خريجة سعودية تبتكر تقنية ذكية للتسوق هي الأولى كنظام متكامل عالميا

النظام يجعلك تستغني تماما عن طوابير الانتظار لتدفع حساب مشترياتك، ورئيسة قسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود تقول: التقنية ثورة في عالم التسوق الإلكتروني .. ويجب تطبيقها
النظام يجعلك تستغني تماما عن طوابير الانتظار لتدفع حساب مشترياتك، ورئيسة قسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود تقول: التقنية ثورة في عالم التسوق الإلكتروني .. ويجب تطبيقها

تبدو جمانة فهد المحمود الخريجة السعودية، واثقة من نفسها وهي تجيب عن أسئلة يطرحها الحضور في ندوة أقيمت لها في جامعة زايد بدبي للتعريف باختراع جديد توصلت إليه مع زميلاتها في جامعة الملك سعود، يتمثل في نظام إلكتروني ذكي يسهل عملية التسوق في المجمعات التجارية بشكل كبير ويوفر الوقت والمال ويزيد حجم المبيعات في الوقت نفسه.


بينما اعتبرت رئيسة قسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود والمتخصصة في التجارة الإلكترونية أن هذا الابتكار يمكن أن يكون ثورة في عالم التسوق الإلكتروني ويمكن اعتباره الأول من نوعه في العالم كبرنامج متكامل يسهل عملية التسوق وينشط الأسواق أيضا.

ويتلخص النظام الإلكتروني الجديد «تجربة التسوق» في موقع إلكتروني مرتبط بقاعدة بيانات رئيسية تحتوي على جميع محتويات المراكز التجارية، ومواقع السلع داخلها، ورقم الرفوف التي توجد عليها وأسعارها، بالإضافة إلى العروض المتوافرة، بحيث يدخل المتسوق إلى الموقع الإلكتروني من منزله أو من جهازه الخلوي ويعد قائمة بالسلع التي يود شراءها اليوم، ومن ثم يذهب إلى السوبر ماركت ويقوم باستخدام جهازه الخلوي المدعم بخاصية «آر إف آي دي» وهي تقنية حديثة تشبه نظام الـ«بار كود» لكنها تعمل بإشارات الراديو، ويقوم المتسوق بتمرير الجهاز على السلع أثناء مروره أمامها فيعطيه الجهاز إشارات ونصائح ذكية على أماكن وجودها بالتحديد.

ليس ذلك فحسب فوفقا لجمانة فهد المحمود فإن النظام الجديد سيعطي المتسوق بدائل ذكية واقتصادية في الوقت نفسه «فمثلا إذا كنت قد نظمت قائمة بالسلع التي ستقوم بشرائها وأردت أن توفرها بالتكاليف سيقوم النظام بشكل أوتوماتيكي بإعطائك قائمة بديلة لذات المنتجات من علامات تجارية مختلفة ولكن أقل سعرا» وتتابع المحمود: «النظام سيمكنك أيضا من خلال ارتباطه بقاعدة بيانات المتجر من معرفة ما هي العروض التجارية على المنتجات اليوم، ويدلك على أماكن وجودها بالإضافة إلى التخفيضات التي قد تفوت الكثير من المتسوقين».

الأهم من كل ذلك وفقا للمحمود أن هذا النظام سيجعلك تستغني تماما عن طوابير الانتظار لتدفع حساب مشترياتك «فبارتباطه مع بيانات المتجر، وعلى اعتبار أن الزبون يمتلك رقما مسجلا في هذا المتجر، يمكنه من أن يدفع بنكيا عبر الإنترنت وكل ذلك يختصر مدة التسوق إلى النصف أو أكثر».

وتشير المحمود إلى أن عملية تطبيق هذا النظام الذكي للتسوق، تتمثل في عملية ربط قاعدة بيانات المتجر مع هذا النظام، الذي يمكن الدخول إليه من قبل الزبائن بالإضافة إلى تزويد كل منتج بلاصقة «آر إف آي دي» التي تكلف الواحدة منها ربع هللة، وبالتالي تصبح عملية التسوق سهلة جدا كما يمكن تطويرها في المستقبل بأن يتم الذهاب إلى المتجر افتراضيا عبر الإنترنت وشراء السلع المطلوبة، وإيصالها إليك في منزلك كما تريدها وبالسعر الذي تقدره بنفسك لأن النظام أيضا يعطيك ملاحظة في حال أنك تجاوزت الميزانية التي رصدتها للتسوق اليوم، أو إذا كنت على وشك إنهاء العملية ونسيت شراء شيء ما فهو يذكرك بذلك على اعتبار أنه نظام ذكي جدا يتعرف على مستخدمه.

وتقول ليلك الصفدي رئيسة قسم تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود والمشرفة على هذا المشروع: «هذا النظام الذكي سيكون في حال تطبيقه، وأنا متفائلة بذلك، سيكون ثورة في عالم التسوق لأنه سيقلل التكاليف الكلية ويزيد من المبيعات بسبب السهولة في الوصول إلى المنتج ويقلل التكاليف على المستهلك الذي لن يضطر إلى دفع أي تكاليف إضافية».

وتتابع الصفدي حديثها : «إن هذا النظام الإلكتروني الذكي الذي بذلت الطالبات جهدا جبارا لإنجازه هو الأول من نوعه في العالم كبرنامج متكامل، على الرغم من وجود برامج شبيهة في بعض الجوانب»، وتستطرد: «إما أن ننتظر كعرب أن تصلنا هذه التقنية الإلكترونية من الغرب بعد أن يطبقها لسنوات، وتعرفون كلفة ذلك، أو أن نبدأ نحن بها وبتطبيقها.. لأنها تقنية قادمة لا محال وستصبح واقعا مطبقا قريبا وأنا أثق في ذلك».

وتسعى جمانة فهد المحمود إلى الترويج لما توصلت إليه مع زميلاتها في الجامعة، اللواتي أصرت على ذكرهن جميعا، وهن: ريما الحلوة، ونهى الدخيل، وبشرى الأحمدي، وبشائر الثبيتي، وسارة الغنيم، وأمل العصيمي، ومنيرة النصار.

وتقول إنها أخذت على عاتقها أن تطرح هذه التقنية المبتكرة في مؤتمرات علمية متخصصة بالاختراعات «شعرت بأنه يجب ألا يبقى المشروع على رفوف الجامعة فعادة المشاريع تبقى في الجامعة والدكتورة ليلك نصحتنا أن نخرج بالمشروع إلى أماكن أخرى ومؤتمرات لنروج له وهذا سبب وجودي اليوم في دبي».

بدورها قالت ليلى محمد الدخيل وكيلة عمادة البحث العلمي في جامعة الأميرة نورا: «هذا مشروع قيم بالفعل ويدل على فكر ريادي .. أعجبني حقا وهو طريقة إلكترونية رائدة تسهل عملية التسوق وتضيف إلى التجارة الإلكترونية وبحكم اطلاعي على عدد كبير من الابتكارات أعتقد أنها أجادت اختيار المشروع».

وتعرب جمانة عن ثقة كبيرة في ابتكارها «تجربة التسوق» مشروع تخرجها من الجامعة، وتعتبر أنه «يمكن أن يعود بعوائد كبيرة على أي شركة تتبناه»، مشيرة إلى أنها وزميلاتها تلقين أربعة عروض لتطبيق هذا الابتكار «لدينا أكثر من عرض لتبني المشروع من شركات متخصصة.. نحو أربع جهات عرضت تبني المشروع لكننا إلى الآن في انتظار الملكية الفكرية، فما دام أن المشروع تحت اسم (مشروع تخرج) فالجامعة تمتلك حصة منه».