ليدي جاجا .. ملكة تتربع على عرش البوب بالإثارة الماجنة

ملكة اليوتيوب وتجاوزت أوباما في موقع فيس بوك
ملكة اليوتيوب وتجاوزت أوباما في موقع فيس بوك

أربع سنوات هو كل العمر الفني للمغنية الأمريكية ليدي جاجا، لكنها كانت كافية لكي تتبوأ عرش موسيقى البوب العالمية، على رغم اعتمادها على الرقص العاري، والأفكار المبتذلة، فاسمها يعني الإثارة مهما كانت وسائلها، وهي لا تجد طريقاً للفت الأنظار إلا سلكته، ويبدو أنها نجحت في أن تخلق في أعدائها الفضول لمتابعتها، وإلا فكيف حصلت على لقب "ملكة اليو تيوب"، لأنها أول مغنية تتم مشاهدة كليباتها أكثر من مليار مرة، وتتصدر تلك القائمة أغنيتاها؛ "بوكر فيس"Poker Face، و"باد رومانس Bad Romanc"!


ليس هذا فقط.. لقد حدد رواد الفيس بوك يوم 29 يناير/كانون الثاني من كل عام ليكون "يوم ليدي جاجا القومي" كما أطلقوا عليه، قبل أن تسجل رقما قياسيا جديدا هذا الأسبوع؛ إذ تم تصنيفها بأنها الشخصية الوحيدة التي جمعت في صفحتها على الفيس بوك 10 ملايين معجب، متخطية بذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تحمل صفحته على الموقع 9 ملايين و6 آلاف معجب فقط، بحسب التصنيف.

وهذا هو الإنجاز الثاني لليدي جاجا في هذا الأسبوع، أما الإنجاز الثالث فهو أنها استطاعت التفوق على الكثير من نجوم ونجمات هوليوود والعالم، باحتلالها المركز الرابع ضمن قائمة تضم 100 شخصية للأكثر نفوذا، التي تصدرها مجلة "فوربس Forbes" سنويا.

كما حصلت على لقب "امرأة العام" من قناة mtv في العام الماضي، بل واقتحمت قائمة أكثر عشر سيدات تأثيرا في العالم.. إلا أن كل ذلك لا يمنع من القول إنها "راقصة عري"!

شهوة الشهرة
شهوة الشهرة لم تمنع ليدي جاجا من أن تفرض نفسها على الساحة الغنائية كمغنية جيدة استحقت الترشيح لأوسكار أفضل مغنية راقصة؛ إذ بدأت جاجا الغناء في بعض النوادي الصغيرة في نيويورك، لكن جاءت بدايتها الحقيقية في عام 2006 بكتابة الأغاني لمطربين مشهورين مثل بريتني سبيرز، والنجم العالمي أيكون الذي أعجب بصوتها كثيرا فشارك معها في أولى أغنياتها "جاست دانس Just Dance"، التي رشحت عنها لأوسكار كأفضل أغنية راقصة لعام 2008.

فقرر أن يساعدها على الانطلاق، وحضر معها ألبومها الأول "ذا فام The Fame‏"، وتكفل بإنتاجه حيث احتل المراتب الأولى في أمريكا في فئة الأغاني الإلكترونية بأغنيتي "Just Dance" و"بوكر فيس Poker Face".

ولاحقا حققت ليدي جاجا نجاحاً كبيرا بألبومها الثاني "ذا فام مونيستر Monster The Fame‏"، وكانت أغنية "باد رومانس Bad Romance" الأكثر نجاحاً في الألبوم، وحققت له الشهرة، بالإضافة إلى أغنية شاركتها فيها المطربة العالمية "بيونسيه" وهي "تليفون Telephone".

نشيد الجيل
في ألبومها الثالث "اليخاندرو"، راهنت جاجا على أن يكون نشيد الجيل -على حد تعبيرها- فحاولت تقمص روح مادونا طمعاً في الحصول على لقب "مادونا الجديدة" أو"سفيرة المراهقات"، لذا ظهر بوضوح تقليدها لحركات وأزياء نجمة البوب في الكليب الأخير لها، الذي يحمل نفس عنوان الألبوم، لتؤكد فكرة أنها امتداد لمادونا، الأمر الذي تلهث وراءه أغلب نجمات البوب، إلا أن عرض الكليب أثار غضب مادونا لتقليدها بعض أغنياتها مثل "لايك أيه براير" و"فوج".

وفي الوقت نفسه، حاولت جاجا أن ترسم لنفسها خطا مختلفا عن باقي النجوم على الساحة الغنائية إلا أنها لم تبتعد كثيرا عن مسار المغنية كريستينا إيجيليرا التي حققت نجاحاً كبيرا منذ انطلاقها بتلك الطرق المنبوذة؛ إذ اعتبر البعض أنها مجرد نسخة مكررة من إيجيليرا ستنتهي بالفشل، بمبدأ "الشهب تخترق السماء ثم تحترق".

فانتازيا الاشمئزاز
وجدت جاجا ذاتها في أفكارها الغريبة غير المقبولة، والفانتازيا غير المفهومة التي تسيطر على أزيائها ومظهرها، وهو ما صنع منها نجمة، ويظهر ذلك بوضوح في كليباتها وحفلاتها؛ إذ تحدث حالة من الفوضى بمجرد ظهورها على الشاشة خالية من أدنى درجات الرقي، لكن ممزوجة بالإبهار والاشمئزاز.

وهكذا سمحت لنفسها بأن تحيي إحدى حفلاتها بالرقص على الجثث المحنطة كديكور، وظهرت على المسرح بملابسها الداخلية الملطخة بالدماء، بأقل ما يمكن وصفه بأنها شطحات غير أخلاقية، باختراق المحرمات، ويكمن تبريرها بهوس الشهرة.

ومن ثم أصبحت لليدي جاجا -24 عاما- حواديت خصبة عن الفضائح بسبب حفلاتها الماجنة، وأدائها المقزز كما يصفه جمهورها، وظهورها العاري حتى في المناسبات العامة، حتى هاجمها جمهورها في الأسبوع الماضي بسبب حضورها مباراة للبيسبول بالملابس الداخلية، فضلا عن الحركات المشينة التي فعلتها بأصابعها أثناء مشاهدتها للمباراة، بالإضافة إلى شربها للخمر في أثنائها، فوصفها جمهورها بأنها مثيرة للاشمئزاز واتهمها بالجنون، وبعدها انطلقت العديد من الجروبات على موقع "الفيس بوك" تدعو لمقاطعة أعمالها.

انفعال وصخب
ستيفاني جوان أنجلينا جيرمانوتا هو اسمها الحقيقي؛ إذ ولدت في 28 مارس 1986 بمدينة يونكيرس بنيويورك في الولايات المتحدة، لوالدين أمريكيين من أصل إيطالي، ويمكن من رؤيتها على الشاشة معرفة بعض الأمور عن شخصيتها، مثل عشقها للثورة وللصخب والاختلاف، فضلا عن أنها مختلفة المزاج، وشديدة الانفعال مع من يعملون معها، ودائمة العصبية، الأمر الذي يتقبله صديقها مات ويليامز بصدر رحب، وهو الوحيد الذي تسمح له جاجا باقتحام انفعالها وثورتها.

أخيرا: لم تخفِ جاجا أن المخدرات كانت جزءا مهما في فكرتها لتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة مشهورة، كما ترى في نفسها أنها متزنة، وعلى قدر كبير من التربية، وأن مواقفها تتناسب مع أفكارها؛ حيث لا تشعر بأي تناقض!