المشكلات الصحية الصغيرة .. تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف
من المعروف أن المشكلات الصحية الصغيرة مثل سيلان الأنف، والقدم المسطحة، وأمراض الأسنان، ليست عوامل مرتبطة بأمراض المخ، غير أن أبحاثا حديثة قد أشارت إلى أن المشكلات الصحية الصغيرة يمكن أن تزيد من مخاطر تعرض الشخص للإصابة بمرض الخرف (تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والتفكير السليم).
وتستند هذه النتائج، التي نشرت في شهر يوليو (تموز) الماضي في مجلة «طب الأعصاب»، إلى تحليلات أجريت على 7239 شخصا يزيد عمرهم على 65 عاما وشاركوا في الدراسة الكندية لشؤون الصحة والشيخوخة بين عامي 1992 و2002.
عوامل الخرف الجديدة
وقد تجاهل البحث بشكل متعمد العوامل التقليدية التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الخرف مثل أمراض القلب والسكري، وركز على القضايا الصحية التي يبدو تأثيرها على أمراض الشيخوخة غير منطقي مثل الشكاوى من الجيوب الأنفية وحالات الإصابة في القدم والكاحل ومشكلات الجلد ومشكلات السمع والبصر والأسنان.
وفي حالة النظر إلى هذه المشكلات الصحية، كل على حدة، فلن تمثل أي منها خطرا يسبب الخرف، ولكن عندما قام الباحثون بالجمع بين هذه الأمراض البدنية البسيطة نسبيا في «مؤشر واحد يدل على الضعف» وجدوا أن له تأثيرا كبيرا على خطر الإصابة بمرض الخرف.
وقال الدكتور كينيث روكوود، وهو أستاذ بجامعة دالهاوسي في مدينة هاليفاكس بمقاطعة نوفا سكوشا الكندية: «نريد أن نجذب الانتباه إلى الآثار التراكمية للمشكلات الصغيرة التي قد لا تكون مرتبطة بأي شيء إذا ما تم النظر إليها بمفردها، ولكنها يمكن أن تثير أحد العوامل الخطرة.
وبالنسبة لعامة الناس، يعني هذا أن محاولة الحفاظ على صحة جيدة لأطول فترة ممكنة لن توفر لك صحة جيدة فقط، ولكنها سوف تقلل كذلك من مخاطر الإصابة بالخرف في المراحل المتأخرة من العمر».
خطر تراكم المشكلات
ووفقا لما أعلنته الدراسة، فإن كل مشكلة صحية إضافية تزيد من خطر إصابة الشخص السليم بمرض الخرف بنسبة 3 في المائة مقارنة بالشخص الذي لا يعاني من أي شكوى صحية طفيفة.
وعلى سبيل المثال، من المحتمل أن يصاب الشخص الذي بدأ الدراسة وليس لديه أي مشكلات صحية بمرض الخرف بنسبة 18 في المائة خلال العقد المقبل، مقارنة بـ30 في المائة للشخص الذي يشكو من 8 شكاوى صحية صغيرة و40 في المائة للشخص الذي يشكو من 12 شكوى صحية.
ولكن ما زال السبب وراء تأثير الشكاوى الصحية الصغيرة على المخ غير واضح حتى الآن. ربما يكون السبب هو أن هذه الشكاوى تعد مؤشرا على تدهور الحالة الصحية ككل، التي تؤثر بدورها على المخ. ومع ذلك، قال روكوود إنه من المحتمل أن يكون الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض الخرف يعانون من نظام سيئ في ما يتعلق بمعالجة المشكلات الصحية، ونتيجة لذلك يكونون أكثر عرضة لتراكم المشكلات الصحية الصغيرة.
وأضاف روكوود: «إذا كانت المخاطر متباينة للغاية، فإن فهمنا للصحة الجيدة يجب أن لا يشمل فقط الأشياء التي نتعرض لها، ولكن يجب أن يشمل أيضا قدرتنا على معالجة هذه الأشياء عندما نواجهها. ربما تؤدي هذه المشكلات الصغيرة إلى إثارة الأشياء التي تصيب المخ».