مادة هلامية موضعية .. علاج تجاعيد بديل لحقن البوتوكس
يلوح في الأفق علاج جديد للتخلص من التجاعيد لمن يتغلب خوفهم من الحقن على اهتمامهم بالجمال. وقد ساعد جيل (مادة هلامية) موضعي يحتوي على مادة بوتولينوم توكسين نوع «إيه»، وهي المادة نفسها التي تستخدم في حقن البوتوكس، على تقليل التجاعيد المتوسطة والمتقدمة التي تحيط بالعينين وتكون على هيئة خطوط مستقيمة، حسب دراستين أوليتين.
ويقول مايكل كين، وهو جراح تجميل في مدينة نيويورك: «يحتوي الجيل على سم البوتولينوم من النوع (إيه) وحامل ببتيد يساعد البوتولينوم على اختراق الجلد».
ويضيف في حديث لموقع «ويب ميد» الطبي أن تأثير هذه المادة كان جيدا حسب ما أوضحته دراستان شملتا 270 مريضا يعانون تجاعيد تتراوح درجتها من بسيطة إلى متقدمة.
جيل البوتوكس وحسب إحدى الدراستين، تحسنت حالة 89% من المرضى بعد 4 أسابيع كما قال كين. وعرض كين النتائج في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لجراحي التجميل في دنفر الشهر الماضي.
وكان البحث يمثل مرحلة ثانية في الدراسة، لكن كانت هناك حاجة إلى مرحلة ثالثة قبل الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء. وتمول شركة «ريفانس ثيرابويتيكس» المصنعة للجيل الأبحاث.
جمال من دون حقن
وضع كين الجيل حول منطقة العين لتقليل التجاعيد المستقيمة. ويستهدف الجيل اختراق الجلد وإرخاء العضلات التي توجد أسفل الطبقة الخارجية. ويوضح قائلا: «هناك أداة لوضع الجيل على المنطقة المرغوب فيها ويترك لمدة 30 دقيقة، ثم تتم إزالته ويخرج المريض».
وفي إحدى الدراستين تم تقسيم 90% من المرضى إلى مجموعتين، إحداهما تستخدم الجيل الحقيقي، والأخرى تستخدم الجيل الوهمي. بعد 4 أسابيع رصد الأطباء وأفراد المجموعتين النتائج وقيموها على مقياس من 1 إلى 5.
ولاحظ نحو 89% من المرضى الذين استخدموا الجيل الحقيقي تحسنا واضحا بدرجة واحدة على الأقل، في مقابل نحو 28% ممن استخدموا الجيل الوهمي.
ولاحظ نحو 45% من الذين استخدموا الجيل الحقيقي تحسنا على الأقل بنقطتين، على حد قول كين. ولم يلاحظ أحد من أفراد المجموعة المعيارية تحسنا بمقدار درجتين.
دراسة ثانية
وفي دراسة ثانية، تم تقسيم 180 مريضا إلى 4 مجموعات: الأولى تستخدم جيل سم البوتولينوم مع نظام حامل الببتيد الذي يساعد على نفاذه عبر البشرة. أما الثانية فتستخدم حامل الببتيد فقط، والثالثة تستخدم الجيل فقط، بينما تستخدم الرابعة علاجا وهميا.
بعد 4 أسابيع قيَّم كل من الأطباء والمرضى النتائج. ولاحظ 41% من الذين استخدموا الجيل وحامل الببتيد تحسنا ملحوظا في حالتهم. وتجاوزت نسبة الذين تحسنت حالة التجاعيد لديهم من المجموعات الأخرى بالكاد 1%. ولم يلاحظ حدوث أي أعراض جانبية خطيرة، على حد قول كين؛ حيث لم تتعد احمرارا خفيفا للبشرة. ووصف كين النتائج بأنها «تحسن ملحوظ».
ويعمل كين مستشارا في «ريفانس ثيرابويتيكس» وكذلك لدى «أليرغان» و«ميديكس فارماكوتيكال» و«ميرز» التي تعمل في مجال منتجات مقاومة التجاعيد.
وتقول شركة «ريفانس» على موقعها الإلكتروني إنها تعتقد أن «الطريقة الجديدة سوف تروق للذين يفكرون في معالجة التجاعيد لكن لا يرغبون في الشعور بالألم والكدمات، الذي يصاحب العلاج بالحقن». جدير بالذكر أن هناك أشكالا أخرى لعلاج التجاعيد عن طريق الحقن مثل «ديسبورت» و«زيومين».
المقارنة مع حقن البوتوكس
من المتوقع أن يلقى هذا العلاج الجديد في حال الموافقة عليه قبول المرضى الذين يخافون من الحقن، على حد قول مارسيل دانيلز، جراح التجميل في لونغ بيتش في ولاية كاليفورنيا، الذي علق على نتائج الدراسة وإن لم يشارك بها. وقال: «إن هناك عددا لا بأس به من الأميركيين المصابين برهاب الحقن».
مع ذلك لا يزال ينتظر مقارنة المادة السامة التي تحقن والمادة نفسها وهي على هيئة جيل لمعرفة ما إذا كان هناك فرق أم لا. وسوف تكون هذه المقارنة مهمة للغاية، على حد قول دانيلز؛ حيث يوضح: «أعتقد أن ما توضحه هذه الدراسة الأولية هو احتمال أن يكون الجيل مفيدا».
ويقول دانيلز: إن الدراستين اللتين تحدث عنهما كين لم تبحثا سوى في التجاعيد التي تتخذ شكل خطوط مستقيمة؛ لذا ليس من الواضح ما إذا كان الجيل سوف يكون فعالا في حالة التجاعيد التي تظهر في أماكن أخرى، مثل التي تظهر على البشرة السميكة التي تقع بين الحاجبين أم لا.
سيرغب المرضى المحتملون في معرفة ما إذا كانت تكلفة العلاج بالجيل سوف تكون مماثلة لتكلفة العلاج بالحقن. ويؤكد دانيلز ضرورة وضع هذا الجيل من قِبل اختصاصيي الرعاية الصحية الذين هم على دراية كبيرة بعلم التشريح، حتى يتمكنوا من وضعه في المنطقة الصحيحة.