البوصلة .. تعريفها وفوائدها المختلفة

استخدم المسافرون والرحالة البوصلة منذ آلاف السنين، وحتى الآن تمثل جزءا أساسيا من كل وسائل المواصلات فنجدها بالسفن، الطائرات كما توجد ببعض ساعات اليد، ومازالت تعتبر كالذراع اليمنى لمن يهوى السفر أو التوجه إلى المناطق الجبلية وغيرها من أجزاء العالم، لذلك إذا ذهبت يوما لرحلة من هذا النوع فيجب أن تعلم كيف تقرأ البوصلة حتى لا تضل الطريق.

فهناك بعض الأجهزة ومنها الهواتف المحمولة التي تحتوي على برامج تحديد المواقع العالمية وتساعد الشخص على الوصول إلى بعض الأماكن داخل مدينة كبيرة، ومع ذلك يمكنك أيضا الوصول إلى المتنزهات الكبيرة بمجرد لمسة لجهاز (أي فون).

أصبحت البوصلة من أفضل الوسائل لمعرفة الطريق رغم أنها أداة قديمة؛ وهذا لأنها تعتبر أفضل بكثير من الأجهزة الحديثة وذلك لوجود بعض جوانب القصور بتلك الأجهزة والتي تشمل ما يلي:

- الوسائل الرقمية الحديثة باهظة التكلفة.

- تعتمد على إشارات الأقمار الصناعية؛ ولهذا قد يحدث بها أي خطأ أو مشكلة مفاجئة.

- تعمل بالبطارية ذات العمر القصير، فهي معرضة لأن ينتهي شحنها في أي لحظة.

لا يجب على أي إنسان أن يخاطر بحياته بتواجده وسط صحراء، غابة، أو سلسلة من الجبال بدون أن تكون لديه القدرة على توجيه نفسه، ومن المرجح أن يكون نظام (GPS) لتحديد المواقع حلا مستقبليا يمكن أن يحل محل البوصلة المغناطيسية.

بالرغم من ذلك فإن قدرتك على التعامل مع قراءة البوصلة وأنت خارج البيت سيظل مهارة جيدة يجب أن نتقنها جميعا، فهيا بنا نتعلم قراءتها:

التعرف على المكونات الأساسية للبوصلة:
يختلف تصميم البوصلات من حيث الجودة، فمنها ما هي عبارة عن صندوق من البلاستيك بسيط به بعض الحبوب، والأخرى مصممة بجودة عالية للمهام العسكرية، ومع ذلك تشترك معظم أنواع البوصلات في سمات أساسية ضرورية لتحديد الاتجاهات بدقة.

وتتكون البوصلة من الأجزاء التالية:
- جسم خارجي يضم أجزاء داخلية.

- إبرة مغناطيسية دوارة.

- يتميز الطرف الشمالي من الإبرة بلونه الأحمر أو كبر حجمه ومزخرف أكثر من الطرف المقابل له.

- يرتكز إطار البوصلة على طبق مستطيل يعمل كقاعدة، محدد بأسهم للاتجاهات الخاصة بالسفر وحروف معدنية مثل الميزان.

- الأسهم مدرجة بالإنشات والمليمترات لأخذ القياسات على الخرائط.

- في قاع الإطار الذي ترتكز به البوصلة هناك علامات حول المحيط الخارجي فوق قرص دوار.

- الاتجاهات الأربعة الرئيسية هي الشمال والجنوب، والشرق والغرب.

- تقسم هذه الاتجاهات البوصلة إلى أربعة أجزاء، ومنها يمكن التقسيم مرة أخرى إلى أربعة إتجاهات مشتقة مثل : الشمال الشرقي، الشمال الغربي، الجنوب الشرقي، والجنوب الغربي.

حتى تتمكن من قراءة البوصلة بطريقة صحيحة؛ يجب أولا أن تعود نفسك على تصميمها، بالرغم من أن وجود العلامات الإضافية يفيد في تحديد الاتجاهات بدقة إلا أنه قد يصيبك ببعض الاختلاط.

وبدلا من ذلك، يتم تقسيم الدائرة إلى 360 درجة مما يسمح لقراءات أكثر دقة والوصول إلى الاتجاه الصحيح، كما نجد أن النقاط الأساسية يمكن الرجوع لها بسهولة بزيادات 90 درجة.

- إتجاه الشمال يساوي صفر أو 360 درجة.

- اتجاه الشرق يساوي 90 درجة.

- اتجاه الجنوب يساوي 180 درجة.

- الغرب يساوي 270 درجة.

بالإضافة إلى ذلك يتم وضع علامة على الجزء السفلي من السهم تحت إبرة البوصلة.

إيجاد شمالك:
يعتبر المجال المغناطيسي للأرض هو المسئول عن قدرتنا على اشتقاق الاتجاهات من البوصلة، كما أن الأبرة ستشير دائما نحو الشمال المغناطيسي للكوكب، الموجود في كندا الشمالية، ومن المهم ملاحظة أن الشمال الحقيقي يقع فوق محور دوران الأرض في القطب الشمالي، ويشار إلى الفرق بين الاثنين على أنه انحراف.

بالنسبة لمعظم الأغراض الاستجمامية يعتبر الميل أو الانحراف الزاوي عاملا لا يجب الاهتمام به، فإذا خططت لاستخدام خريطة بالتزامن مع البوصلة، فبالرغم من ضرورة حساب الانحراف كما هو موجه على أساس خرائط الشمال الحقيقي، ستجد أن الخريطة الجيدة هي التي تشير إلى الانحراف أو الميل في شكل درجة تجدها مذكورة في مفتاح الخريطة الموجود في الجزء السفلي بها.

عندما تكون مستعدا لأخذ قراءة ما، تأكد أنك تقف خاليا من أي أشياء معدنية أو مجالات مغناطيسية، مثل هؤلاء الذين يتم تكونهم بواسطة خطوط الكهرباء، لأن هذه الأشياء ستؤثر سلبا على نتيجة القراءة، حتى الأغراض الصغيرة الموجودة على مقربة من البوصلة مثل مطواة، ساعة يد أو مصباح يدوي تسبب انحرافا وعدم دقة القراءة.

امسك البوصلة بشكل مستوي في راحة يدك، واجعل كوعك يتخذ زاوية 90 درجة، وتأكد من أن الأبرة لا تلمس قمة أو قاع العلبة المثبتة بها، ثم ثبت يدك بواسطة تقريبها من معصمك، وبعد ذلك انظر لأسفل وفي هذه اللحظة تكون قد وجدت الشمال مهما كان اتجاه الإبرة.

حدد العنوان الذي تبغي الوصول إليه:
لتعيين الاتجاه الذي ستتوجه أو ستتحرك إليه - المعروف بوجهتك - لف قرص البوصلة لكي يكون سهم التوجيه مستقيما تحت الإبرة، وكنتيجة لذلك ستشير نقطة سهم التوجيه إلى وجهتك.

لابد من تحديد وجهتك ببعض المعالم:
بالتقدم خطوة للأمام والافتراض أنك بالفعل تريد السفر من النقطة (ا) إلى النقطة (ب)، يمكنك أن تتخذ معلما معينا، ولتحديد ذلك المعلم أو الاتجاه الخاص بعلامة بعيدة مثل بحيرة أو جبل، توجه نحو المكان الذي تريد الذهاب إليه، واتبع نفس العملية المستخدمة لتحديد وجهتك.

وعندما يكون لديك معلم تهتدي به، من الأفضل أن يكون المعلم بالدرجات، يمكنك حينها بدء السير نحو هدفك بالرغم من أي تغيرات في التضاريس قد تحجب معلما من أمام رؤيتك، ولتتجنب فقدان الطريق ببساطة خذ قراءة البوصلة من وقت لآخر للتأكد من أنك تتوجه للطريق الصحيح.

اخرج من المأزق:
من الصعب التعامل بشكل جيد مع بعض الأدوات الكلاسيكية، وهذا السبب الذي يجعلنا دائما نميل إلى بوصلة قديمة الطراز عن جهاز حديث مثل الآي فون، لأن للبوصلة تأثيرها الأكبر على البحر، لكنها أفضل على اليابسة أيضا، وبالرغم من أننا لم نتطرق إلى بعض التفاصيل المعقدة التي تخص البوصلة في البحر، قدمنا لك معلومات كافية لتجد طريقك وتتمكن من الخروج من الغابات.