كاترينا كيف أشهر نجمات بوليوود تجهل اللغة الهندية
منذ سنوات، عندما قدمت إلى الهند، لم تكن كاترينا كيف تعرف كلمة واحدة في اللغة الهندية وتميز حديثها بلكنة بريطانية قوية، لكنها اليوم تحولت إلى واحدة من أكثر نجمات بوليوود شعبية. واليوم، مع رصيدها المكون من 15 فيلما، أصبحت صناعة الأفلام الهندية التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار جنيه سنويا تحت أقدامها.
جاءت كاترينا إلى الهند في سن الـ19 ولم تكن لديها أدنى معرفة باللغة الهندية ولا الرقص - وهما شرطان أساسيان لدخول عالم السينما الهندية. ورغم عدم معرفتها بأفلام بوليوود، فإن بشرتها الفاتحة وملامحها الكلاسيكية وقوامها الممشوق ساعدتها على تحقيق نجاح فوري داخل الهند، رغم ما تعرضت له من سخرية في البداية بسبب عدم إجادتها الهندية.
وكان من شأن وجهها الملائكي وعينيها البراقتين وابتسامتها الساحرة أن تجعلها واحدة من أفضل نجمات بوليوود. إلا أن تاريخ بوليوود يشهد على حقيقة أن هذه المدينة تتطلب مزيجا من الجمال والموهبة كي يصل الفنان فيها إلى القمة. وعبر عملها الدؤوب، نجحت كاترينا في إثبات نفسها.
ولدت كاترينا، 26 عاما، في هونغ كونغ لأب كشميري هندي، محمد كيف، وأم إنجليزية، سوزان توركوت، وكلاهما يحمل الجنسية البريطانية. وقد انفصل والداها عندما كانت في سن صغيرة للغاية. ولدى كاترينا سبعة إخوة. وقد نشأت في هاواي، ثم انتقلت إلى إنجلترا، موطن والدتها.
وكاترينا خريجة جامعة هارفارد وتعمل محامية، وترتبط حاليا بمنظمات خيرية في الهند.
وخلال مقابلة إعلامية أجريت معها، قالت كاترينا إنها تفتقد والدها كثيرا، والذي ينتمي إلى عائلة كشميرية ثرية ويكن احتراما كبيرا لوالدتها التي نجحت بمفردها في تربية أشقاء كاترينا وهم ست بنات وصبي واحد. وكشفت كاترينا أن الانفصال الذي تم بين والديها وقع بناء على رغبة متبادلة، وبالتالي لم يخلف أي مشاعر مريرة لدى الطرفين.
قد تكون كاترينا مشهورة وناجحة، لكن تبقى في جوهرها - مثل أي فتاة أخرى - بحاجة لأب يرعاها. وعن ذلك، قالت: «اعتدت رؤية أصدقاء يتمتعون بآباء رائعين بدوا أشبه بدعامات قوية تقوم عليها أسرهم. وكنت أتمنى بداخلي لو أن لي مثل ذلك. لكن بدلا من الشكوى، ينبغي أن أشعر بالامتنان تجاه جميع الأشياء التي أحظى بها».
وتحدثت كاترينا عن أسرتها قائلة: «انفصل والداي عندما كنت صغيرة للغاية. وتولت والدتي تنشئتي أنا وأشقائي وقامت بعمل رائع في ذلك. وقد عملت على أن تبث فينا الاعتقاد والإلهام بضرورة أن يجد كل منا مكانا له في هذا العالم.
وأخبرتنا أن علينا أن نعيش أحلامنا ونجد السبيل لأن نحيا حياتنا بحرية وخلقت منا شخصيات قوية، ولم تكن من نوعية الأمهات اللاتي يقلن لنا إن علينا دخول الجامعة والحصول على درجة علمية والعمل كأطباء أو محامين. في الواقع لقد وجدت هي نفسها ذاتها في أمور غير تقليدية على الإطلاق».
من يصدق أن كاترينا قوبلت بالرفض داخل وكالات عارضات الأزياء في لندن لأنها غير نحيفة بما يكفي. وقد دخلت كاترينا مجال العمل كعارضة أزياء بالصدفة عندما كانت في الـ14 من عمرها في هاواي، عندما تلقت عرضا بالمشاركة في حملة دعائية لأحد محال المجوهرات.
بعد ذلك، استمرت في العمل بهذا المجال داخل لندن بعد توقيعها عقدا مع وكالة «موديلز وان» وشاركت في حملات دعائية لدور أزياء مثل «لا سينزا» و«أركاديوس»، بل وشاركت في أسبوع لندن للموضة.
وكان عملها بمجال الموضة في لندن السبيل الذي اكتشفها من خلاله كايزاد غوستاد، المنتج المقيم بلندن، والذي عرض عليها القيام بدور في فيلم «بوم» (2003). وبمجرد وصولها الهند، انهالت عليها عروض العمل كعارضة، خاصة لما يتمتع به وجهها من براءة ولنحافة جسدها ومظهرها الفتان.
ومع ذلك، انتاب المنتجون في بادئ الأمر بعض التردد إزاء الاستعانة بها لجهلها باللغة الهندية.
وعلى مدار ثلاث سنوات بعد «بوم»، ظلت الأفلام التي تشارك فيها كاترينا تخرج من دون صوتها لعجزها عن الحديث بالهندية، وهي لغة غريبة عليها نظرا لنشأتها البريطانية.
رغم القصور اللغوية التي عانت منها، تلقت كاترينا الكثير من العروض من بوليوود، ويعتقد الكثيرون أن الدعم القوي - وربما التوصيات أيضا - التي تلقتها من قبل صديقها السابق سلمان خان، أحد كبار نجوم بوليوود، جعلها تتغلب على سنواتها الأولى الصعبة في بوليوود.
الملاحظ أن انتقالها إلى ثقافة ودولة مختلفة لم يشكل صدمة ثقافية كبيرة لها، حيث أكدت أنه بغض النظر عن البلاد التي قدمت منها، تبقى داخل كل منا حاجة لأن يحظى بالحب والاحترام والاهتمام.
وعلى خلاف الحال مع ممثلين أجانب آخرين، لم تجد كاترينا صعوبة في الحصول على فيزا لدخول الهند، ولا في إطالة أمد الفيزا. وقد نجحت كاترينا في بناء دائرة دعم لها داخل صناعة السينما.
وبغض النظر عن تكهنات الصحف بخصوص من دعوها بـ«الأجنبية»، تمكنت كاترينا من إثبات مقدرتها مع كل فيلم جديد لها. ومن المنتظر أن تبدو في دور جريء وجديد تماما في فيلمها الجديد المرتقب «تيز مار خان».
وما تزال هناك أسباب أخرى تدعو كاترينا للسعادة، حيث حازت خلال استطلاع للرأي أجرته عبر شبكة الإنترنت مجلة بريطانية تعنى بالرجال على لقب «أكثر نساء العالم جاذبية». بجانب ذلك، شاركت كاترينا في بعض أكثر أفلام بوليوود التي حققت نجاحا.
والملاحظ أن هذه الممثلة ذات الوجه الملائكي لم تهزم نجمات بوليوود فحسب أمثال كارينا كابور وديبيكا بادوكون وبيباشا باسو، وإنما كذلك أجمل جميلات هوليوود مثل أنجلينا جولي وسكارليت جوهانسن، ومطربات مثل ريهانا ومادونا والعديد من الفاتنات الأخريات بمختلف أرجاء العالم ممن شملهم استطلاع الرأي.
والآن، أصبحت كاترينا، التي مثلت أول أفلامها في بوليوود وهي لم تزل في الـ16، واحدة من أشهر نجمات الهند. ويجري حاليا الاحتفاء بها على مستوى العالم. مثلا، أعلنت شركة «ماتيل» المصنعة لألعاب الأطفال، أن الدمية التالية التي ستطرحها في الأسواق ضمن فئة «بوليوود باربي» ستكون على شكل كاترينا.
ربما تكون كاترينا واحدة من أكثر النجمات التي تطاردها عروض الإعلانات التجارية، لكن من الواضح أن هناك عددا من العلامات التجارية المفضلة لديها وقد تطوعت لأن تكون «وجه» هذه العلامات التجارية.
وعن ذلك، قالت كاترينا: «إنها بضعة منتجات تجارية اعتدت استخدامها وليس هناك أحد من المشاهير يدعمها علانية. لم أجد غضاضة في إخبار هذه الشركات أنني متحمسة للعمل كسفيرة لها لأنني أعشق منتجاتها واستخدمها أيضا».
وأكدت كاترينا أيضا أنها لا تشارك في الدعاية لمنتج لا تؤمن بجودته. وقالت: «إذا كنت سأدعم منتجا ما، لذا تراودني الرغبة في استخدامه قبل أن أطلب من العالم أن يفعل ذلك. إنني لست من نوعية الناس الذين يدعمون منتجا لمجرد المال فحسب».
ولعلمها أن حشودا من الجماهير ستلتف حولها إذا ما خرجت إلى الشوارع في الهند، تستمتع كاترينا بجهل الجماهير النسبي بها في بريطانيا، حيث يمكنها التنزه في فينشلي هاي ستريت من دون التعرض لمضايقات خلال زياراتها المتكررة، والسرية، للمنزل الذي قضت به طفولتها.
ونقلت «تايمز أونلاين» عنها قولها: «طفولتي في لندن وحياتي المهنية مختلفتان تماما. ولا أحب أن يربط الناس بينهما. إن المعلومات القليلة المتناثرة هنا وهناك على شبكة الإنترنت حول جذوري في لندن هي كل ما سمحت بالإفصاح عنه».
ومنذ طفولتها، كان فيلم «كازابلانكا» والأعمال الشهيرة لتشارلتون هيستون والأعمال الكلاسيكية لـ«مترو غولدن ماير» الأعمال المفضلة لديها.
ورغم التحديات اللغوية التي تواجهها، تتعمد كاترينا الظهور بمظهر قوي، معلنة أن نجوما آخرين في بوليوود، أمثال سريديفي، لم يكونوا على معرفة بالهندية، ورغم ذلك تلقوا عروضا للمشاركة بأفلام من منتجين في بوليوود، وهو ما ينطبق عليها.
وأشارت إلى أنها تلقت دروسا في الهندية والرقص كي تتواءم مع ثقافة بوليوود. وتحب دوما عرض صورة لها أثناء تعلمها رقصة «كاثاك»، عندما اعتادت الرقص لمدة 7 ساعات يوميا من دون توقف.
ورغم أن كاترينا ليست من الشخصيات التي يمكن بث الخوف فيها بسهولة، فإنها اعترفت بأنها عاطفية للغاية وحساسة ويساورها قلق حيال خصوصيتها، بجانب كونها شديدة الرومانسية، وتحب ارتداء ملابس فضفاضة غير كاشفة عن جسمها عندما تكون بالمنزل وتكره مساحيق التجميل. واعترفت أنها كانت تشعر بالوحدة في البداية، لكنها الآن تنعم بكثير من الأصدقاء تتنزه معهم.
وقد جعلت كاترينا من مومباي مقرا لها، ولم تأبه بالغناء والرقص في الشارع مما جعلها واحدة من ألمع نجمات بوليوود وأعلاهن أجرا.