عزيزي اللوام...توقف عن هذه العادة وتحمل المسئولية
خاص الجمال - إيناس مسعود
اللوم كلمة تعبر عن اكتشاف الخطأ وتوجيه مسئولية وقوعه إلى الغير، لأنك عندما تلوم أحدا عن شيء يخص حياتك فإنك بهذا تتهرب من المسئولية، حيث يتعلق اللوم بمفهوم المسئولية عن العمل، سواء كان الإهمال أو سمة شخصية.
لذلك إذا كنت ممن يلومون الآخرين كيف يمكنك التغير وتحمل المسئولية؟ اعلم أولا أنك بلومك للغير تجيز لنفسك الخطأ، بينما أنت الوحيد المسئول عن حياتك لا الغير، وإذا رغبت في عيش حياة مختلفة، فأنت بحاجة إلى تحديد هدف لتحيا من أجله وليكن بناء بيت خاص بك، وبالطبع لن تتمكن من بنائه قبل أن تضع الأساس أولا، وليكن الأساس صلبا يتحمل معك طوال حياتك يجب أن تتوقف عن لعبة اللوم هذه.
وعليك أن تتحمل المسئولية كاملة لأن الأساس المبني على اللوم سينهار وستنهار معه كل أحلامك وأهدافك، كما أن اللوم حكم سلبي على شخص ما ويحمل معه نية سيئة فقبل وضع الأساس يجب أن تتخلص من عادة توجيه اللوم إلى أي أحد على أي شيء.
فهيا بنا نتعرف على بعض الطرق الهامة للتخلص من سمة اللوم هذه.
قرر أن تتغير:
تتأصل السمات الشخصية في الإنسان وتصبح كرفيق وعلامة تعبر عنه مع مرور الوقت ومن الصعب تغيرها، وبهذا فإن اتخاذ القرار بالتغير من أصعب المهام عليه، لكن مع المثابرة وقوة الإرادة سوف يحاول ويحاول حتى يتغير.
تخلص من بقايا الماضي:
ويعاني من يلقي دائما باللوم على غيره من آلام كثيرة راسخة في عقله وقلبه تمثل عقبة كبيرة أمام التغير، لذلك حتى يمكنه وضع أساس جديد لشخصيته يعتمد على تحمل المسئولية يجب عليه أولا أن يزيل كل بقايا الماضي المؤلم من أفكار معنوية وحتى الآثار المادية حتى يبدأ صفحة بيضاء.
ابدأ مهارة التوقف عن اللوم:
بعد أن اتخذت القرار وتخلصت من أطلال الماضي عليك أن تتوقف عن لوم الآخرين بالفعل لبناء أساس متين، ولتحقيق ذلك يجب أن تبدأ في النضوج الفكري وتتخطي أخطاء الآخرين التي من المفترض الوقوع بها.
وهنا الخطوات العملية:
- اكتب قائمة بأسماء الأشخاص الذين تعتقد أنهم أخطأوا في حقك، قد يكون هذا الشخص هو أمك، أبوك، أشقاؤك، محبوك وغيرهم.
- اصنع عمودين، اكتب في العمود الأول من توجه لهم اللوم، وفي العمود الثاني سبب توجيه اللوم إليهم.
- حررهم جميعا من أخطائهم وابحث عن مكان هاديء ثم أغمض عينيك وكرر ما يلي:
- خذ وقتك في هذا التدريب فقد يتطلب عدة أيام، وكرر هذا حتى تشعر بالراحة وستعلم ذلك حين تتخلص حقا من حمل العتاب بداخلك وهذا عندما تجد بداخلك إحساسا بالسلام.
- حاول مسامحة شخص واحد كل يوم.
- استمر في التدريب حتى تفرج عن كل الموجودين بالقائمة.
- بعدها ستصبح قادرا على وضع الأساس الصحيح لحياتك الجديدة.
- نمي بداخلك عادة روحية جديدة مثل التأمل اليومي أو القراءة.
- اختبر نفسك لتكتشف هل مازلت تلوم الآخرين، من خلال مواجهة نفسك بالأسئلة التالية:
1- هل تلوم زحمة المرور على تأخرك عن موعدك؟
2- هل تلوم نفسك على عدم توفير الوقت الكافي للمشوار؟
3- هل تلوم نفسك على ما تتناوله أو تمارسه من أمور؟
4- هل وجهت اللوم للغير على مرور يوم سيئ؟
5- هل تلوم موقفك؟
وإذا وقعت في خطأ حاول أن تبحث داخل الخطأ نفسه لتكتشف الأسباب الحقيقية ورائه.
اعلم أنك المسئول الأول:
مهما حدث بحياتك، اعلم أنك المسئول عنه، وأن طريقتك في التفكير ومعتقداتك هي ما تتحكم بها، فإذا تبنيت المخاوف والسلبية سيبدو كل شيء سلبي التوابع، بينما عندما تتمسك بالأفكار الإيجابية المفرحة، سيبدو كل شيء إيجابي، وهذا ليس شيئا نظريا بل هو حقيقة، وإذا لم تتوقف عن لوم الآخرين على مشكلات حياتك فلن تقدر على تحقيق ما ترغب به من آمال.
اللوم يقف حائلا بينك وبين كينونتك:
انتبه لأن اللوم والاستياء يمنعانك من أن تحقق ذاتك الطبيعية، كما أن عقلك وأفكارك هي الأدوات الأكثر روعة لتحقيق الأهداف الشخصية والحياتية، واسأل نفسك هل ما قمت ببنائه هو حقا ما أردته؟ وإذا لم يكن كذلك، اعلم أنك أضعت وقتك في تفاهات اللوم والاستياء وما بنيته لن يستمر إنما سينهار سريعا.
تخلص من الاستياء نحو الغير:
الاستياء من المشاعر المحزنة جدا وقد تكون مميتة فعند سيطرتها علينا تغلق كل منافذ الأمل بحياتنا، ولهذا يجب التوقف عنها تماما لأنها تعيق مسيرة التطور، واعلم أنك قد تتوقف عن اللوم لكنك لم تتوقف عن الاستياء فكلاهما وجهان لعملة واحدة وهي الانهيار والتوقف.
ولكي تتخلص من هذه المشكلة كرر الجملة التالية:
"أنا لم أعد أشعر بالاستياء نحو... وأعلم أنه غير مسئول عن حياتي، أنا أحررهم من ذلك واتمنى لهم التوفيق، كما حدث مع اللوم خذ وقتك حتى تمحو كل آثار الاستياء من داخلك وقد يتطلب ذلك أيام عدة.
حافظ على ما حققت من خلال ممارسة يومية لرياضة التأمل وتقبل المسئولية على كل شيء بحياتك، وإذا وسوست لك نفسك بالرجوع إلى عادة اللوم، أسرع وحول تفكيرك والق بالمسئولية على نفسك أنت لا أحد غيرها.
تذكر أنك عندما تشير بأصبع اللوم نحو أحد سيكون أمامك ثلاثة أصابع تشير إليك أنت وهي:
- التفكير في المرة التالية التي ستريد خلالها لوم الغير وتحميلهم بمسئولية مشاكلك الخاصة.
- إذا بنيت قصورا في الهواء ستنهار فوق رأسك أنت.
- باللوم أنت تحاول وضع أساس لشيء ليس له وجود فهل هذا يمكن ؟