أميركية تقيم مدرسة في لندن لتعليم الفتيات فن الحياة في القصور الملكية
يشعل الزواج الملكي المرتقب نهاية هذا الشهر في بريطانيا كثيرا من الأحلام الوردية التي تشارك فيها الكبار والصغار، فصناعة الحواديت أو القصص الخيالية لم تتوقف منذ إعلان الأمير ويليام ابن ولي عهد بريطانيا خطبته على كاثرين ميدلتون.
والأمير ويليام نفسه كان وليد قصة زواج الأميرة ديانا ووالده الأمير تشارلز وهي التي مثلت للكثيرين معالجة جديدة لأسطورة سندريلا القرن العشرين، ولا ينكر أحد مدى التأثير الذي مثله زواج ديانا وتشارلز على مخيلة العالم.
ومنذ إعلان خطوبة ويليام وكاثرين لم تتوقف عجلة صناعة الأساطير فتبارت الصحف ومحطات التلفزيون ومواقع الإنترنت في نشر تفاصيل الحفل وفستان الزفاف وتفاصيل الطعام المقدم والعربات الملكية التي ستستخدم، مرورا بالمنتجات التي صنعت لتخليد الذكرى من أطقم شاي إلى فوط وأطباق مكتوب عليها الأحرف الأولى من أسماء العروسين انتهاء بالكعكة التي تحضر لحفل الزفاف ومكوناتها وشكلها وصانعتها التي حصلت على شهرة مدوية بمجرد إعلان الخبر.
المدهش أن أخبار الزفاف شغلت كثيرين ولم تكن حصرا على النساء والمراهقات، بل شغلت أيضا الرجال، وبطبيعة الحال الأطفال. وتوجها للفتيات بالتحديد قررت مدرسة لتعليم الإتيكيت في بريطانيا إدراج برنامج صيفي لتدريب الصغيرات على فن القصور وسلوك الأميرات.
المدرسة أنشأتها في لندن جيرامي فاين، وهي أميركية تعشق كل ما يتعلق بالملكية البريطانية، وأطلقت عليها اسم «برنسيس بريب» وتقوم على فكرة إقامة فصول دراسية قصيرة خلال الصيف للفتيات بين 8 و11 عاما.
الفصول تقام في مبنى فاخر بمنطقة كينزنغتون، وتخصص حجرات لنوم الفتيات في ذات المبنى. كما تعتمد المدرسة على طاهية متخصصة لإعداد الوجبات وعلى رئيس خدم على الطريقة الإنجليزية العريقة لتقديم الوجبات للطالبات.
ولا تنسى المدرسة الحرص على عنصر هام من عناصر الأرستقراطية الإنجليزية ألا وهو طقس تناول الشاي اليومي، فيقدم يوميا للفتيات مع مراعاة أدق تفاصيله من تقديم قطع الكعك (سكونز) مرفقة بالكريمة المخفوقة والمربى إلى جانب الساندويتشات الصغيرة. وفيما يتم اصطحاب الفتيات إلى الغذاء خارج المدرسة، فإن وجبة العشاء يتم تناولها عادة في المبنى؛ حيث يحرص فريق المعلمات على متابعة قواعد إتيكيت تناول الطعام.
تزخر المدرسة بقصص الأميرات المكتوبة والقصص الكلاسيكية للأطفال التي يقمن بقراءتها في المكتبة المخصصة أو غرفة الاستقبال. ويمنع التلفزيون في المبنى وذلك للمحافظة على جو خاص تنغمس فيه الصغيرات ويعشن من خلاله حلم الحياة الملكية، كما يتم تشجيعهن على تدوين خواطرهن اليومية ووضع الصور الخاصة بهن في كتاب خاص. ولوضع الصغيرات في الجو الملكي تقوم الصغيرات بزيارة القصور البريطانية المفتوحة.
الدروس اليومية التي تستمر لمدة أسبوع تشمل ركوب الخيل وكيفية أداء التحية الملكية إلى جانب تدريس مقتطفات من التاريخ الملكي. وبشكل يومي وعملي تتعلم الصغيرات آداب المائدة وكيفية الحديث والتصرف إذا ما واتاهن الحظ والتقين بملكة بريطانيا.
الصغيرات ينشغلن خلال الدروس اليومية بمحاولة المشي بقوام مستقيم، فتراهن يتمرن على ذلك بوضع الكتب على رؤوسهن ومحاولة المشي بها، وعند تناول الشاي يتلقين النصائح حول تقليب الشاي دون إصدار صوت أو بالأكل دون إسقاط فتات على ملابسهن أو ترك آثار حول الفم.
ربما تكون كل تلك التمارين في نظر كثيرين مضيعة للوقت ولكنها للصغيرات تعد بمثابة المقدمة لدخول عالم الأميرات الذي تسكنه الأميرة النائمة وبيضاء الثلج وسندريلا، ويترجمن حلمهن هذا بأن يرتدين التيجان الصغيرة ويتعلمن فن الانحناءة الملكية.
الدروس هنا مفيدة في جميع الأحوال، حسبما تقول جيرامي فاين مؤسسة المدرسة (33 عاما)، فهي تمنح الصغيرات القدرة على التصرف في أي موقف سواء كان ذلك مع الوالدين أو المدرسين أو الأصدقاء.
تقول فاين إنها كانت تحلم منذ صغرها بأن تصبح أميرة: «منذ كنت صغيرة كان حلمي الدائم هو أن أصبح أميرة ولم أفق من ذلك الحلم حتى الآن. وأردت بهذه المدرسة أن أقدم للفتيات ما حلمت به».
وتقدم فاين ثلاثة فصول على مدى ثلاثة أسابيع (يستوعب كل فصل 8 فتيات) هذا الصيف، نظرا لسحر أجواء الزفاف الملكي. وتبلغ تكلفة الفصل الواحد 4000 دولار أميركي.
«معظم التلميذات من أميركا»؛ تقول فاين ردا على سؤال حول جنسيات الطالبات، ولكنها تضيف أن أبواب المدرسة مفتوحة للفتيات من جميع أنحاء العالم. وأضافت أنها ترحب بالطالبات من العالم العربي.
وتشرح فاين سبب انجذاب الأميركيين بالعائلة الملكية البريطانية بقولها: «ليست لدينا تقاليد العائلات الملكية ولهذا فنحن نعيش تلك الأجواء عبر البريطانيين، ولا أتوقع أن يفهموا أهمية هذا الأمر بالنسبة لنا ولا السحر الذي يمثله، فعائلة ويندسور تمثل لنا عالم ديزني الأسطوري»، ولعل تفسير سحر قصص حب الأميرات وحياتهن تكمن في عالم ديزني، فمشاهدة أفلام ديزني التي تدور حول الأميرات، من المسلمات في عالم الأطفال، وهي من أكثر أفلام الشركة نجاحا، فحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» فإن مبيعات خط «أميرات ديزني» الذي انطلق عام 2001 وصلت إلى 4 مليارات دولار. وتفسر الشركة النجاح المطرد لهذا الخط بأن ديزني أعادت اكتشاف قصص الأميرات ووضعتها في قالب حديث.