العادة السرية والجنس العنيف .. أسباب رئيسية لأضطرابات النوم الجنسية
الباراسومنيا (Parasomnia)، أحد تصنيفات اضطرابات النوم المعروفة بوصفها اضطرابات سلوكية حركية لا إرادية تحدث خلال النوم، وتتضمن أنواعا عدة: كالمشي والكلام والأكل أثناء النوم وتمثيل الأحلام، وحديثا اضطرابات النوم الجنسية.
ما هي الاضطرابات الجنسية التي تحدث خلال النوم، عن ماهيتها، وأسبابها، ومعدل حدوثها بين الرجال والنساء، وفي أي مرحلة من مراحل النوم يمكن أن يتعرض لها النائم.
اضطرابات النوم الجنسية (Sexsomnia) لم تظهر على الساحة الطبية إلا منذ سنوات قليلة، وهي أحد اضطرابات النوم غريبة الأطوار التي ما زالت تثير الجدل والنقاش اللذين قد ينتهيان بانضمامهما رسميا إلى مجموعة «الباراسومنيا».
وهذا النوع من اضطرابات النوم سبق أن تم وصفه من قبل الدكتور «كولن شابيرو» أحد الاختصاصيين العالميين في اضطرابات النوم في تورونتو، كندا، فذكر مجموعة من اضطرابات سلوكية تعرض لها أشخاص أثناء نومهم تضمنت ممارستهم العادة السرية أو الملاطفة، أو محاولة الانخراط في عملية جنسية مع شريك حياتهم بطريقة غير معتادة، في غياب وعيهم التام أو تذكرهم القيام بمثل تلك الممارسات.
وقد تزايد الاهتمام العلمي والاجتماعي بالاضطرابات الجنسية المصاحبة للنوم بعد تقرير «د. شابيرو»، ففي عام 2005 برأت محكمة كندية رجلا من تهمة الاعتداء الجنسي بعد ثبوت تشخيصه بهذا النوع من اضطرابات النوم، وعلى الرغم من استئناف الحكم، فإن جلسة الاستماع أيدت حكم البراءة عام 2008.
اضطرابات النوم الجنسية
أما عن علاقة اضطراب النوم الجنسي بجنس الشخص، فأن الرجال يتعرضون بنسبة أكبر من النساء لاضطراب النوم الجنسي، الذي يوصف أحيانا بالعنيف أو غير الطبيعي وحتى العدواني، وقد يتذكر بعض الرجال المصابين به أحلاما تحوي ملاطفة أو إثارة جنسية أو ممارسات جامحة.
وهذه السلوكيات تحدث خلال مرحلة النوم العميق (غير الحالم) بصورة حصرية، ويمكن أن تستمر لمدة 30 دقيقة.
وتساعد بعض العوامل الأخرى كانقطاع التنفس أثناء النوم، وتناول الكحول والحرمان من النوم، على ظهورها وزيادة حدتها.
وعموما يمكن أن تظهر هذه الاضطرابات السلوكية الجنسية نتيجة أي اضطراب يسبب كثرة التململ والاستيقاظ أثناء النوم.
دراسة حديثة
وتأكيدا لما ذُكر، فأن نتائج دراسة حديثة تم تقديمها خلال فعاليات اللقاء السنوي الرابع والعشرين لاتحاد منظمات النوم العالمية في يونيو (حزيران) 2010، تبين منها أن 8% (67 شخصا من أصل 832 من أفراد العينة تحت الدراسة) يقومون بنشاطات جنسية أثناء النوم، في دليل واضح على أن اضطرابات النوم الجنسية أكثر انتشارا من المتوقع سابقا، خاصة لدى الرجال (3 أضعاف مقارنة بالنساء).
كما اشتكى بعض هؤلاء المرضى من الأرق واضطراب المزاج، وفرط الإعياء والنعاس أثناء النوم، لكن تكرار هذه الأعراض إضافة إلى تناولهم الكافيين أو تعرضهم للتدخين، لم يختلف كثيرا عن غيرهم من غير المصابين باضطرابات النوم الجنسية، بيد أن 16% منهم (مقارنة بـ7% من غيرهم) اعترفوا بتناولهم بعض المواد المحظورة المخدرة.
وعلى الرغم من هذه النسبة الكبيرة (8%)، فإن 4 أشخاص فقط من مجموع العينة تحت الدراسة اشتكوا من إصابتهم بهذا النوع من الاضطراب، في إشارة إلى ضرورة إضافة هذه الأعراض في استبانة اضطرابات النوم، وسؤال مرضى مشكلات النوم عنها بصورة واضحة.
واضطرابات النوم الجنسية تستحق مزيدا من الدراسات العلمية، للوقوف على مدى انتشارها، وأسبابها، وطبيعتها، إضافة إلى أساليب علاجها، ومعرفة مضاعفاتها السلوكية والاجتماعية، وخاصة على التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين، فكثير من المصابين بهذا الاضطراب، يتجنبون الحديث عنه أو الشكوى منه، منعا للإحراج وتجنبا للتفسيرات المضطربة من أصدقائهم أو أقربائهم.