بحث طبي: النظارات الملونة .. تحد من نوبات الصداع النصفي
12:00 م - الأربعاء 21 سبتمبر 2011
أوضحت دراسة جديدة أن النظارات الملونة بشكل دقيق يمكنها أن تساعد في منع حدوث الصداع النصفي للأشخاص الذين يصابون بالألم عند رؤية نماذج بصرية معينة.
ويقول جي هوانغ، المؤلف الرئيسي لدراسة نشرت في دورية «سيفالالجيا» Cephalalgia في 26 مايو (أيار) الماضي إنه من الممكن أن يستفيد من نتائج الدراسة نحو 42 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المصحوب بـ«هالة» بصرية، مثل وميض الضوء.
عدسات ملونة
تستخدم العدسات الملونة أو المصبوغة بدقة منذ التسعينات من القرن الماضي في بريطانيا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في قراءة النصوص المكتوبة، وهي حالة مشابهة في أعراضها لأعراض مرض الديسليكسيا (عسر القراءة).
وقد لاحظ الباحثون بالفعل أن هناك نماذج مخططة معينة من الممكن أن تتسبب في حالات الصداع النصفي للأشخاص الذين يعانون من «هالة ضوئية» أو حتى في حدوث نوبات مرضية للمرضى الذين يعانون من حالة صرع تنطوي على حساسية للضوء.
بالنسبة لهذه الدراسة قام هوانغ وزملاؤه بتقييم حالة 11 شخصا يعانون من الصداع النصفي و11 شخصا آخرين لا يعانون من الصداع على الإطلاق وذلك باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يرصد الأنشطة الدماغية في وقتها الحقيقي.
وقد أرادوا أن يعرفوا ما إذا كانت النظارات المصبوغة تقوم بتنظيم الأنشطة الدماغية لدى الأشخاص الذين يصابون بالصداع المتكرر. وطلبوا من جميع المشاركين النظر إلى نماذج مخططة «بتركيز شديد» (سطور ذات تباين عال على مسافات بعيدة نسبيا) وذلك من خلال ثلاثة أزواج مختلفة من النظارات، أحدها كان مصبوغا بدقة.
وتم تخصيص نظارة مصبوغة لكل مريض، بحيث تشعره بأقصى درجات الراحة وتكون أقل تشويها للنماذج البصرية.
ارتياح المرضى
لاحظ الباحثون تنظيم الأنشطة الدماغية لدى الأشخاص المصابين بصداع نصفي والذين يرتدون النظارات المصبوغة، بينما كانوا ينظرون إلى النماذج المختلفة. فهناك نوع معين من الأنشطة الدماغية يعرف باسم «النشاط المفرط» ويكون موجودا عندما تحدث حالات الصداع النصفي.
وقد صرح المشاركون الذين لديهم تاريخ مرضي مع الصداع النصفي بأنهم يشعرون بمزيد من الراحة (بنسبة 70 في المائة مقارنة بنسبة 40 في المائة عند ارتداء العدسات الأخرى) عندما يقومون بالنظر إلى النماذج باستخدام النظارات المصبوغة.
وقال هوانغ، أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة ولاية ميتشيغن في إيست لانسينغ، إن «النظارات المستخدمة هنا هي نظارات عادية ولكن مع صبغات دقيقة»، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس». وأضاف أن من الممكن استخدامها حسب رغبة الشخص.
وصرح المؤلفون بأن هذه هي المرة الأولي التي يكون فيها العلماء قادرين على تقديم تفسير من الناحية العصبية لبيان سبب قدرة النظارات المصبوغة على منع حالات الصداع النصفي. وكانت المعاهد الوطنية الأميركية للصحة قد قامت بتمويل بحثهم.
ولكن لا تلجأ إلى ارتداء النظارات وردية اللون لمنع حالات الصداع النصفي؛ إذ لم تثبت بعد جدواها! وقالت الدكتورة كارمن راميريز، الأستاذة المساعدة في الطب الباطني بمركز «تكساس إيه آند إم» لعلوم الصحة بكلية الطب بمدينة بريان إن «هذه دراسة شيقة، ولكني أريد رؤية المزيد من البيانات والأشخاص. فهي بداية لمزيد من البحث. ويجب أن يتم اكتشاف مدى قابليتها للتطبيق».