أطفالنا .. وداء السكري من النوع الثاني
12:00 م - الثلاثاء 2 أغسطس 2011
يعتبر النوع الثاني من داء السكري النوع الأكثر شيوعا من النوع الأول للمرض، وهو يتسم بأن غدة البنكرياس تظل تعمل فيه، لكنها لا تنتج كمية كافية من هرمون الإنسولين، أو أن الخلايا في مختلف أنحاء الجسم لم تعد تستجيب بشكل جيد للهرمون، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم.
وتحدث الإصابة به، عادة، بعد سن الأربعين، وقد تحدث في عمر مبكر، خاصة مع وجود حالات إصابة بالمرض بين الأقارب من الدرجة الأولى في العائلة (74 - 100%) ووجود سمنة أو وزن زائد (85%).
وتشير معظم الدراسات إلى أن 15 - 45% من حالات السكري الجديدة المكتشفة في سن 15 - 18 سنة هي من النوع الثاني، التي لا تحتاج للإنسولين للسيطرة على المرض.
ويُكتشف المرض عند إجراء فحص طبي طارئ، وتسبقه أعراض داء السكري المعروفة كالجوع وفرط العطش وكثرة التبول، إضافة إلى ملاحظة بطء في التئام الجروح والكدمات أو حدوث التهابات متكررة في اللثة والمثانة أو الشعور بوخز في اليدين أو القدمين.
البدانة سبب السكري
داء السكري من النوع الثاني بات منتشرا بشكل كبير، وطال جميع دول العالم، وهو يصيب جميع الناس من مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك شريحة الأطفال، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انتشار البدانة لدى جميع فئات المجتمع بما فيها الأطفال.
وانتشار البدانة هو المسبب الرئيسي لداء السكري عند الأطفال، وله أسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها: تغيير نمط الحياة من الحياة القروية إلى الحياة المدنية وما صاحبها من الابتعاد عن تناول المواد الغذائية الصحية والتحول إلى الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية.
إن انتشار هذه الوجبات السريعة أصبح من أكبر المخاطر التي تواجه كل أطفال العالم، وقد ثبت أن لها أضرارا كثيرة على صحة الفرد والمجتمع.
يضاف إلى ذلك توافر وسائل الراحة والرفاهية في كل منزل في مجتمعنا، مما أدى إلى قلة الحركة والجلوس أمام أجهزة التلفاز والحاسوب والألعاب الإلكترونية.
أما عن الوراثة فلها دور كبير في الاستعداد الجيني للبدانة، وكذلك لحدوث مرض السكري من النوع الثاني. ولقد أثبتت الأبحاث العلاقة المباشرة بين الجينات المورثة للوالدين وانتقالها إلى الأجيال اللاحقة.
وهناك تأثير للعامل الهرموني، ونخص بالذكر الغدة الدرقية؛ حيث إن قصور وظيفة هذه الغدة يلعب دورا في حدوث السمنة. جدير بالذكر أنه يجب على كل شخص يعاني السمنة أن يتوجه إلى طبيبه المعالج كي يجري له تحليل الغدة الدرقية للتأكد من سلامتها.
أما عن الأدوية، فهنالك بعض المستحضرات الدوائية قد تلعب دورا في الإصابة بالبدانة، ومن ثم السكري من النوع الثاني، ونخص بالذكر مستحضرات عقار الكورتيزون، سواء أكان أخذه عن طريق حبوب أم مراهم جلدية؛ حيث إن المراهم الجلدية التي تحتوي على هذا العقار يكثر استخدامها هذه الأيام لكثير من المرضى واستخدامها لفترة طويلة قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزون في الدم.
العوامل المهمة التي يجب علينا جميعا العناية بها لوقاية الأطفال من السكري
- يجب على الآباء والأمهات أن يعودوا أطفالهم منذ الصغر على الإقبال على الأطعمة الصحية مثل كثرة تناول الخضراوات والفواكه والابتعاد عن أكل الحلويات والأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية مثل الوجبات السريعة التي هي من أهم العوامل في انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم.
- تشجيع ممارسة الرياضة لجميع أفراد العائلة؛ حيث إن الطفل بحاجة لمرافقة أفراد عائلته له خلال فترة الحركة والنشاط البدني، ولا ننسى أن الأبوين هما القدوة التي يقتدي بها الطفل.
- التقليل من فترة الجلوس أمام شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية، وعلى العموم فإن مدة ساعتين في اليوم تعتبر هي أكبر فترة يسمح بها بالجلوس المتواصل.
- تجنب شرب المياه الغازية والعصائر المحلاة؛ إذ إنها تحتوي على سعرات حرارية عالية واستبدال شرب الماء بها، فهو ضروري جدا لخلايا الجسم المختلفة.
- محاولة تجنب أخذ العقاقير التي تحتوي على الكورتيزون بقدر الإمكان، خصوصا المراهم الجلدية.