خطوة بخطوة .. عملية تجميل لبيت قديم في النمسا
12:00 م - الإثنين 25 يوليو 2011
عندما كان فلوريان شتاودينغر في الثامنة من عمره، كان يسير مع جدته بجوار مجرى مائي يقع بعقار تملكه. أشارت الجدة إلى منزلها، الذي كان مقرا للأسرة لأكثر من 100 عام، وقالت: «في يوم ما، ستؤول إليك ملكية هذا المنزل».يبلغ شتاودينغر من العمر الآن 33 عاما، ويعمل مستشارا فنيا، وبالفعل آلت إليه ملكية المنزل الذي يتكون من 16 غرفة، والواقع ضمن عزبة العائلة التي تقع على 593 فدانا.
يقول شتاودينغر:
«منذ ذلك الحين، كانت لي رؤية للشكل الذي يجب أن يكون عليه هذا المنزل». تصوره يتمحور حول جعل هذه القلعة المصغرة وجهة للفنون والتصميم يوما ما، بعد أن تحول الكثير من المباني الملحقة به إلى استوديوهات وصالات للعرض. وفي الوقت الحالي، لا يزال هو منزل العائلة، ولكنه ممتلئ بالفن المعاصر والتصميمات.
شيد المنزل عام 1400 كمقر إقامة مكون من غرفة واحدة، ثم توسع بشكل أكبر مع مرور الوقت. وكانت عائلة شتاودينغر قد حصلت عليه عن طريق الزواج في مطلع العقد الأولى من القرن التاسع عشر، ثم قامت بتوسيعه (كان يعرف لفترة طويلة باسم «بيت المطرقة» على اسم الأدوات المستخدمة في معالجة الفولاذ المستخدم في بناء المنزل).
وبعد وفاة جدته عام 2003 عن عمر يناهز 99 عاما، كان والداه، هاينز وريناته شتاودينغر، قد بدآ للتو في ترميم المنزل عندما أصيب والده في حادث سيارة، وانتقلت مسؤولية المشروع إلى شتاودينغر، الذي كان يعمل في خدمة العملاء في دار سوذبي للمزادات في فيينا.
يعلق قائلا:
«نتيجة لكل ما يدور في الأسرة وعلاقتها بالمكان، غمرني إحساس جميل. كنت أعرف أنه يتعين علي تحويل هذا إلى مكان يتمتع كل ما فيه بالسحر والأمان».
ومع ذلك، كان نطاق هذا المشروع مثبطا للهمة، فقد كان هذا المبني الذي تبلغ مساحته 5380 مترا في حالة سيئة، ويحتاج إلى الكثير من الترميم، فقد كانت الأتربة والعفن تغطي الكثير من الجدران وكانت الأرضيات مجوفة ومنهارة، وكان السقف يرشح. ولم يكن المجرى المائي يمر فقط من أمام المنزل، ولكن كان أيضا متسربا إلى جزء من الجدران.
وبسبب توقه الشديد إلى الطهي، بدأ شتاودينغر بالمطبخ، باعتباره «قلب المنزل». ولا يزال الموقد الذي يعود إلى القرن التاسع عشر موجودا في الجهة المقابلة من الجدار المطلي باللون الأصفر، ولم يعد يستخدم في الطبخ.
وهناك أجهزة من شركة «سيمنز» حديثة على الجدار المواجه، جنبا إلى جنب مع خزانات لامعة وسوداء إيطالية الصنع، وسجاجيد فارسية تغطي الأرضية، كما تم تجديد بقية المنزل غرفة غرفة.
وقال شتاودينغر:
الذي انتقل إلى نيويورك في عام 2008 لدراسة الفن المعاصر في معهد سوذبي للفنون، حيث حصل على درجة الماجستير في العام التالي: «سوف أعمل في حجرة واحدة لمدة شهرين عندما أعود إلى المنزل في الإجازات.
كان يجب علي أيضا مناقشة كل شيء مع والدتي، التي لا تشاركني حبي للجمال». تتمتع كل غرفة بسماتها المميزة، فغرفة المعيشة مفروشة بالأرائك الجلدية من طراز «ويتمان» والتي اشتراها شتاودينغر من متجر لبيع الأشياء المستخدمة في فيينا مقابل 21 دولارا للقطعة. ولكن الصالون- الغرفة الأصلية للمنزل- فهو مغطى بلوحات قديمة، وهناك ثريا من طراز عتيق معلقة من السقف الخشبي المنحوت.
وفي الطابق الثاني:
تجد غرفة النوم الرئيسية مفتوحة على صالون مطلي بالألوان الزاهية، وهناك قرون الغزلان المعلقة على الجدران فوق كراس يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر (في إشارة إلى سباق مطاردة الغزلان الذي يقام سنويا على أرض العائلة)، وجدار علقه الفنان الألماني توماس ديماند ينتقد فيه القيم البورجوازية.
ويقول شتاودينغر:
«تشبه الغرفة اللوحة الفنية، حيث يوجد بها عنصر من عناصر النقد الذاتي». وحتى الآن، أنفقت الأسرة نحو 500.000 يورو (743.100 دولار) على المنزل، ولكن ما زال يحتاج إلى مزيد من العمل.
أما الوالدان اللذان يعيشان بالقرب من هذا المنزل، فعادة ما يقومان بزيارته، خصوصا بعد أن تعافى والده إلى حد بعيد، ويخطط صديقه بول هالام (44 عاما) الأميركي الجنسية ومسؤول مالي سابق، للانتقال والعيش معه هذا الصيف.
ويقول شتاودينغر إن بعض هواة جمع التحف قد شاهدوا هذا التحول وطلبوا منه ليس فقط تبادل الرأي بشأن المجموعات الفنية، ولكن أيضا أن يقوم بتصميم أماكن المعيشة في منازلهم. ومع ذلك، لا يرى شتاودينغر نفسه كمصمم، مضيفا أنه «ترميم للمنزل أكثر منه تزيينا. أود أن أتحدى حواس الناس».