أحذية الخريف والشتاء المقبلين .. متباينة الطول والخامات كثيرة الألوان والنقوشات
بعد أن أغرق المصممون وبيوت الأزياء السوق بالأحذية الفنية والكعوب العالية، التي تكاد تناطح السحاب، وكأنها تتحدى المرأة أن تتجاهلها وفي الوقت ذاته تتحداها أن تمشي بها لبضع دقائق، عادوا إلى صوابهم، إذا كان ما طرحوه للخريف والشتاء القادمين هو الدليل فالأحذية التي اختالت بها العارضات أثلجت الصدر وأعادت الثقة إلى نفوس المشككين في أن الأناقة والعملية يمكن أن يجتمعا. الأحذية كانت البطل في أسابيع الموضة الأخيرة الموجهة للشتاء المقبل.
أغلبها يعطي الانطباع بأن الرسالة وصلت إلى المصممين بأن ما طرحوه سابقا كان غير واقعي، خصوصا بعد موجة سقوط العارضات على منصات العروض، كما يشير إلى أن قلوبهم رقت أخيرا، وإن كان هناك من يشك في أن أرقام المبيعات هي التي جعلتهم يتراجعون عن جنونهم الفني.
فتغير أحوال الطقس يشجع المرأة، في الكثير من الحالات، أن تتجاهل الأناقة على حساب راحتها، ولا سيما أن الملابس السميكة والمعاطف الطويلة تساعدها على الأمر، وربما هذا ما جعل هؤلاء يدركون أن تساقطات الثلوج لا بد أن تسقط الكعوب العالية، بشكل مبالغ فيه، من حساباتهم.
البشرى أنه، ولموسمي الخريف والشتاء المقبلين، كان هناك شبه إجماع على أنها ستكون بدرجات مختلفة من العلو، لكنها مريحة في الوقت ذاته.
بمعنى أنها تستقي راحتها من الأحذية الرياضية، وأشكالها من الأحذية العادية والأنيقة، مع استعمال لألوان وخامات مترفة ومتنوعة.
ففي الوقت الذي يلاحظ فيه أن الأزياء اعتمدت على الأقمشة والخامات المتضاربة الغريبة أحيانا، كذلك الأمر بالنسبة للإكسسوارات عموما، والأحذية خصوصا، فهذه الأخيرة تم طرحها بالشامواه، والكنفس والجلد والكتان وصوف الخروف، فضلا عن التطريزات والرسومات، مما يجعل كل واحدة تجد ما تبغيه لدى مصمم معين.
في عرض مايكل كورس، مثلا، الذي احتفل فيه بالعودة إلى الأسس التي قامت عليها الموضة الأميركية في الخمسينات من القرن الماضي، ألا وهي الرياضة والملابس العملية، أخذت هذه الأحذية أشكالا يمكن القول إنها عنوان الأناقة الأنثوية والعملية «السبور».
فهي تليق بالنخبويات المتوجهات إلى منتجعات فخمة، كما تليق بالمرأة العادية، التي تريد استعمالها في حياتها اليومية، ذهابا وإيابا إلى أماكن العمل، فضلا عن مواعيدها الخاصة أو سهراتها، شريطة أن تنسقها مع فساتين قصيرة أو بنطلونات ضيقة أو واسعة حسب المكان والزمان.
ومن نيويورك انتقلت العدوى إلى أسبوع لندن للموضة، حيث ساد هذا التنوع في الأشكال والخامات، سواء كانت تيمة العرض أناقة مستقاة من ثقافة الشارع، أو من ثقافة «الروك آند روك» أو أناقة الخمسينات.
أما القاسم المشترك بينها، فكان صوف الخروف الذي زينها وأضاف إليها دفئا وحيوية كما هو الحال في عرضي كل من «برينغل» و«بيربيري» إلى جانب التطريزات والألوان التي تبدو كأنها لوحات مائية، كما ظهرت في عرض «إيرديم».
فهذا الأخير تعاون مع مصمم الأحذية الشهير، نيكولاس كيركوود، الذي أصبح وجها مألوفا في العروض العالمية، وتعلم كيف يصوغ أحذية فنية، لكن تخاطب الشارع العادي وتخدمه، بعد أن ظلت إبداعاته لفترة طويلة في برج عاجي سجينة فنيته.
بعد أسابيع من ظهورها أول مرة على منصات نيويورك، ثم لندن، وصلت حماها إلى أسبوع ميلانو، ليكتسب مظهر هذه الأحذية وصيتها، رونقا ورقيا، لأن العين تعودتها من جهة، كما نشرت إحساسا بالراحة والاطمئنان على صحة الأقدام وسلامة الظهر والمظهر من جهة ثانية.
ميلانو لم تخفف الإيقاع، بل زادت من سخونته من خلال أحذية تعج بتفاصيل سهلها إدخال تقنيات حديثة عليها.
وليس أدل على هذا من الأحذية التي ظهرت في عرض «سبورتماكس» مزينة بالدانتيل مثلا، أو تلك التي شوهدت في عرض الثنائي «دولتشي أند جابانا»، وضمت مجموعة من الأحذية الطويلة ذات كعب عال خفي تغطيه كمية سخية من الفرو.
المصمم البريطاني جون ريتشموند، أيضا، عزز جو الإثارة في الأسبوع من خلال أحذية بأربطة تنتهي أسفل التنورات القصيرة وأخرى تغطي مجموع الساق والركبة تماما.
لكن تبقى البطولة لشركة «تودز» الإيطالية المتخصصة في كل ما هو مريح وأنيق، التي كشفت بدورها الستار، خلال أسبوع ميلانو، عن مجموعة رائعة، يمكن استعمالها بسهولة للمشي لساعات طويلة في أيام الإجازات، أو للتباهي في المناسبات شرط تنسيقها بشكل ذكي، سواء مع فستان قصير أو بنطلون ضيق مع جاكيت.
بعض هذه التصميمات كان من دون كعب، وبعضها الآخر بكعب «الويدج» أو بكعب يقدر بأربع بوصات، فيما تنوعت الخامات هنا أيضا بين الجلد الطبيعي واللماع والشامواه.