اضطرابات الغدة الدرقية .. شهور وسنوات قد تمضي قبل اكتشافها
وظائف الغدة الدرقية
الغدة الدرقية من أهم الغدد الموجودة في الجسم، ويمكن تشبيهها بمحطة لتوليد الطاقة في الجسم البشري.
وتقع الغدة الدرقية في المنطقة الأمامية من الرقبة، أمام القصبة الهوائية، وهي تشبه في شكلها الفراشة التي تفرد جناحيها، ويميل لونها إلى البني المحمر.
تتكون الغدة الدرقية من فصين، وتحتوي على خلايا خاصة تقع في بطانتها تدعى الخلايا الكيسية، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن إفراز هرمون الثيرويد أو الثيروكسين (Thyroxine).
وتعتبر هذه الغدة من الغدد الصماء التي تدخل إفرازاتها مباشرة إلى الدم من دون الحاجة إلى قنوات خاصة لنقلها.
وعن وظائف الغدة الدرقية، أوضح د.باوهاب أن وظيفة الغدة الدرقية هي إفراز هرمون الثيرويد (الثيروكسين)، وهو على نوعين:
- هرمون الثيروكسين، ويعتبر الهرمون الرئيسي.
- هرمون آخر، يسمى ثالث يود الثيرونين، الذي يتحول إلى ثايروكسين عند النسيج المطلوب.
ويتسبب قصور وظائف الغدة الدرقية عند الوليد في نشوء طفل قزم متخلف عقليا وجسميا وجنسيا ولا يمكن علاجه في المستقبل، ويتسبب عند الكبار في الخمول والضعف وزيادة الوزن وضعف كل وظائف الجسم. أما إفراط إفرازها فيؤدي إلى سرعة دقات القلب والتهيج العصبي والارتعاش ونقصان الوزن.
تأثيرات هرمونات الدرقية
تمتلك الهرمونات الدرقية تأثيرين فسيولوجيين رئيسيين، هما:
- زيادة تركيب البروتين في جميع أنسجة الجسم تقريبا.
- زيادة استهلاك الأكسجين بشكل رئيسي في الأنسجة المسؤولة عن الاستهلاك الأساسي للأكسجين مثل الكبد، الكلى، القلب، والعضلات الهيكلية.
وتطلق الغدة الدرقية هرموناتها في مجرى الدم استجابة لهرمون منظم تطلقه الغدة النخامية يسمى الهرمون المنبه أو المحفز للدرقية «TSH».
تشخيص أمراض الغدة الدرقية
إن اضطرابات الغدة الدرقية شائعة، وهي غالبا ما تتطور بالتدريج، وقد تمضي عدة شهور وحتى سنوات قبل اكتشاف الحالة.
ويتم التشخيص عن طريق أربعة أنواع من الاختبارات، هي:
أولا - اختبارات الدم:
- هرمون الثيروكسين «T4» ويعتبر الهرمون الرئيسي أو «Free T4».
- هرمون يسمى ثالث يود الثيرونين «T3» أو «Free T3»، يتحول إلى ثايروكسين عند النسيج المطلوب.
- الهرمون المحفز للغدة الدرقية «TSH».
ثانيا - الفحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية:
إذا كانت الغدة غير طبيعية في حجمها أو شكلها، فإن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تعطي صورة للعقيدات الدرقية، ويمكنها أيضا أن تحدد ما إذا كانت إحدى العقيدات الدرقية صلبة أو ممتلئة جزئيا بسائل (أي متكيسة)، كما يمكن أن تساعد الموجات فوق الصوتية في توجيه الإبرة المستخدمة في الحصول على عينة من نسيج الغدة الدرقية.
ثالثا - أخذ عينة درقية بالشفط بإبرة دقيقة:
هي عملية تجرى بأخذ عينة نسيجية من الغدة الدرقية عن طريق الشفط (أي السحب) بإبرة دقيقة للحصول على خلايا درقية من إحدى العقيدات الدرقية، ويتم فحص الخلايا في المعمل (عادة بغرض الكشف عن وجود السرطان).
تبدأ هذه العملية بإدخال إبرة دقيقة جدا داخل عقيدة درقية، ويتم سحب الخلايا لتحليلها معمليا، وهذا الإجراء سريع وغير مؤلم تقريبا (وهو يشبه أخذ عينة من الدم) لكنه يمكن أن يسبب بعض الزرقة في الجلد أو الألم الطفيف عند موضع أخذ العينة.
رابعا - معدل امتصاص اليود المشع:
تقوم الغدة الدرقية بامتصاص اليود، الذي يستخدم في صنع الهرمون الدرقي، ويتم امتصاص جزيء اليود المشع بالكيفية نفسها، وفي غضون 24 ساعة من تناول اليود المشع على شكل أقراص أو شراب يتم امتصاص كمية ضئيلة جدا منه، ويمكن بذلك قياس درجة معدل امتصاص اليود المشع الذي يمثل كمية اليود التي يتم قياسها في الغدة الدرقية.
فإذا كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط بسبب مرض جريفز، فسوف يزداد امتصاص اليود المشع، أما إذا كان فرط نشاطها راجعا إلى الالتهاب الدرقي فإن امتصاص اليود المشع حينئذ يكون شديد الانخفاض.
إن نوع اليود المشع الذي نتناوله في هذا الاختبار التشخيصي ليس مدمرا للغدة الدرقية، وهذا بعكس النوع المستخدم في علاج غدة درقية مفرطة النشاط.
وبعد ذلك يتم عمل تصوير أو مسح الغدة الدرقية، أي التقاط صورة مسحية للغدة بعد الحقن الوريدي لليود المشع أو لمادة مشعة أخرى تسمى التكنيشيوم.
ويمكن بهذه الصورة أو هذا التصوير المسحي تحديد أي المناطق في الغدة الدرقية تنتج الهرمون الدرقي الزائد (غالبا ما تكون العقيدات الدرقية).
قصور الغدة الدرقية
يقلل قصور الغدة الدرقية «Hypothyroidism» من نشاط الغدة أي من مستويات «T3» و«T4»، في حين تظل مستويات الهرمون المنبه أو المحفز للدرقية عالية.
وهذا يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض في الجسم، وقد يجعل المريض يشعر بالإعياء والتبلد الذهني.
قصور النشاط الدرقي هو أكثر أنواع الاضطراب الدرقي شيوعا وهو يصيب النساء أكثر من الرجال بخمس إلى عشر مرات، ويزيد معدل حدوثه مع تقدم العمر.
وهناك أسباب كثيرة لتدني نشاط الغدة الدرقية:
قصور الدرقية الضموري.
مرض الالتهاب الدرقي لهاشيموتو أو الالتهاب الدرقي المناعي الذاتي، وهو من اضطرابات المناعة الذاتية، ويعتبر السبب الأكثر شيوعا، وفيه يهاجم جهاز مناعة الجسم الغدة الدرقية ويدمرها، والنساء أكثر عرضة من الرجال، وهو مرض مناعي تهاجم فيه الأجسام المضادة خلايا الغدة الدرقية مما يؤدي إلى التهابها وتضخمها وتدميرها.
ويحدث مرض هاشيموتو غالبا بعد ولادة الأم لطفلها أو بعد العلاج بعقاقير قوية منشطة لجهاز المناعة مثل إنترفيرون ألفا أو عقاقير إنترلوكين.
ويعتبر أيضا الأكثر شيوعا في المصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل النوع الأول لمرض السكري والأنيميا الخبيثة ومرض أديسون.
علاج قصور الغدة الدرقية
- في حالة قصور النشاط الدرقي، يعطى المريض دواء تعويضا هرمونيا درقيا، وهو عبارة عن نسخة صناعية من الهرمونات الدرقية الطبيعية وهي أقراص الثيروكسين.
- المرضى المسنون أو الذين يعانون من مرض في القلب، عليهم أن يتناولوا جرعة ابتدائية منخفضة جدا، إذ إن المستويات الأعلى يمكن أن تشكل عبئا على القلب.
- سوف تتم مراقبة مستويات الهرمونات الدرقية لدى المريض لتحديد الجرعة المثالية عن طريق قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية في الدم خلال نحو 6 أسابيع، وبمجرد التوصل إلى الجرعة المناسبة فيُكتفى بقياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية بمعدل أقل.
وقد تحتاج بعض الحالات إلى تعديل جرعة الثيروكسين، فإذا كانت الجرعة منخفضة جدا، فسوف تكون هناك بعض من أعراض قصور النشاط الدرقي التي تلاحظ في بادئ الأمر.
أما الزيادة الكبيرة في الثيروكسين فتؤدي إلى أعراض فرط النشاط الدرقي، وتشمل سرعة دقات القلب والتهيج العصبي والارتعاش ونقصان الوزن رغم الشهية الجيدة.
أعراض قصور الغدة الدرقية
إذا كان لديك قصور طفيف في نشاط الغدة الدرقية، فقد لا تعاني من أي أعراض، وعندما تظهر الأعراض فإنها غالبا ما تكون غير واضحة وتتقدم ببطء وتشمل الأعراض النمطية لهذا القصور ما يلي:
- التعب والشعور بالخمول والإعياء.
- التبلد العقلي.
- عدم تحمل البرد.
- الشعور بالكآبة أو خمول العواطف.
- الإمساك.
- الآلام العضلية.
- جفاف الجلد أو تقشره أو انتفاخه.
- وخز في أصابع اليدين أو القدمين.
- نقص في تحمل المجهود الرياضي.
- آلام في المفاصل.
- بحة الصوت.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة الوزن رغم ضعف الشهية.
- جفاف الشعر وتقصفه.
- نبض ضعيف مع تورم في العنق.
