ما هي «حزمة البروتينات» اللازمة لرجيم غذائي قليل الكربوهيدرات؟
كانت الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات - مثل حمية أتكينز الغذائية (Atkins diet) - شعبية جدا في وقت ما، بحيث احتلت الصفحات الرئيسية لمجلات شهيرة مثل «نيوزويك» وغيرها.
وقد هلل بعض الخبراء لأنواع الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات كأفضل طريقة لإنقاص الوزن. إلا أن عددا آخر منهم وصفوها بأنها وسائل تسد القلب!
ولكن كيف نقيم هذه الحمية صحيا على المدى البعيد؟
إن غالبية أنواع الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات تجهز الإنسان بالبروتينات والدهون أكثر من تجهيز أنواع الحمية الغذائية القليلة الدهون. وقد أخذنا نعرف أن هناك دهونا جيدة، وأخرى ليست جيدة جدا، وكربوهيدرات.
فهل ينطبق هذا أيضا على مصادر البروتينات؟ وإن كان ذلك صحيحا، فإن نوع البروتينات التي تهيمن على الحمية الغذائية يمكنها التأثير على الصحة بنفس القدر الذي تؤثر فيه أشكال وكميات الكربوهيدرات أو الدهون.
ولكن التجارب الإكلينيكية لا تستمر لفترة طويلة تكفي للتوصل إلى نتائج محددة حول كيفية تأثير هذه الحميات الغذائية على الجوانب الأخرى للصحة.
إلا أن هناك إشارات واضحة بالطبع، فالحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات الأصيلة مثلا تزيد من كمية الكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) الضار، أكثر مما تفعله الحمية الغذائية القليلة الدهون، وهو أمر يترجم إلى احتمال أكبر في الإصابة بأمراض القلب.
ومن غير المحتمل، على الأغلب، أن يشرع أي باحث في إجراء دراسة تمتد لـ10 إلى 15 سنة لدراسة تأثير الغذاء على أمراض القلب، والسرطان، أو طول العمر. إلا أن الأمر الجيد هنا قد يتمثل في إجراء تدقيق في ما يختاره غالبية الناس من أنواع الطعام ثم دراسة تأثير غذائهم على صحتهم.
وقد تابع باحثون من كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد 85 ألفا من الممرضات و45 ألفا من العاملين في الميدان الطبي منذ الثمانينات من القرن الماضي.
وملأ كل المشاركين كل عدة سنوات استبيانات حول الغذاء والصحة. وتوضح هذه البيانات الوفيرة بعض الآفاق حول التأثيرات البعيدة المدى لأنواع الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات.
في إحدى الدراسات خصص الباحثون نقاطا لكل حصة تناولتها الممرضات من البروتينات من مصادرها المختلفة: اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك، والألبان، والبيض، والمكسرات، والبقول، فكلما كان مقدار البروتينات من اللحوم الحمراء أكثر كان احتمال ظهور أمراض القلب أعلى.
وظهر أن النساء اللاتي تناولن حصة أو حصتين من اللحوم الحمراء يوميا في المتوسط كن أكثر تعرضا بنسبة 30% لاحتمال الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء الأخريات اللاتي تناولن حصة واحدة أو أقل من تلك اللحوم يوميا (مجلة «سيركوليشن»، 31 أغسطس/ آب 2010). وأدى التخلي عن واحدة من حصص اللحوم وتناول حصة بديلة من المكسرات، إلى خفض الاحتمال بنسبة 30%.
وفي دراسة منفصلة خصص الباحثون نقاطا تعكس في آن واحد الكربوهيدرات في الغذاء، وكذلك نوع المصدر الرئيسي للبروتينات. وظهر أنه وبين صفوف الممرضات وكذلك الذكور من العاملين الصحيين، كان احتمال وفاة الذين يتبعون الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات ويتناولون البروتين الحيواني كثيرا، يزداد بعد مرور 20 سنة أو أكثر من المتابعة بنسبة 23%، مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات «الاعتيادية»، بينما قلت الوفيات لدى الذين اتبعوا الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات وتناولوا البروتين النباتي، بنسبة 20%.
وإن كنت تعاني من زيادة الوزن فإن إنقاصه سيحسن من كل الأمور ابتداء من ضغط الدم وانتهاء بتحسن المزاج. ولكن إن قمت بهذه المهمة بطريقة خاطئة فإن إنقاص محيط الخصر لديك قد يأتي مع تخريب صحتك وتقليل عدد أيام ميلادك التي ستحتفل بها! وهكذا، وبدلا من تناول قطع من اللحم والبيض في إفطار الصباح، والهامبورغر في الغداء، وقطعة لحم الستيك في العشاء، فإن تناول بروتينات نباتية أكثر ربما سيساعدك على تقليل احتمال الإصابة بأمراض القلب، والعيش لعمر أطول.