«Quora» .. موقع الكتروني جديد يجيب عن أسئلتك
قد يسعى الإنسان للحصول على أجوبة عن كل أنواع الأسئلة، على الإنترنت. لكن ما هي المرات التي تكون فيها هذه الأجوبة سديدة، أو مقدمة من أشخاص لهم درايتهم؟
غالبا ما نجد أجوبة ذكية على موقع «كيورا» (Quora)، الموقع الاجتماعي الناشئ في وادي السيليكون في أميركا، الذي قد نسمع عنه الكثير في الأسابيع المقبلة.
ويرمي هذا الموقع إلى وضع مجموعة من الأسئلة والأجوبة التي تتطور باستمرار، والتي وضعت وحررت ونظمت من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الخدمة المجانية.
ويقول إدوارد بيغ في صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية إنه من خلال خبرته في التعامل مع «كيورا»، وجد الكثير من الأشخاص الضالعين فكريا والمشهود لهم، الذين يدعمون ما يأتون على ذكره.
أسئلة وأجوبة
من باب الفضول مثلا معرفة كم أنفقت شركة «أميركا أون لاين» (إيه أو إل) في توزيع أقراص «سي دي» جميعها خلال التسعينات من القرن الماضي، ليأتي الجواب من المؤسس المشارك لـ«إيه أو إل» ومديرها التنفيذي السابق ستيف كايس بقوله «لقد أنفقنا الكثير، ولا أستطيع تذكر الإنفاق الإجمالي، لكنني أتذكر أنه في أوائل التسعينات كان هدفنا إنفاق 10% من عائداتنا طوال الوقت، للحصول على مشتركين جدد».
ولنر ما يفكر فيه داستن موسكوفيتش المؤسس المشارك لـ«فيس بوك» في ما يخص الشبكة الاجتماعية «فيس بوك موفي» بقوله «إنه من المثير فعلا رؤية إعادة كتابة ماضيّ أنا بأسلوب يقوم بالتأكيد على أشياء لا تهم مطلقا، وترك أمور أخرى في غاية الأهمية».
و«كيورا» لن يجعلك تتخلى قريبا عن البحث في «غوغل»، أو زيارة «ويكيبيديا»، لا سيما إذا رغبت في جواب سريع. وفي الواقع يقوم «كيورا» بدمج العناصر الموجودة في «ويكيبيديا»، و«تويتر»، و«فيس بوك»، و«ياهو أنسرس»، و«أسك دوت كوم»، و«شا شا دوت كوم»، و«فيس بوك كويستشينز»، التي جرى فتحها لبعض المستخدمين.
وكما هو الحال في «تويتر» يمكن تتبع شخص ما على «كيورا»، أي تتبع الأسئلة الموجهة إليه والمجاب عنها، كما يمكن أيضا تتبع فكرة أو موضوع ما، أو سؤال محدد. وكل ذلك يظهر على الصفحة الأم، أو الرئيسية، الخاصة بـ«كيورا».
وخلال تركيب «كيورا» يمكن وصله إلى حساب «تويتر» الخاص بك، أو «فيس بوك»، أو مدونتك، وبذلك يمكنك المشاركة بالأسئلة التي تضعها على «تويتر»، أو «فيس بوك».
كما يمكن دعوة الآخرين للانضمام إلى «كيورا»، واقتراح مواضيع تهمهم. وهنا يجري تشجيعك على التوجه إليهم بطريقة من المحتمل أن تولد لديهم استجابات وردود فعل عميقة، بدلا من الأجوبة التي تقتصر على نعم أو لا، أو إجابات لا تتعدى الـ140 حرفا كحد أعلى في «تويتر».. ومثال على ذلك المثال التالي:
عند طرح أسئلة مثل: كيف يمكن للباحثين عن العمل في سن الأربعين والخمسين تحسين تسويق أنفسهم في سوق العمل؟ وما هي أفضل الإرشادات لتدريب الأطفال على استخدام الحمام؟ قد تتلقى ثلاثة أجوبة سريعة نسبيا. ومع ذلك فقد «كان تصفح أسئلة الآخرين وأجوبتهم أكثر متعة من توجيه أسئلتي أنا»، كما يقول بيغ.
دقة الإجابات
ولا توجد ضمانة بأن الأجوبة دقيقة، وأن مرسليها هم الأشخاص الفعليون الذين يدعونها. وتحكم «كيورا» سياسته ذاتها من قبل المستخدمين الذين يصوتون ما إذا كان أعجبهم الجواب أم لا.
وقد يقوم فريق من المراجعين بتحرير، أو تنقيح الأسئلة من محتوياتها غير المناسبة، كما أن هنالك مرشحا يقرر منع، أو السماح، بوجود محتويات لها علاقة بالحشمة.
ويقر تشارلي شيفر، أحد المؤسسين المشاركين لـ«كيورا»، وأحد المديرين السابقين في «فيس بوك»، بأن الحفاظ على النوعية العالية سيشكل تحديا عاليا، لكون المزيد من الجماهير ستنضم إلى هذه الخدمة.
وثمة أسس وتوجيهات محددة تتعلق بتوجيه الأسئلة. فبداية ينبغي الاشتراك بالاسم الحقيقي، وينصح بإضافة سيرة موجزة تبين خبراتك. ويمكنك الحفاظ على مجهوليتك في ما يخص الأسئلة التي قد تكون حساسة وحرجة إذا كنت توجهها، أو تجيب عنها، وتتعلق بحالات طبية، أو مسألة خاصة بالتحرش الجنسي.
ويقول شيفر إن الهدف من «كيورا» هو أن يصبح أفضل مصدر للذين يبحثون عن أجوبة. وعما إذا كان هذا الأمر قد يحصل، فيبقى أن نرى ذلك. وما زلنا حتى الآن في الأيام الأولى. والموقع يتألف حاليا من ستة موظفين بعدما فتح للجمهور في منتصف العام الفائت. لكنه لا يكشف عن عدد مستخدميه في الوقت الراهن.
ولا تزال واجهة التفاعل الخاص بالموقع حدسية، إذ لم يكن واضحا أن الإطار في أعلى الصفحة، هو إطار للبحث، لأن الزر الخاص بالنقر الموجود قربه مكتوب عليه «وجه سؤالك». وحالما تبدأ بطباعة السؤال تشاهد أسئلة تشابهه كانت قد قدمت قبلا.
كما لم يكن واضحا أن الأسهم الصاعدة والنازلة الصغيرة القريبة من الجواب هي حول كيفية التصويت بنعم أم لا على سؤال موجه. ويمكن إضافة روابط شبكة إلى الأجوبة، لكن لا يمكن وضع فيديوهات لشرح كيفية عمل شيء ما. ومن المحتمل أن يضيف «كيورا» الفيديوهات في ما بعد مستقبلا، من دون أن تحدد وقتا.