في زمن العجائب الماريجوانا أصبح لها فوائد

عدم التجريم الكامل لحيازة كميات صغيرة من الماريجوانا
عدم التجريم الكامل لحيازة كميات صغيرة من الماريجوانا

"ليس هناك دليل عن أي حالة وفاة بسبب جرعة زائدة من تعاطي الماريجوانا"

أثارت الخطوة الأخيرة التي اتخذتها ولاية كاليفورنيا وهي عدم التجريم الكامل لحيازة كميات صغيرة من الماريجوانا خلافا واسعا في المجتمع الحديث، هذا لأن لها مكان في كل مكان.

وهناك بعض الأشياء التي توضح الخلاف بطريقة أفضل من مجرد مقارنة صفحات الويب التي تتوهم بفصل الخيال عن الحقيقة، ونشرت بواسطة إدارة مكافحة المخدرات وحلفاء سياسة المخدرات، فهم في الغالب يعكسون صور بعضهم البعض معالجين نفس النقاط، لكن بالاعتماد على دراسات مختلفة للتوصل إلى استنتاجاتهم التي يرمون إليها، فشيء مذهل أن ترى كيف تقوم هذه الوكالات بتفسير نفس المعلومات لكن لكل واحد منهم طريقة مختلفة عن الآخر واستنتاجات مختلفة أيضا.


يوجد طريقة واحدة للنجاة من هذه المواجهة التي يحاول كل طرف خلالها أن يثبت صحة نظريته وتنقسم إلى خطوتين هما:
- التقرير التطوري الذي يوضح العلاقة بين ( الماريجوانا والطب).

- تقييم القاعدة العلمية.

كتب هذا الملخص المتكامل عن الماريجوانا عام 1999 من جانب المنظمة الطبية الغير حكومية في البلاد التي نظرت إليه باهتمام كبير، والمؤسسة الطبية التي كانت تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات الموجودة بهذه المقالة عن مخاطر وفوائد الماريجوانا.

خرافات المخاطر الصحية والحقائق الواقعية:
أصبحت التساؤلات الأساسية عما إذا كان المكون النشط في الماريجوانا (المكون الكيميائي) المعروف بـ THC له أي قيمة طبية، سواء كانت المخاطر المرتبطة باستخدامه تفوق على الفوائد، وسواء كان الـ THC يلبي حاجة لا تلبى حاليا بواسطة أي أدوية أخرى في السوق، حيث تم الاستشهاد بالعديد من المخاطر الصحية في كثير من الأحيان في سياق هذا النقاش.

الجرعة الزائدة من الماريجوانا:
لا يوجد دليل مادي عن حدوث أي حالة وفاه بسبب تعاطي جرعة زائدة من الماريجوانا، لكن لا يحول هذا بين إمكانية المعاناة من آثار سلبية أو غير سارة عند استهلاكها بكميات كبيرة، وعندما تقارن الماريجوانا بالكحول نجد أن الجرعات الزائدة منه ينتج عنها حوالي 5000 ضحية سنويا، وبهذا المنطق يستشهد الكثير بأنه دليل على أن الماريجوانا أكثر أمانا من غيرها من المخدرات مثل الكحول.

الماريجوانا والذاكرة:
لا تسبب الماريجوانا إضعافا للذاكرة على المدى القصير، لكن ربما يكون هناك مشكلة إذا حدث تسمم ما حيث أظهرت النتائج أن عنصر THC الكيميائي الموجود بها يكون له تأثير سلبي على الذاكرة، هذا بالإضافة إلى الاستخدام السيء للماريجوانا بصورة مستمرة يسبب ضعفا دائما للذاكرة.

الماريجوانا والإدمان:
ترتكز نقاط معارضة مؤسسات مكافحة المخدرات على مستوى العالم لتعاطي الماريجوانا على ما يلي:

1- ما تحتوي الماريجوانا عليه من فوائد طبية موجود بالفعل في عقاقير طبية أخرى أكثر فاعلية ومتوفرة بالأسواق.

2- الماريجوانا أحد صور الإدمان المرتفعة جدا.

قام المؤيدون لتعاطي الماريجوانا بقلب هاتين النقطتين رأسا على عقب كما يلي:
يوجد بالفعل وفرة من العقاقير التي تؤدي نفس الغرض كمنتجات متوفرة فعليا بالأسواق وتمت الموافقة عليها، ويبدو أن هذا يتناقض مع الإدعاء الأول لمؤسسة مكافحة المخدرات، وحتى بنظرة خاطفة على العديد من المواد الأفيونية وبين الأمفيتامينات يتضح أن إمكانية الإدمان الشديد ليس قاعدة للتصنيف الشرعي للمخدرات أو العقاقير، والنقطة الأهم هنا هي أن الماريجوانا ليست إدمانا من الناحية المادية، وإذا كانت كذلك فإن مؤسسة مكافحة المخدرات تحاول الجدال والنفاق في هذه النقطة.

الماريجوانا وجهاز المناعة:
إذا تم تدخين الماريجوانا تعمل على كبح نشاط الخلايا اللمفية – تي في الدم، وهذا يضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى مما يضع بعض الناس تحت رحمة الأمراض المعدية وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض المناعة مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو سرطان الغدد الليمفاوية، ومع ذلك فإن البيانات لا تدعم هذا الرأي، إنما بالكاد تدعم تحصين الرئتين من خطر الدخان الناتج عن الماريجوانا.

مشكلات القلب والماريجوانا:
ومن المسلم به هذه الأيام على مستوى الأوساط الطبية المختلفة أن استخدام الماريجوانا لا يسبب أي مشكلات للقلب أو للأوعية الدموية على المدى الطويل بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، وتسعى مؤسسات مكافحة المخدرات بقوة وراء هذه النقطة، مدعية أنه بناء على الباحثين بجامعة هارفارد، الذين يقولون أن الشخص بعد تدخين الماريجوانا بساعة ترتفع لديه مخاطر الإصابة بنوبة قلبية لخمسة أضعاف، ومع ذلك لم يتم نقل هذه الحقيقة بشكل صحيح وتشير إلى المحاولات المشبوهة لمؤسسات مكافحة المخدرات لذكر مصادرها، وحتى الآن تعتبر تأثيرات الماريجوانا على ضغط الدم معقدة ومتناقضة.

الماريجوانا والسرطان:
هل يعتبر مكون الـ (THC) مسببا للسرطان لدى الإنسان؟
لا ليس مسببا للسرطان وهذا وفقا للمؤسستين ذات الصلة بهذا الموضوع، الوكالة الدولية لبحوث السرطان والبرنامج الأمريكي لعلم السموم فكلاهما لم يقدم أي نص يدل على ذلك.

ومع ذلك لايمكن قول الشيء نفسه على تدخين الماريجوانا، حيث يسبب حرقها إنتاج مجموعة من المواد الكيميائية الخطرة والمسرطنة المحتملة مع دخان السجائر.

وتقول المؤسسة الكبرى لمكافحة المخدرات بأمريكاDPA أنه لا توجد تقارير عن إصابات بسرطان الرئة متعلقة بتدخين الماريجوانا وحدها، ملمحة بمهارة أنه يجب تحديد المسبب الأول لأي سرطان كعامل أولي ورئيسي للإصابة به.

وينبغي القول أنه على الرغم من أن المعلومات المتوفرة لدى إدارة الشؤون السياسية هي الأكثر موثوقية بشكل عام من غيرها لدى وكالة مكافحة المخدرات إلا أنها لا تحتوي على نصيبها العادل من الحجج التي يسهل اختراقها.

أثر الماريجوانا كبوابة عبور لغيرها:
هل يقود استخدام الماريجوانا إلى إدمان مخدرات أكثر ضررا؟

تشير معظم الدراسات طويلة الأمد أن هؤلاء الناس الذين جربوا المخدرات على شكل متفاوت مثل الكوكايين والهرويين غالبا لديهم تاريخ في تدخين الماريجوانا، ومع ذلك وكما يوجد إيحاء بأن الماريجوانا تقود الناس إلى تجربة أنواع أخرى أكثر خطورة من المخدرات إلا أنه شيء غير مؤكد حتى الأن، لكنها يمكن أن تعمل كبديل لما هو أخطر.

الفوائد الكامنة في الماريجوانا:
ليس هناك مكون جدي بالماريجوانا الطبية يمكن أن يقال أنه علاج لأي شيء، ومع ذلك يمكن لها بالفعل علاج بعض الأعراض التي تنتج عن سلسلة واسعة من الأمراض ومن هذه الأعراض ما يلي:

- الألم.

- الغثيان.

- القيء.

الماريجوانا والسيطرة على الألم:
تمثل المستقبلات في المخ التي تسمح بامتصاص المواد المخدرة مثل مكون الـ (THC) جزءا من نظام المستقبلات الأكثر انتشارا بالجسم، فلا يتعايش الجسم مع هذه المكونات بصورة طبيعية فقط إنما يقوم أيضا باستخدامها للاستفادة بتأثيرها عليه، وهذا ما أثبتته الدراسات العديدة التي اكتشفت أن هذه المواد المخدرة تساعد على تخفيف الألم والأعراض الموجعة الأخرى.

مضادات الغثيان والماريجوانا:
كما هو معروف تسبب بعض طرق العلاج الكيميائي نوبات قاسية من الغثيان والقيء حتى تم استكشاف حول مضادات هذه الأعراض فوجدوا أن كلا من الماريجوانا ومكون (THC) يمكن استخدامهما كعلاج، فتدخينها يعطي الهدف المطلوب بشكل فعلي في دقائق ويمكنها لذلك تخفيف تلك الأعراض بسرعة.

العوائق أمام الاستفادة من الماريجوانا:
إذا أصبحت الماريجوانا سلعة استهلاكية مصرح بها في شكل نبات ومفتوحة للتسويق وهو موقف يمكن تأييده على نطاق واسع من قبل الهيئة الوطنية لإصلاح قوانين الماريجوانا فستستعد مجموعة واحدة من الشركات المصنعة سيئة السمعة باحتكارها أفضل من أي دولة أخرى ومنها للسيطرة على الأسواق الناشئة.

فهناك شركات كبرى لا يهمها الصالح العام وصحة البشر على قدر اهتمامها بمبيعاتها ومصالحها الخاصة حيث يمكن لها السيطرة على انتاج الماريجوانا لكن بطريقة غير صحية يمكن أن تسبب الأضرار وتضيع الفوائد المرجوة كما يمكنها تخويف أي شخص يحاول وضع قوانين لحماية منتج كهذا ومن هذه الشركات شركة (Big Tobacco).

مازال هناك الكثير لتتعلمه:
تعتبر مشكلة ندرة البيانات عن التجارب السريرية المفيدة وعشوائيتها والتحكم بها والتعتيم المزدوج الذي يتعرض له عدد كبير من المرضى الذين تجرى عليهم هذه التجارب هو أكبر عقبة تواجه إعلان الماريجوانا كنبات شرعي مصرح به، في حين تم القيام باختبارات أصغر تدعم كلا الجانبين من حجة صحية والأسباب السياسية والاقتصادية التي تعتبر بمثابة قوة دافعة ورئيسية لمشروعية الماريجوانا، ففي ولاية مثل كاليفورنيا حيث يصل عجز الموازنة لديها إلى بلايين الدولارات، تكون الضريبة المحتملة من عائد الماريجوانا المصرح بها كثيرا من المال الذي يرتفع حاليا في انتاج الدخان.