لماذا تقع بعض الشعوب فريسة للمجاعات وكيف ننجو من أنيابها؟

ندرة توفر المواد الغذائية الضرورية في دولة أو منطقة معينة تؤدى إلى المجاعة والذى قد يصل إلى الألم نتيجة للجوع أو الرغبة في تناول الطعام
ندرة توفر المواد الغذائية الضرورية في دولة أو منطقة معينة تؤدى إلى المجاعة والذى قد يصل إلى الألم نتيجة للجوع أو الرغبة في تناول الطعام

هل هناك شيء أكثر قسوة من الجوع والعطش ، عندما لا تجد حتى قوت يومك أو غدك ، عندما تجوع ويجوع أطفالك ، تبور أرضك ويجف نهرك ، يا إلهي .. ما أصعبها من لحظة !، لكن ما أسبابها؟ وكيف ننجو منها وخاصة في ظل ظروف الأزمات المالية والإنتاجية التي تمر بها عالمنا العربي ؟، هيا نتعرف علي كل ما يتعلق بهذه الكارثة ونعد لها العدة.
 
ما هو مفهوم المجاعة؟
المجاعة هي الإحساس الغير مريح والذي قد يصل إلى الألم نتيجة للجوع أو الرغبة في تناول الطعام ، وينمو هذا الشعور بسبب ندرة توفر المواد الغذائية اللازمة في دولة أو منطقة معينة.
 
في بعض الحالات التي يمكن أن يمر بإحساس الجوع بالرغم من توفر المواد الغذائية بكثرة وإتاحة استهلاكها بالجوار ، لذلك السبب قد يعود إلى عوامل بيئية وسياسية ، وحتى لا نتشتت تعالوا نتحدث عن الأسباب الرئيسية لأي مجاعة بالتفصيل.
 
الجفاف ونقص الموارد:
يؤدي الجفاف ونقص الموارد إلى المجاعة في منطقة جغرافية بأكملها ، وبناء على جامعة الأمم المتحدة فإن الجفاف الذي يمتد لفترة طويلة وقلة سقوط الأمطار
 
وقد صرحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الجفاف هو فترة من استمرار الطقس الجاف على نحو غير عادي وبدرجة تكفي لتلف المحاصيل ونقص إمدادات المياه، وتتوقف شدة الجفاف إلى حد كبير على نقص الرطوبة ومدة الجفاف وحجم المنطقة الجغرافية المتضررة، وهناك أربع طرق مختلفة يمكن وصف الجفاف من خلالها وهي:
 
- من جانب الأرصاد الجوية.
 
- من الجانب الزراعي.
 
- من الجانب المائي.
 
- من الجانب الاجتماعي.
 
وقد تتحد العوامل الأربعة معا لتسبب الجفاف ومنه إلى تلف المحاصيل ونقص المياه ثم المجاعة، وخاصة في بعض البلدان النامية حيث المجاعة الجماعية.
 
الكوارث الطبيعية:
تؤدي بعض الكوارث الطبيعية إلى المجاعة لدى مجموعات كبيرة من الناس، فبناء على برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية يوجد 925 مليون شخص على مستوى العالم اليوم يعانون من نقص التغذية، التي تنشأ لأسباب متنوعة ومنها:
 
- الأزمات المالية.
 
- الكوارث الاقتصادية.
 
- الاستغلال المفرط لموارد البيئة.
 
- البنية التحتية الزراعية السيئة.
 
- الفقر.
 
- النزاعات. 
 
- الكوارث الطبيعية.
 
وتشمل الكوارث الطبيعية التي تؤدي إلى نقص الغذاء والمجاعة ما يلي:
- الفيضانات.
 
- العواصف المدارية.
 
- أمواج تسونامي.
 
- الزلازل.
 
وقد أعلن برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية أن الكوارث الطبيعية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الأمن الغذائي، وخاصة في المناطق الفقيرة والدول النامية، كما أن تغير المناخ من العوامل المهددة للأمن الغذائي لأنها ظروف معاكسة وسيئة مما يشكل تحديا لقدرة المزارع على زراعة المواد الغذائية التي تكفي لإعالة نفسه وخدمة مجتمعه.
 
فقدان الشهية العصبي:
تؤدي أنواع معينة من اضطرابات تناول الطعام وخاصة فقدان الشهية العصبي إلى المجاعة، وهذا بناء على ما أعلنه المركز الطبي بجامعة ماريلاند، فمن النماذج التي تعاني من هذه المشكلة قد تكون فتاه تعيش في دولة متقدمة وتخشى أن يزداد وزنها مما يدفعها لخسارة الوزن لحد يصل إلى 15% أقل من الوزن الطبيعي للجسم.
 
حيث يمكن أن يقوم المريض بعمل أي شيء لتجنب ازدياد وزن جسمه مثل التجويع أو الانخراط  في ممارسة التمرينات الرياضية بطريقة هوسية مبالغ بها، ومن الأعراض المصاحبة لهذا المرض ما يلي:
- فقدان شديد للوزن.
 
- غياب فترات الطمث.
 
- تساقط الشعر بغزارة.
 
- جفاف البشرة.
 
- برودة اليدين.
 
- تورم الأطراف.
 
- اضطراب المعدة.
 
- انخفاض ضغط الدم.
 
- الإعياء.
 
- اضطراب في نبضات القلب.
 
- ترقق وهشاشة العظام.
 
- انخراط في سلوكيات الوسواس القهري.
 
- إنكار الحالة التي يعاني منها.
 
- المعاناة من الاكتئاب.
 
والآن بعد أن تعرفنا على أسباب المجاعات دعونا نعلم الطرق الفعالة للتغلب عليها أو تجنبها:
كيف تنقذ وطنك من الجوع والفقر؟
تتركز مشكلة المجاعات بصفة خاصة لدى الدول الفقيرة في كل من أفريقيا، الهند، الصين وجنوب أمريكا، رغم انتعاش هذه البلدان من الناحية الاقتصادية، ومع ذلك تزداد المأساة باستمرار في أفريقيا، هذا رغم محاولات صندوق النقد الدولي لأربعين عاما باستخدام السياسة الاقتصادية التي تعرف بالنيوليبرالية وهي (خصخصة الشركات المملوكة للدولة، تحرير الأسواق، ادخار النفقات الاجتماعية) لضبط الحركة الاقتصادية بأفريقيا، لكنها للأسف حققت نتائج عكسية وفشلت.
 
البحث عن وسائل مساعدة للتنمية:
بحث الكثير من العلماء في الطرق التي بها يمكن النهوض بالدول الفقيرة ومكافحة الفقر والمجاعات وهي:
 
- إمداد المزارع بالمعرفة اللازمة وما يحتاج إليه من وسائل ري، مخصبات وبذور عالية الجودة حتى يمكن مضاعفة الدخل الزراعي بسهولة.
 
- التعامل مع النمو المتزايد للسكان بالتوعية الأسرية وتوزيع وسائل منع الحمل المجانية لتوفير المحاصيل.
 
- توزيع الأموال العامة بطريقة ديمقراطية تديرها المجتمعات بنفسها حتى لا يتم سرقتها بسبب الفساد الحكومي.
 
- العفو عن ديون الدول الفقيرة حتى تملك المال الكافي للتغلب على الفقر.
 
- إنشاء أساسات البنية التحتية المناسبة لظروف الدولة ومنها تأسيس المدارس، الطرق، الصحة والكهرباء.
 
الاقتداء بنماذج ناجحة:
هناك أمثلة جيدة لمجتمعات تتمتع بالاكتفاء الذاتي بيئيا حيث يمكن الاعتماد على عمال الإغاثة، وكان ممثل الإغاثة (كارلهاينز بوهم) مثالاً على ذلك في أثيوبيا عندما قام وحده بالإشراف على أربع قرى وجمع التبرعات في ألمانيا، وقد أنشأ الزراعة العضوية وبالتالي استطاع الحفاظ على جهاز بيئي بالكامل من المجاعة. وبالرغم من استغراق هذا العمل جهداً يزيد عن عقد من الزمن إلا أن تلك القرى هذه الأيام أصبحت مكتفية ذاتيا لكل ما هو ضروري.
 
الربط بين المساعدة والاكتفاء الذاتي:
الحل الأساسي لمشكلة الجوع هو الاعتماد على مبدأ الاكتفاء الذاتي داخل الدولة نفسها، فيجب أن يتوفر لكل فلاح حق امتلاك قطعة أرض خاصة به يمكنه الاستفادة من خيرها لسد احتياجاته واحتياجات أسرته ويتحقق ذلك من خلال:
 
- منح الحكومة قطعة أرض لكل مزارع لا يملك أرضا.
 
- يمنح ملاك الأراضي الكبار جزءاً من أرضهم للفقراء.
 
- استصلاح أراضي جديدة في الصحراء.
 
- التوقف عن تحويل الأراضي الزراعية إلى مبان أو تبويرها.
 
- إنشاء والاهتمام بالزراعة التي تعتمد عليها بعض الصناعات مثل زراعة بذور النخيل والوقود الحيوي للتصدير.
 
- توفير أراضي كافية للسكان حتى لا يضطر أحد إلى تبوير أرضه ليبني لنفسه بيتا.
 
- تقديم المساعدة للمزارعين الصغار في البلدان النامية من خلال توفير الإرشادات الزراعية اللازمة وكيفية القيام بالزراعة العضوية الفعالة مع التعاون على التجارة العادلة عالميا. فبدون إصلاح مشكلة الأراضي الزراعية لن يكون هناك حل لمشكلة المجاعات على مستوى العالم.
 
تعزيز الحس التعاوني المجتمعي:
يعتبر تعزيز الحس التعاوني المجتمعي في ظل ظروف المجاعات أو حتى قبل التعرض لها من المباديء شديدة الأهمية والتي تعتمد بشكل كبير على استيعاب وممارسة ما يلي:
 
- قيمة التقشف وبمعنى آخر الاعتدال.
 
- الشعور بالسعادة الداخلية.
 
- الحب العالمي بمعنى أن تحب الشعوب بعضها البعض وتتمنى الخير لبعضها.
 
- التعود على المساعدات المشتركة.
 
وبدون ذلك لا يمكن إنقاذ العالم من خطر المجاعة، فالأنانية وحب الذات لا تحل المشكلات، نحن بحاجة إلى أن يتعامل العالم مع بعضه كأسرة واحدة كبيرة تتكون من العديد من الأسر الصغيرة حيث يساعد كل واحد الآخر وتزدهر الحياة للجميع.
 
بناء جزر من السعادة أولا:
على مجتمعات القرية أن تتحول إلى مكان يسعد من يعيش به حتى تنتهي حالات الهجرة؛ لأن الناس عندما يهاجرون إلى المدن يصعب إرجاعهم إلى قراهم مرة أخرى، وبالمثل يجب إنشاء ثقافات إيجابية بطرق خاصة وروح متجددة داخل الأحياء المدنية.
 
العمل من أجل التعاون الإيجابي بين جميع الناس:
نحن بحاجة إلى التغيير العالمي ويمكن تحقيقه من خلال تحالف جميع القوى المتوقعة في جميع المجالات الدينية ، السياسية ، العلمية والمجتمية وبذل الجهود المكثفة من جانب كل قوة في مكانها وبحدود استطاعتها وإمكانياتها المتوفرة.