دراسة صينية: التعرض الدائم للملوثات يعرض الأجنة للتشوه

أظهرت دراسة أن التعرض للملوثات العضوية مثل الكلور يزيد من مخاطر تشوه الجنين
أظهرت دراسة أن التعرض للملوثات العضوية مثل الكلور يزيد من مخاطر تشوه الجنين

 أتاحت دراسة صينية إقامة صلة بين التشوه الجنيني وتعرض الأم لبعض الملوثات العضوية الثابتة، وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences. 


ووجد فريق "إيجو رن" أن التعرض للهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات (PAH) ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB) يزيد من خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي المركزي في المستقبل.

في اليوم 32 من التطور الجنيني تقريبا، يتم غلق الأنبوب، وقد تم الكشف عن عيوب غلق الأنبوب العصبي أثناء الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية. 

ويري الباحثون أن هذا الغلق يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خطيرة للجنين مثل شلل الحبل الشوكي أو انعدام الدماغ (غياب كلي أو جزئي للدماغ).

لمنع شلل الحبل الشوكي، يتم تشجيع الأمهات الحوامل علي استهلاك حمض الفوليك، ومع ذلك فإن عوامل أخرى تدخل في الاعتبار مثل الشكوك بشأن الملوثات البيئية. 

قام الباحثون في جامعة للعلوم الطبية وبكين وزملاؤهم بقياس مستويات الكلور وبعض المبيدات الحشرية في مشيمة 80 من الأطفال الذين يعانون من عيب في الأنبوب العصبي، وقارنوهم بمجموعة من 50 طفلا خالين من التشوهات. 
 
- الملاحظة الأولى: وجد الباحثون أن العديد من هذه الملوثات موجودة في المشيمة وليس فقط في دم الأم.
 
- الملاحظة الثانية: زيادة مخاطر عيوب غلق الأنبوب العصبي مع جرعة الملوثات المقاسة، هذا العنصر لربط السبب والنتيجة بين كلتى الحالتين. 
 
وبالتالي، فإن خطر التشوه قد تضاعف إلي 4.5 أضعاف عندما تتجاوز معدلات  للهيدروكربونات العطرية المتعددة (HAP) تجاوز 597 نانوجرام في كل جرام من الدهون (الملوثات العضوية الثابتة لديها القدرة على التراكم في الدهون). 
 
ووُجد أن التعرض للهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات مستمد من مواقد الفحم في المنازل أو التدخين (بما في ذلك السلبي). 
 
واستخدمت مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB) على نطاق واسع كمواد تشحيم أو كمواد عازلة في المحولات والمكثفات، أو كإضافات في الطلاء أو البوليفينيل كلورايد (PVC).
 
ووجد الباحثون أيضا آثاراً لمادة الدي دي تي، وهو مبيد حشري تم حظره فى الصين فى عام 1983 لكن استمر استخدامه لفترة أطول في البيئة. 
 
لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، ويبقى أن نفهم كيف تؤثر الملوثات على نمو الجنين. 
 
كما يتعرض الجنين في الرحم لمواد أخرى، مثل مسببات اختلال الغدد الصماء والتي من شأنها أن تؤثر على عملية الأيض في مرحلة المراهقة والبلوغ. 
 
كل هذه الدراسات تؤكد أن الحمل هو فترة رئيسية من حيث التعرض لتلوث له آثار كبيرة، سواء كانت مرئية بشكل مباشر أو غير مباشر.