12:00 م - الأحد 8 يناير 2012
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
من أكثر الأعمال بشاعة والتي يرتكبها الأشخاص في مكان العمل، الحديث غير اللائق أو ما نسميه "التعامل بطريقة جنونية"، فهو الخطأ الأكبر الذي يقع فيه معظمنا أحيانا، وهو ما يتسبب في إحداث ضوضاء في المكان الذي نتواجد فيه في الغالب بصورة مستمرة، الأمر الذي يجعلنا نطرح التساؤل التالي: "هل العمل بطريقة جنونية .. ثقافة فردية أم عادة اجتماعية؟" وهو السؤال الذي حير الكثيرين، وهذا ما تخبرنا به وتطلعنا عليه " Sylvia Lafair" استشارية علم الإدارة، وهو أيضا ما أوردته في كتابها " كسر الأنماط الأسرية التي تحد من النجاح "Breaking the Family Patterns that Limit Success" ، ويتضمن الآتى:
العمل المكتبي والأسري متشابهان:
من الواضح أن العائلات ومجموعات العمل متقاربة ومتشابهة، حيث إن العمل المكتبي والأسري مكملان لبعضهما، وما تقوم به من أعمال جنونية مع أصدقائك في العمل سواء كان ذلك مع الرئيس أو المرؤوس يرجع في جزء كبير منه إلي النمط الذي تحيا به مع أسرتك، وهذا ما يسبب الضيق الشديد لهم بل ويجعلهم يمقتون في كثير من الأحيان تصرفاتك، ويلجأون إلي المعاملة بالمثل بأن يتسببوا لك في نفس الضيق الذي تسببت أنت لهم فيه، وهذا سيلقي علي عاتقك بالمزيد من التبعات التي أنت في غني عنها ولا ترغب بها وحينها سترجع حتما إلي بيتك غاضباً، وسينعكس الحال علي أسرتك بأن تتصرف معهم بشكل مشين، ومن ثم تصبح في دائرة لا يملؤها إلا الأفعال الجنونية التي تسببت فيها نفس أعمالك الجنونية التي بدأت بها يوم عملك، ومن ثم يصبح نجاحك في الاثنين ضربا من المستحيل.
كن لينا:
من ناحية أخري تقول " Sylvia Lafair": أما إذا كان الأمر يتعلق بطريقة تعاملك مع الآخرين ممن يقومون بأعمال جنونية، فإن المطلوب منك أن تتعامل مع الموقف بطريقة أكثر لينا وأقل حزما، وأن تكون أعصابك مثل الجليد وتلف نفسك بغطاء حديدي بحيث يكون من الصعب علي من يتصرفون بأعمال جنونية أن ينالوا منك، كما لا تجعل صبرك ينفذ بسبب ما يقومون به من تصرفات وذلك حتي لا يؤثروا علي سير حياتك بصورة طبيعية ومنطقية، ولا تكن مستاءً دوما من تصرفاتهم التي اعتادوا عليها وعود نفسك علي الهدوء كما عودوا هم أنفسهم علي القيام بتلك الأعمال الجنونية، وذلك لأن تلك التصرفات كثيرا ما توجد في جميع أنماط العمل وهي ناشئة في الأساس من الأنماط التي اعتاد عليها الأفراد في بيوتهم، فبعض الأشخاص لا يستطيعون بالفعل التفرقة بين تلك الأعمال التي اعتادوا عليها في منزلهم وما يجب أن يكون عليه الحال في مجال العمل، فالأمر يرجع في مجمله إلي ثقافات فردية وعادات اجتماعية أسرية جامدة يصعب علي الكثيرين الإقلاع عنها.
أما إذا رأيت أنك قد تأثرت عاطفيا، فيجب عليك فورا الخروج من هذه الحالة التي قد تتسبب في تعكير صفوك، وخذ قسطا من الراحة ولو لبضع لحظات حتى تعيد لنفسك السكينة والهدوء مرة أخري، وحينها تكون قادرا علي أداء عملك بصورة أكثر جدا ونشاطا.
دواعي الجنون:
وتحمل هذه الخطوة خبرين؛ أحدهما سار والآخر ضار؛ أما الخبر السار فهو أن تأثير العمل الجنوني سرعان ما يزول وذلك لأنه عادة مكتسبة يداوم عليها الأفراد طوال الوقت، وسرعان ما يصادفك عمل آخر ينسيك ما تسبب لك فيه الأول من ضيق، أما الخبر الضار وهو عندما يطول تأثير العمل الجنوني ويصبح معه التركيز في العمل صعبا، وهو ما يتوجب عليك أنت شخصيا أن تنتبه إليه وألا تجعله ينال منك وأن تهدئ من روعه بحسن تعاملك معه.
ومن الآن فصاعدا يجب أن تقرر أنت وحدك وأن تعقد العزم علي ألا تتأثر بالأعمال الجنونية وألا تلقي بالا لما يحدث منها، فليس هناك ما يستدعي أو يكون له تأثير يعكر صفوك ويمنعك من النجاح في حياتك.
قم بتسجيل الأخطاء:
لتفادي الوقوع في المزيد من الأخطاء وعدم الوقوع في أعمال جنونية، فلتقم أنت بمحض إرادتك بتدوينها وتسجيلها في ملف خاص بك، ولتبدأ بنفسك فيما أقدمت عليه من أعمال جنونية سواء في المنزل أو في العمل، وأن تذاكرها جيدا لليوم التالي حتى لا تقع في مثلها مرة أخري، أما بالنسبة لأخطاء الآخرين فقم أيضا بتسجيلها وتدوينها كما فعلت لنفسك وجنب نفسك تكرارها، ولا حرج في أن تطلعهم بشكل منفرد علي ما قاموا به من أخطاء فهذا قد يساعدهم في عدم تكرارها مجددا.