أصول كيت ميدلتون تثير خلافا طبقيا داخل بريطانيا
منذ الإعلان عن خطبة الأمير ويليام لكيت ميدلتون، سلطت الأضواء على كلمة واحدة تصف العروس المقبلة أكثر من أي كلمة أخرى. ربما تكون جميلة وتتحلى بلباقة وثرية بصورة مذهلة، ولكن لا تزال ميدلتون «واحدة من العامة».
وينطبق عليها هذا الوصف من الناحية الفنية، فابنة الموظفين السابقين في شركة طيران، التي تبلغ من العمر 28 عاما، ليست من أصل نبيل، ولذا تعتبر من العامة في التقاليد البريطانية ذات الصلة بالفروق بين الطبقات. ولكن الاستخدام الواسع لهذه الكلمة المهجورة، التي تتضمن بالنسبة إلى البعض نوعا من الازدراء، تثير جدلا محتدما في لندن بشأن النسب والمكانة داخل بريطانيا الحديثة.
ولا يصطنع مراقبو الشؤون الملكية ولا وسائل الإعلام البريطانية الكلمات عن النسب المتواضع لـ«كيت العامية»، بل يتحدثون عن ذلك صراحة ومن دون مواربة. وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «من المنجم إلى القصر»، في إشارة إلى جدها الأكبر لأبيها الذي كان يعمل في مناجم فحم. وكتب جيمس ويتاكر، وهو متابع للشؤون الملكية: «لست ضد الطبقة المتوسطة مثل هذه الطبقة، ولكن أتساءل هل لديها الخلفية والتنشئة التي تؤهلها لأن تصبح ملكة في يوم من الأيام؟»، وقد وجدت الـ«غارديان» و«تايمز أوف لندن» و«تلغراف» و«بي بي سي»، بالإضافة إلى منابر إعلامية أخرى، أنه من المناسب وصفها بأنها «واحدة من العامة».
وعلى الرغم من الدقة التي ربما تكون في الوصف، تنتاب آخرون رجفة من مجرد التفكير في أن امرأة شابة لدى عائلتها ثروة أكبر من الكثيرين داخل الطبقة الارستقراطية يتم تعريفها اعتمادا على نسبها داخل بريطانيا خلال القرن الحادي والعشرين. ويقول مراقبون إن ذلك يظهر أنه على الرغم من زيادة عدد العامة فاحشي الثراء، مثل ريتشارد برانسون وجاي كيه رولينغ، لا تزال المكانة داخل هذا المجتمع تقاس على أساس الميلاد والتنشئة.
وقال ريتشارد غودوين، كاتب العمود في «إفينينغ ستاندارد»، الذي كتب مقالا عن هذا الوصف: «تترك هذه الكلمة حزنا في النفس، وكأننا نعود إلى بريطانيا القرن التاسع عشر، وإلى عصر الإذعان للملكية. ولكن إذا نظر معظمنا إلى خلفية كيت، فلن يجدوا شيئا مشتركا معها».
وفي الواقع فإن أصول عائلتها تحلق فوق ميدلتون منذ أن دخلت إلى عالم الألقاب والثروة في بريطانيا. وعلى الرغم من أنها لم تكن فقيرة، حيث قام والدا ميدلتون، اللذان يديران الآن شركة خدمات حفلات ناجحة، بسداد فاتورة قيمتها 32 ألف دولار سنويا لمدرسة داخلية في مارلبورو؛ فإنه يُقال إن كيت العامية ظلت تحلم طويلا بالحذاء الزجاجي. ويقال إن أصدقاء في مارلبورو كان يطلقون عليها «الأميرة المنتظرة».
ولكن بدا أن ميدلتون كانت صاحبة الضحكة الأخيرة في سانت أندروز، وهي الجامعة الموجودة داخل اسكوتلندا التي قابلت فيها ويليام لتتكون بينهما صداقة. وبعد ذلك بدأ الاثنان في التواعد، حسبما يُقال، بعدما ذهل لجمالها عندما كانت ترتدي ثوبا شفافا في عرض أزياء خيري.
ولكن كان عليها أن تنتظر ثمانية أعوام قبل أن يقوم أميرها أخيرا بإثارة القضية، بقرار صعب عام 2007 عندما انفصلا. ويقول البعض إن ميدلتون سئمت انتظار أميرها، ويقول آخرون إن خلفيتها ربما ساهمت في عدم التزامه في البداية. ويقول كثيرون داخل لندن إنه من خلال قبول عامية كأم محتملة لوريث العرش البريطاني، فإن الملكية تقترب أكثر إلى رعاياها. ويمكن أن يعيد صعود ميدلتون بعضا من العلاقة بين القصر والمواطنين، وهي العلاقة التي كانت فاترة قبل أن تزداد سوءا عقب موت ديانا، أميرة ويلز. ولكن يشير البعض إلى أن العائلة الملكية يجب أن لا تخرج عن إطارها، وفي تعليق على خطاب إلى المحرر يصف زواج ويليام وكيت بـ«تمرين دارويني على تجديد حوض جيني»، أشار براين فينر، وهو كاتب عمود لـ«إندبندنت»، إلى أن زوجته تعتقد أنه كان يجب إجبار ويليام على الارتباط بـ«أميرة إسبانية سمينة»، أو «أخرى لديها حول خفيف من هولندا».
ومع ذلك فإن شجرة عائلة ميدلتون تطرح مشكلة عملية أمام الملكة إليزابيث الثانية، وقبل الزواج المقرر في فصل الخريف، يجب على الملكة أن تحدد اللقب الذي ستطلقه على ميدلتون، ويقال إن الأمير ويليام يريد «الأميرة كاثرين».
ولكن يشير محافظون إلى أنه داخل بريطانيا فإن الأميرات يولدن، ولا يسجلن في الأوراق. وعلى سبيل المثال كانت ديانا معروفة خلال زواجها من الأمير تشارلز، ليس بلقب «الأميرة ديانا»، ولكن بـ«صاحبة السمو الملكي أميرة ويلز». وربما من المتوقع أن تأخذ ميدلتون اسم زوجها، وأن تُعرف رسميا بـ«الأميرة ويلز» على غرار العامة الآخرين الذين تزوجوا أفرادا أقل داخل العائلة الملكية البريطانية.
ويقول كريستوفر ويلسون، وهو مؤرخ ملكي مقيم في لندن: «لا يمكن وصفها بالأميرة كاثرين لأنها ليست أميرة من جانبها. وربما توصف هكذا في العناوين الرئيسية، ولكنها لن تكون كذلك في الواقع». وقد كان هناك الكثير من الكلام عن أن ديانا ليست لديها مؤهلات ملكية، على الرغم من أنه كانت ابنة إيرل، وتنتمي إلى واحدة من أرفع العائلات داخل بريطانيا. وفي ذلك الوقت، استخدم وصف «واحدة من العامة» في الإشارة إلى ديانا، لأنها لم تكن من سلالة ملك داخل أوروبا. ولكن داخل الدوائر البريطانية الراقية، لم يكن يعتقد الكثيرون أنها من العامة.
وليس هذا هو الحال مع ميدلتون، وهناك شائعة بأنه عندما دخلت غرفة، همس بعض أصدقاء الأمير ويليام: «دعها تفتح الباب بنفسها»، في إشارة إلى عمل أمها السابق كمضيفة طائرات. ولكن هذا الرفض من جانب الطبقة الراقية للعامة يصدم الكثيرين هنا. ويتذكر زوي ويليامز، كاتب العمود البارز لـ«غارديان»، رحلة أخيرا، عندما اتخذ صحافيون موقفا عدوانيا ضد صحافية من الطبقة الراقية كانت ترتدي خاتما خاصا بالعائلة: «قال واحد منا: (لا أعرف أحدا يرتدي خاتما عليه توقيع)، ولكنها نظرت إلى الخلف وقالت بجدية: (لا أعرف شخصا لا يقوم بذلك)». وفيما يتعلق بأصول ميدلتون، يقول ويليامز: «ما الذي يحققونه هنا من خلال استخدام هذه المصطلحات؟ أنا ضد تركهم من دون عتاب.. ما أفضله في أميركا هو أنه عندما يكون الناس مغرورين، يكون الأمر مرتبطا نوعا ما بالمال. ولكن هنا لا يزال الأمر مرتبطا بالنسب».