ما هي الحمى الصفراء؟
12:00 ص - الأربعاء 23 نوفمبر 2011
الحمى الصفراء yellow fever أحد أنواع الحمى التي ربما لا يسمع عنها البعض إلا عند ذكر ضرورة أخذ لقاحها قبل السفر إلى بعض المناطق في العالم، أو عند استعراض بعض المصادر الطبية لمسميات أنواع الحمى.
والحمى الصفراء هي حمى نزيفية تظهر بشكل حاد acute، أي ليست مزمنة. وتحدث بسبب دخول نوع معين من الفيروسات إلى الجسم، ووسيلة الإصابة أو انتقال الفيروسات إلى جسم الإنسان هو نوع معين من البعوض الحامل لتلك الفيروسات.
وكلمة «الصفراء» مأخوذ من أحد أعراض الحمى هذه وهو «اليرقان» أو الصفار الذي يظهر على الجلد وملتحمة العين البيضاء اللون في الحالات الطبيعية.
وتشير إصدارات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 50% من المصابين بهذه الفيروسات، يتعرضون إلى تدهور «وخيم» في حالتهم الصحية، ما يؤدي إلى الوفاة عند عدم تلقي المعالجة اللازمة.
وأن العالم يشهد سنويا أكثر من 200 ألف إصابة بهذا النوع من الحمى. وتؤدي إلى أكثر من 30 ألف حالة وفاة سنويا. كما تشير إلى أن فيروس الحمى الصفراء يستوطن المناطق المدارية من أفريقيا وأميركا اللاتينية، أي في مناطق تشمل 45 بلدا ويفوق تعداد السكان فيها 900 مليون نسمة.
وتخلو القارة الآسيوية من تسجيل إصابات بالمرض. وهناك تقارير عن حصول إصابات وبائية به في القرون السابقة، وليس في القرن الماضي أو الحالي، في مناطق من الولايات المتحدة مثل نيويورك وفيلادلفيا وتشارلستون ونيوأولينز، ومناطق من أوروبا مثل انجلترا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وضمن الحقائق الأساسية عن هذا المرض، تذكر منظمة الصحة العالمية أن العالم شهد ارتفاعا في الإصابات بالحمى الصفراء خلال السنوات العشرين الماضية.
وذلك بسبب انخفاض مناعة سكان مناطق استيطان الفيروسات المتسببة به حيال العدوى بها، وبسبب العمليات المستمرة في إزالة الغابات والتوسع العمراني وتحركات السكان وتغير المناخ العالمي.
ولا يوجد حتى اليوم علاج دوائي يضمن القضاء التام على الفيروس المتسبب بالحمى الصفراء بعد دخوله جسم الإنسان. وما تقوم به المعالجة هو تخفيف الأعراض ودعم قدرات الجسم على مقاومة الفيروس، وصولا إلى زواله عن الجسم وإنقاذ حياة المصاب.
ولذا يبقى اتباع وسائل الوقاية أهم وأفضل ما يمكن فعله لمنع الإصابة بالمرض، والتي من أهم عناصرها تلقي اللقاح الخاص بالحمى الصفراء. واللقاح يعتبر مأمونا، وفعالا لنحو 95% ممن يتلقونه في غضون أسبوع واحد من بعد أخذه، وزهيد الثمن، ويقدم حماية تصل إلى فترة تتجاوز 30 عاما.
ويجب على المسافرين، ولا سيما المتوجهين من أفريقيا أو أميركا اللاتينية، إظهار شهادة التطعيم ضدّ الحمى الصفراء. وتشير اللوائح الصحية الدولية إلى ضرورة تقديم إثبات من السلطات المعنية في حال وجود مبرّرات طبية تحول دون الخضوع للتطعيم.
وتظل مكافحة البعوض من التدابير الأساسية التي ينبغي اتخاذها إلى أن يشرع في عمليات التطعيم. ويمكن الحدّ من مخاطر عدوى الحمى الصفراء في المناطق الحضرية بالتخلّص من الأماكن المحتملة لتكاثر البعوض ورشّ مبيدات الحشرات في المواقع المائية عندما يكون البعوض في مراحل تطوّره الأولى.
كما يمكن، برشّ مبيدات الحشرات للقضاء على البعوض أثناء الأوبئة الحضرية والاضطلاع بحملات تطعيم طارئة في الوقت نفسه، الحدّ من سراية الحمى الصفراء أو وقفها، ممّا يتيح للفئات المُطعّمة «فسحة من الوقت» لتعزيز مناعتها.