دراسة : العيش بالقرب من الطرق السريعة يساهم في الإصابة بالتوحد

الأطفال الذين ولدوا بجوار الطرق السريعة هم الأكثر عرضة بمرتين للإصابة بمرض التوحد عن الذين يعيشون بعيدا.
الأطفال الذين ولدوا بجوار الطرق السريعة هم الأكثر عرضة بمرتين للإصابة بمرض التوحد عن الذين يعيشون بعيدا.

هناك أسباب عديدة توضح أن العيش بالقرب من الطرق السريعة يعتبر أمرا غير مرغوب فيه نتيجة لتعرض هذا الموقع لبعض المشكلات الدائمة التي ليس لها حل فهو المكان الأكثر عرضة للضوضاء، وهواؤه ملوث نتيجة لإثارة الأتربة ومرور وسائل المواصلات التي تخرج العوادم السامة، وعدم توفر عنصر الأمان به لأنه معرض لحوادث السير أكثر عن غيره من المواقع مما يعرض أطفالنا وكبار السن والمعاقين للخطر، لكن الجديد والأخطر هو ما اكتشفته دراسة حديثة نشرت بمؤسسة الصحة البيئية (Environmental Health Perspectives) أثبتت بأن الأطفال الذين ولدوا بجوار الطرق السريعة هم الأكثر عرضة بمرتين للإصابة بمرض التوحد عن الذين يعيشون بعيدا عنها.


خطوات الدراسة:
لإنجاز هذه الدراسة قام الباحثون بعمل مقابلات شخصية وفحوصات لعدد 304 طفل مصابون بمرض التوحد، وبعد الفحص الدقيق وجدوا أن 259 من الأطفال عادة النامين في مدينة لوس أنجيلوس، سان فرانسيسكو وساكرامنتو وغيرها من المناطق الحضرية، وبالتحديد من يبعدون 1,000 قدم عن الطريق السريع عند المولد كان منهم حوالي 10% من الأطفال معرضين بصورة مضاعفة للإصابة بهذا المرض عن هؤلاء الذين يعيشون أبعد من الطرق السريعة.

كذلك وضعت تلك الدراسة في اعتبارها بعض العناصر ذات العلاقة وهي المتغيرات الأخرى مثل عمر الأم، والمستوى التعليمي للوالدين والتدخين، فكان من المثير للاهتمام وبالرغم من ذلك وجدوا أن هذا التأثير نفسه لا ينطبق على الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الشوارع الأخرى المزدحمة بالمرور، وقد اعتبر الباحثون أن كمية ونوع المواد الكيميائية المنتشرة على الطرق السريعة تختلف عن تلك المنتشرة على الطرق المزدحمة حتى بالمدينة.

تصريح المشرف على الدراسة:
صرح الباحث وكاتب هذه الدراسة (هيثر فولك) بمعهد (سابان) للأبحاث الخاصة بمستشفى الأطفال بولاية لوس أنجيلوس في حواره مع مجلة التايمز ما يلي:
"لا تقول الدراسة أن التعرض لتلوث الهواء أو وسائل النقل والمواصلات يسبب مرض التوحد، لكن يمكن أن يكون هذا أحد العوامل المساهمة في زيادته".

أشار موقع (LAWeekly) الإخباري أنه بالرغم من وجود دراسة أخرى حديثة تبحث مجموعات التوحد بمناطق ولاية لوس أنجيلوس اكتشفت أن معدلات الاضطراب كانت أعلى لدي أحياء الطبقة العليا، حيث يملك القاطنون بها مستويات أعلى من المعدل الطبيعي من التحصيل التعليمي أو كانت واقعة بالقرب من مراكز علاج التوحد العامة (وكان القرب من الطريق السريع جزءا من تلك المعادلة).

ويفترض أن معدلات الإصابة بمرض التوحد المرتفعة ترجع على الأقل إلى جزء وهو المراقبة الأفضل وهي شيء يميل إلى أن يكون موجودا بالمجتمعات ذات الدخل المنخفض.

سعي العلماء لإيجاد حل:
لا يوجد علاج لمرض التوحد ولايزال الباحثون يفتشون عن سبب الإصابة به، والذي قد يكون مزيجا بين تأثير الجينات وعوامل البيئة، وقد حقق العلماء في السنوات الأخيرة تقدما في التعرف على بعض التغييرات التي يتسم بها مخ المصابين بالتوحد والتي قد تساعد في عملية التشخيص المبكر للمرض.

أهمية التشخيص المبكر للمرض:
يساعد التشخيص المبكر لمرض التوحد في التدخل المبكر أيضا وهذا ما يعتقد العلماء أنه عامل مساعد في تخفيف أعراض المرض أو منع هذا الإضطراب من الحدوث بشكل تام.

وقبل أسبوعين أبلغ فريق من أطباء الأعصاب من جامعة (هارفارد) وجامعة (يوتا) عن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للتعرق على الأولاد والرجال المصابين بالتوحد بدقة تصل إلى 92%.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة نشرت بصحيفة تسمى (المجلة الأمريكية للطب النفسي) أن 20% من الأشقاء النامين بطريقة طبيعية من مرضى التوحد يعانون أيضا من تأخر اللغة ومشكلات في النطق مشابهة، لكنها أقل عن هؤلاء المشهورين  بهذا المرض مما يضيف دليلا آخر أن الجينات تلعب دورا هام به.