خلال ما تحصلن عليه من منح دراسية، خطب وطنية، تعليم، نشاط سياسي وتكريس لخدمة المجتمع في الولايات المتحدة وعبر العالم.
غالبا يصبح المسلمون الأمريكان إرهابيين داخل وطنهم: 
فبناء على تقرير المركز الثلاثي للإرهاب والأمن القومي عام 2010 ، يفوق عدد الغير مسلمين المتورطين في قضايا الإرهاب عن المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية،   في دولة تعاني من عقدة الخوف من الإسلام وتحاول دائما التفريق العنصري بينهم وبين الغير.
ويعترف من يعملون كقادة مع عملاء "الإف بي آي" لمواجهة التطرف مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أنهم يخشون تصنيف الإسلام بأنه دين إرهابي يؤدي إلى بث الذعر في المسلمين هناك ومحاولة محو الحقوق المدنية والحريات لهم ويشعل المفهوم الخطير أن الولايات المتحدة في حرب مع الإسلام
ويجب أن يدرك صناع السياسات أن الإرهابيين الذين يجب أن يخشى العالم منهم حقا من يقومون بالأعمال الإرهابية بدافع سياسي واقتصادي أو اجتماعي وليس بدافع ديني.
يريدون إدارة أمريكا بناء على قوانين الشريعة:
تدعو الشريعة الإسلامية إلى إقامة العدل والرحمة بين الناس وهذا لا يتعارض مع مفهوم القانون الغربي، وبالرغم من وجود بعض الأفكار المتطرفة لدى بعض الجماعات الإسلامية كما هو موجود في جميع العقائد، يتفق معظم القضاة المسلمين على المباديء الإيجابية للشريعة التي تتلخص فيما يلي:
حماية الحياة، التقدم، الدين، العقل، الملكيات، الأسرة والكرامة، ولايمكن لأي من هذه المباديء تحويل الولايات المتحدة إلى خلافة إسلامية.
لقرون من الزمن يتفق معظم علماء المسلمين حول العالم على أن المسلمين يجب أن يتبعوا قوانين الأرض التي يعيشون عليها، وقد تأسس هذا المبدأ بواسطة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- في العامين الهجريين 614،615 عندما أرسل بعضا من أتباعه لطلب الحماية من ملك الحبشة، حيث تعاونوا معه بطريقة سلمية، وليس المسلمون الأمريكان وحدهم من لا يملك أي خلفيات سياسية، دينية أو تاريخية معادية للولايات المتحدة، ولكن يتفق دستور الولايات المتحدة نفسها مع إيجابيات ومباديء الشريعة التي يمارسها المسلمون بالفعل في الولايات المتحدة عندما يتعبدون بحرية ويتبعون قوانين الولايات المتحدة.