ما هي الأجهزة التي سنتخلى عنها في المستقبل؟

الكومبيوتر المكتبي وكاميرات الفيديو من بينها
الكومبيوتر المكتبي وكاميرات الفيديو من بينها

الانتقاد العام الذي يوجه للتقنيات هو أنها تؤدي إلى تكاثر الأجهزة وتجمعها. لكن طبيعة التطور التقني تتغير، إذ أضحى القليل من المنتجات يقوم بأعمال أكثر، تتم جميعها بالاعتماد على خطوط من رموز البرمجيات، التي لا تشكل أي كتل أو أجسام.


من هنا بتنا لا نحتاج إلى تجميع المنتجات المختلفة. لكن السؤال المطروح: ما هي التي يمكن استبدالها، وأي منها هي الجيدة التي ينبغي الاحتفاظ بها؟ الأمور واضحة هنا، مثل اليوم الذي حلت فيه الخرائط الرقمية محل الخرائط الورقية، والأجندة الإلكترونية بدلا من دفاتر المواعيد التي توضع على الأدراج.

لكن ما هي الأمور الأخرى التي ينبغي التخلص منها؟ إليكم لائحة من المنتجات والتقنيات الاستهلاكية الشائعة، مع الآراء التي تطالب ببقائها أو زوالها:

الكومبيوتر والإنترنت
- الكومبيوتر المكتبي:
يمكن التخلي عنه. قد تكون تملك واحدا منه حاليا، لكنك قد تتخلى عنه حتما في النهاية عندما يصبح قديما. وإذا افترضنا أنك لست من ممارسي الألعاب المتحمسين، أو من محرري أفلام الفيديو، فإن جهاز الـ«لاب توب» يملك جميع القوة الحسابية العلاجية التي يحتاجها المستخدم العادي. فإذا رغبت في نسخ تجربتك الخاصة بالكومبيوترات المكتبية، يمكنك دائما وصل جهاز الـ«لاب توب» هذا إلى شاشة كبيرة ولوحة مفاتيح

- خدمة إنترنت سريعة في المنازل:
احتفظ بها، فمع مجيء الأجهزة مثل «ماي فاي» الذي يحول إشارات «3 جي» الجوالة إلى سحابة «واي فاي» بغية مشاركة الكثير من الأجهزة فيها، فقد تفكر في التخلي عن مزود خدمة الإنترنت، واستخدام ذلك الهاتف الجوال بدلا منه للتواصل مع الإنترنت حتى في المنزل.

وهذا الإجراء يعمل، شرط أن تحصل على إشارة قوية في المكان الذي تقطن فيه، وألا تنوي الحصول على البث الفيديوي الحي من «نيتفليكس»، أو «يوتيوب»، أو «هيليو».

وأن تملك خطة للحصول على البيانات غير المحدودة من مزود الخدمات اللاسلكية. ومع كل هذه المحاذير فقد يكون من المنطقي الالتزام بمزود خدمات الإنترنت.

- التلفزيون الكابلي:
يتوقف الأمر على ما إذا كنت تتمسك بتواصل جيد مع النطاق العريض في المنزل، وما إذا كنت بحاجة إلى دفع أجور خدمة الكابل التلفزيوني، أم لا.

هواة الرياضة ربما يرغبون في الاحتفاظ به، لكون الكثير من الاتحادات الرياضية تحدد المحتويات الموجودة على الشبكة وتقيد بعضها، لكن المشاهدين العفويين الراغبين في مشاهدة بعض المباريات والأفلام، قد يحصلون على اتصال جيد بالإنترنت، وعلى بعض الاشتراكات بالخدمات المتدنية السعر، مثل «نيتفليكس»، و«هيليو بلاس»، والفيديو الآني من «أمازون».

كاميرات متنوعة
- كاميرا وجّه والتقط:
تخل عنها.. نعم فإن الكاميرا المكرسة لهذا الغرض فقط قد تلتقط صورا أفضل من صور الهواتف الذكية ذات العدسات ومستشعرات الصور الصغيرة.

لكنها لا تفوقها كثيرا على صعيد الجودة. كما أن مبدأ وجّه (أو سدد) والتقط له محدودياته الخاصة، إذ من الصعب التشارك فيه، ما لم تقم بنقل الصور إلى الكومبيوتر.

كما أنه لا توجد تطبيقات بالكاميرات، كما هو الحال مع الهواتف الذكية التي تسمح لك بوضع الرواشح وسبل العلاج السريعة والجذابة للقطات المأخوذة. لكن الأهم هو أن الكاميرا قد لا تكون قربك لدى ظهور فرصة سانحة أو سريعة لالتقاط صورة، خلافا للهاتف الذي يكون حاضرا طوال الوقت.

- «كامكوردر»:
تخل عنها. فأجهزة «كامكوردر» لتصوير الفيديو وتسجيله محشورة بين طرفي المجال، أو الطيف الفيديوي: الطرف الأدنى حيث الهواتف الجوالة يمكنها التقاط الفيديو الذي قد لا يكون بجودة عالية جدا، غير أن غالبية الأشخاص لا يهتمون بهذا الأمر.

أما الطرف الآخر الأعلى فهنالك الكاميرات الرقمية الجديدة ذات العدسات المفردة (إس إل آر)، مثل «كانون» وغيرها الغالية الثمن التي يمكن تبديل عدساتها، التي يمكنها التقاط الفيديو العالي الوضوح. فجهاز «كامكوردر» الذي بحوزتك الآن ربما سيكون الأخير.

- ذاكرة فلاش يو إس بي:
تخل عنها. فالمشاركة في الملفات لا تحتاج إلى أي جهاز بعد الآن. وفي جميع الحالات التي تفكر فيها يمكن نقل الملفات وتحويلها رقميا عن طريق الإنترنت.

وهذا يعني الاشتراك في خدمات مثل «دروب بوكس» الذي يقوم بتأسيس قرص صلب خاص على السحاب يمكن التشارك به، أو عن طريق إرسال ملحقات للرسائل الإلكترونية وتخزينها في ملف للمسودات في «جي ميل»، أو «ياهو ميل»، وغيرهما. فهذا الإصبع الصغير من ذاكرة فلاش قد يتحطم أو يجري فقدانه.

مشغلات الموسيقى
- مشغل الموسيقى الرقمي: يمكن التخلي عنه. فإن كنت تملك هاتفا ذكيا فأنت تملك مشغلا موسيقيا. فقد تحمل نفسك عناء حمل أجهزة متعددة، خاصة أن «أبل» عممت وأشاعت استخدام المشغل الموسيقي مثل «آي بود».

لكن متى كانت المرة الأخيرة التي شاهدت فيها مثل هذه العلبة البيضاء الصغيرة التي باتت رمزا؟ فالموسيقى ما هي سوى بيانات، والكثير من الأجهزة الأخرى المتعددة المهام يمكنها تشغيلها أيضا.

والاستثناء الوحيد هو عندما تنعم بالموسيقى أثناء ممارسة الرياضة. وفي مثل هذه الحالات فإن مشغلا صغير الحجم مثل «آي بود شافل» الذي يبلغ سعره 49 دولارا، قد يكون رفيقا جيدا بدلا من الهاتف الذكي الأكبر والأثقل.

- المنبه:
احتفظ به، وبمقدور الهواتف الذكية أن تكون ساعات تنبيه رائعة. فهي تزيد من ارتفاع صوت التنبيه تدريجيا، مع عرض معلومات عن حالة الطقس، وإيقاظك على ألحان أغنياتك المفضلة.

وعندما تكون مسافرا، فإنك ما زلت متقدما سنوات ضوئية على ساعات التنبيه الموجودة في غرف الفنادق. لكن خللا في ساعات النهار في هاتف «آي فون» من شأنه عرقلة عملية التنبيه. إضافة إلى أن ضبط أوقات التنبيه في الهواتف الذكية قد يتطلب الغطس في لوائح المهام أيضا، والقيام بإجراءات متعددة.

- جهاز جي بي إس:
تخل عنه، لأن أدنى أنواع أجهزة «جي بي إس» يكلف نحو 80 دولارا. لكن هاتفك الذكي قادر على القيام بالعمل ذاته إن لم يكن أكثر بنصف السعر، وحتى مجانا.

فهواتف «أندرويد» مجهزة سلفا بتطبيق ملاحة من «جوجل» يوجهك منعطفا منعطفا. كما أنه في أوائل الشهر الحالي أعلنت «غوغل» عن أنها ستضمن بيانات سير حية وتاريخية في تخطيط الطرق، بحيث تصل إلى وجهتك بشكل أسرع.

وإذا كنت تملك هاتف «آي فون» فعندك خيارات كثيرة بالنسبة إلى تطبيقات «جي بي إس»، بما فيها «موبايل نافيغيتور» من «نافيغون»، أو «كو بايلوت لايف» من «إيه إل كيه». فإذا ما استأجرت سيارة تخل عن جهاز «جي بي إس» الذي يأتي معها اختياريا، إن كنت تملك هاتفا ذكيا.

الكتب الورقية
الكتب:
احتفظ بها مع استثناء واحد. نعم القارئات الإلكترونية رائعة، وستصبح ربما المنصة السائدة في القراءة مع مرور الزمن. لكن خذ في الاعتبار أيضا الكتاب الورقي العادي.

فسطوره وكلماته وحروفه واضحة جدا. وهو جميل الشكل ويدوم طويلا. وقد يترطب قليلا ويبقى عاملا ولا يفقد بسهولة. وهو لا يحتاج إلى بطارية، ولا غالي الثمن أيضا إذا ما حدث وفقدته، كما يمكن استعارته مجانا من المكتبات.

لكن ثمة ميدانا واحدا حيث المواد المطبوعة ستفسح المجال أمام المحتويات الرقمية، ألا وهو كتب الطهي. فمارثا ستيوارت تعد تطبيقات لوصفات للحلو والكعك مقابل خمسة دولارات للتطبيق الواحد، وهذا هو الاتجاه مستقبلا. وكل وصفة ستكون مزودة بصورة للطبق، وهو أمر مكلف جدا بالنسبة للكثير من الكتب المطبوعة.