مئات المعجبين يتوافدون على مكان إقامة أيمي واينهاوس في لندن لوضع الزهور والبطاقات
12:00 م - الإثنين 25 يوليو 2011
غطت وسائل الإعلام البريطانية أمس خبر وفاة النجمة البريطانية العالمية آيمي واينهاوس بالحزن على فقدان نجمة في ريعان الشباب (27 عاما) وبالأسف على موهبتها الفنية الرائعة، إذ إنها الفنانة البريطانية الوحيدة التي حازت على 5 جوائز «غرامي» مرة واحدة.
ولكن جميع عناوين الصحف حملت في طياتها وبين سطورها تكهنات مفادها بأن سبب وفاة واينهاوس قد يكون جرعة زائدة من المخدرات والكحول، إلا أن الشرطة البريطانية حذرت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من تأكيد هذه المعلومة قبل إصدار بيان الطب الشرعي في غضون الأيام القليلة المقبلة.
ومن بين سيل التكهنات التي نشرت أمس بأن المغنية المثيرة للجدل آيمي واينهاوس اشترت مجموعة من المخدرات القوية في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي قبل أن يعثر عليها ميتة عند نحو الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت في شقتها الواقعة في «كامدن سكوير» في منطقة كامدن تاون في لندن.
ولكن لم يعرف ما إذا كانت واينهاوس برفقة أحد في الشقة ولكن أكدت وحدة الإسعاف بأن المسعفين وصلوا إلى الشقة بعد 5 دقائق من الاتصال الهاتفي (لم تعرف بعد هوية المتصل) ووجدوا واينهاوس جثة هامدة.
وزارت العديد من الصحف أول من أمس «كامدن سكوير» حيث لا يزال يتجمع مئات المعجبين بفن وغناء الفنانة الراحلة، ووضعوا الزهور والبطاقات على جذع شجرة مقابل شقة واينهاوس المؤلفة من 5 غرف، وهي تقع في واحد من أرقى شوارع كامدن اشترتها في عام 2009 بمبلغ مليونين ونصف مليون جنيه استرليني، وانتقلت للعيش فيها منذ مايو (أيار) الماضي وأنفقت على الشقة مبلغ 200 ألف جنيه استرليني لبناء استوديو كامل وقاعة جيم، وساد المكان جو من الكآبة والسكون على الرغم من وجود كم كبير من الكاميرات الضخمة والأنوار العملاقة والصحافيين المحليين والعالميين، وكان المعجبون من جنسيات عديدة من الصغار والكبار، وفي مقابلة مع ألكسندر كيتريدج (14 عاما) الذي جاء برفقة أهله وشقيقته جسيكا (9 سنوات) قال بأنه حزين لسماع خبر وفاة واينهاوس لأنها كانت فنانة حقيقية وهو يحب أغانيها جدا، وتأسف أيضا على حياتها القصيرة وقال إن موتها قد يكون درسا لمن يستهين بمساوئ المخدرات والكحول، وقال سفين (25 عاما)، وهو شاب سويدي يزور لندن، إنه من أشد المعجبين بواينهاوس وشاهدها آخر مرة وهي تغني يوم الأربعاء الماضي خلال مهرجان «آي تيون» في منطقة كامدن.
وقالت البريطانية ديبي كول إنها تحزن لأهل آيمي في المقام الأول وذلك لأنه من المعروف أن والد آيمي حاول مساعدة ابنته عدة مرات ولكنها كانت ترفض التخلي عن أسلوب حياتها المثير للجدل والذي قد يكون هو السبب في وفاتها.
في حين قالت كيري كليري إنها تحزن لوفاة واينهاوس ولكنها تتمنى أن تجد السلام الذي لم تجده على الأرض لأنها لم تستطع التأقلم مع الشهرة المفاجئة وأنها كانت دائما مضطربة نفسيا.
وعلى الرغم من صوت آيمي واينهاوس القوي فإن من عرفها عن قرب كان يصفها بالشخصية الضعيفة، فحياتها كانت مليئة بالمشاكل والعقد النفسية، فهي يهودية تأتي من عائلة بريطانية عادية من شمال لندن، والدها ميتش واينهاوس سائق تاكسي ومغن غير محترف حاول مرارا وتكرارا الوقوف بجانبها في محنها العاطفية والنفسية، وعندما سمع بوفاة ابنته كان في نيويورك يقوم بجولة فنية قطعها للعودة على الفور إلى لندن ليكون بجانب باقي أفراد العائلة وصرح لإحدى وسائل الإعلام البريطانية بأنه يجب أن يكون قويا ليتعامل مع فاجعة العائلة المحزنة.
وتلا مفتش الشرطة راج كولي بيانا للصحافيين والحشود الموجودة خارج شقة واينهاوس وحث في بيانه على عدم ترويج أي تكهنات قبل فحص الجثة، وأكد أنه لم يجر إلقاء القبض على أي مشتبه به.
وقال كولي «لقد علمت بالتقارير التي تتكهن بأن الوفاة نتجت عن تعاطي جرعة زائدة من المخدرات، ولكنني أرغب في التأكيد مجددا على أنه لم يجر بعد فحص الجثة، وأنه ليس من اللائق التكهن بسبب الوفاة».
وشوهدت واينهاوس علانية لآخر مرة مساء الأربعاء الماضي في إطلالة غير مخطط لها انضمت خلالها إلى ابنتها الروحية المغنية الشابة ديون برومفيلد على المسرح في «ذا راوندهاوس» في كامدين.
ورقصت مع برومفيلد وحثت الجمهور على شراء ألبومها قبل النزول عن المسرح، وبدت نحيلة جدا وغير متزنة وكانت رجلاها تهتزان بوضوح وبدت وكأنها لا تتمكن من الوقوف لفترة طويلة، ووصفها الحضور بأنها كانت تبدو ثملة جدا ولا تستطيع التكلم وأنهم ظنوا بأنها سوف تغني مع ديون كمفاجأة للحضور ولكنها لم تتمكن من التكلم بوضوح حتى فكانت تتلعثم في الكلام أيضا.
ويقول المقربون منها إنها كانت تعاني من أزمة عاطفية وانهيار عصبي حاد على الرغم من انتهائها من برنامج كامل في إحدى المصحات الخاصة لمعالجة الإدمان على الكحول والمخدرات.
وتشير تقارير بأن واينهاوس عانت نفسيا مؤخرا بسبب تعرضها لموقف مخز في بلغراد أثناء غنائها على المسرح عندما بدت ثملة وتحت تأثير المخدرات فنسيت مقاطع وكلمات أغنيتها مما أدى بالحشود إلى إبداء استهجانهم وسخريتهم لأدائها المخزي مما دفعها إلى إلغاء جميع حفلاتها التي كانت مقررة لهذا الصيف وجميع المقابلات التلفزيونية والصحافية وبعد يومين اعتذرت عبر وكيلها عما وصف بأنه أداء «مخز» في بلغراد وأعلنت إلغاء المزيد من الارتباطات في اسطنبول وأثينا.
وبعد دقائق من إعلان وفاة واينهاوس تم إلغاء صفحتها على الإنترنت ولكن سرعان ما عاد تشغيل موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية من خلال نشر صورة للمغنية الراحلة باللونين الأبيض والأسود.
وسارع عدد كبير من المغنين والفنانين البريطانيين إلى تسجيل حزنهم لوفاة واينهاوس على موقع «تويتر» وكان من بينهم المغنية جيسي جاي وفرقة «جاي إل إس» وفرقة «ذا وونتد»، والممثلة والمغنية كيلي أوزبورن التي كتبت في رسالتها: «لا أستطيع حتى أن أتنفس الآن، أنا أبكي بشدة لقد فقدت لتوي إحدى أفضل صديقاتي، أنا أحبك بشدة يا آيمي ولن أنساك أبدا»، إضافة إلى المغنية ليان رايمز، والمذيع التلفزيوني بيرس مورغان، وسارة براون، زوجة رئيس الوزراء السابق غوردن براون التي قالت في رسالتها بأن العالم خسر موهبة فنية حقيقية. وكتبت الممثلة ديمي مور على «تويتر» «لعل روحها المضطربة تجد السلام». ووصفها المغني العالمي ألتون جون بالفنانة الحقيقية، واصفا إياها بواحدة من أهم المواهب الفنية التي أطلقتها بريطانيا على الإطلاق.
يشار إلى أن آيمي واينهاوس أصبحت نجمة عالمية في عام 2006 بعد إصدار ألبومها «باك تو بلاك» الذي حقق رقما قياسيا في نسبة المبيعات إذ تم بيع 10 ملايين نسخة، وهي من كتبت أغنية «ريهاب» وكانت الكلمات تجسد حياتها الصاخبة وإدمانها على المخدرات، وتزوجت من بلايك فيلدر-سيفيل في ميامي عام 2007 ولكنهما طلقا بعضهما بعد سنتين من خوضهما معا معركة مع المخدرات والكحول ويقال إن علاقتها ببلايك تلعب دورا كبيرا في تعلقها بالمخدرات وإدمانها، ولطالما كان ميتش والد آيمي يحثها على تركه وكان يصرح في جميع المقابلات الصحافية بأن بلايك هو أصل المشكلة لأنه مدمن على المخدرات هو الآخر، وطلب من آيمي التقدم بالطلاق عندما سجن بلايك. وتقدر ثروة آيمي واينهاوس بـ10 ملايين جنيه استرليني، نحو 15 مليون دولار أميركي.
وأشار مراقبون إلى أن عددا من الموسيقيين توفي في سن 27 عاما مثل واينهاوس، من بينهم العازف البريطاني بريان جونز والعازف الأميركي الأفريقي جيمي هندريكس والمغنية الأميركية جانيس جوبلين والمغنيان الأميركيان جيم موريسون وكورت كوبين.