في القريب العاجل أدوية فعالة لمكافحة الهشاشة وبناء ونمو العظام

تتم الدورة الطبيعية لبناء ونمو العظام واحتياجات الجسم من الكالسيوم بصورة متوازنة تقريبا، لكن هذه العملية تتأثر بفعل بعض الأمراض مثل هشاشة العظام التي تحد من قوة العظام، وعدم القدرة علي تعويض الفاقد من الكالسيوم، الأمر الذي يجعل العظام عرضة للكسور.

وفي خطوة تعتبر فريدة من نوعها كشفت نتائج تجربة حديثة تحمل اسم "مفهوم جديد" بأنه سيكون لبعض الأدوية والعقاقير في المستقبل القريب، القدرة الكافية علي مكافحة هشاشة العظام وبعض الأمراض الأخرى الخطيرة التي تصيب عظامنا، فقد اكتشفت الدكتورة Dian Gesty-Palmer أستاذ مساعد الغدد الصماء والأيض بجامعة Duke وفريقها البحثي، من خلال تجارب أجريت علي الفئران، آلية جديدة لبناء ونمو العظام وتعويض الفاقد من الكالسيوم.

وفي السياق نفسه قال فريق البحث أنهم سيتمكنون في القريب العاجل من الحصول علي أدوية وعقاقير من جزيئات توجد علي سطح خلايا العظام نفسها يطلق عليها "بروتينات مستقبلات سطح الخلايا" أو G-Protein وتعتبر مجموعة الخلايا تلك المصدر الأكبر لاستخراج العقاقير المستخدمة في علاج العديد من الأمراض، ومنها هشاشة العظام، وقد دعم الفريق البحثي ذلك، بأن هذه الخلايا معروفة لدي العلماء منذ سنوات عديدة لكن الأبحاث تتم بصورة كافية عليها.

وقد تم اكتشاف البروتين في أول الأمر وأجريت أبحاث مستفيضة عليه من قبل الدكتور Robert Lefkowitz بالإضافة إلي أنه قام باكتشاف جزيء آخر على سطح الخلية أطلق عليه betta-arrestin الذي يزيد من درجة تفاعل G-Protein، الأمر الذي سيزيد من فرص إنتاج العقاقير الفعالة لهشاشة العظام والعديد من الأمراض الأخرى ذات الصلة، وكذلك لاحظ فريقه البحثي قدرة الجزيء الجديد علي التفاعل مع العديد من خلايا جسم الإنسان، مما سيكون له أثر كبير في علاج العديد من الأمراض الأخرى.

وعلي جانب آخر أجمعت الدكتورة Dian Gesty-Palmer  و الدكتور Robert Lefkowitz علي القدرة الكبيرة لجزيء betta-arrestin في المساعدة على تكوين وبناء ونمو العظام، وتزداد هذه الفاعلية بزيادة تفاعله مع G-Protein.

وتعليقا علي الاكتشاف الجديد قالت Gesty-Palmer: "إننا لا نستبق الأحداث فقد أجرينا العديد من التجارب علي الفئران والتي تؤكد صحة ما توصلنا إليه"، أما الدكتور Lefkowitz فقال: "أعتقد أننا سنكتشف في المستقبل القريب أن ما يعرف علميا بمسارات جزيء betta-arrestin يلعب دورا كبيرا في الوظائف التي تحدث داخل أجسامنا"، وأضاف: "من المعروف أن G-Protein الهدف الرئيسي للصيادلة والأطباء في استخراج العقاقير والأدوية لما له من الكثير من التفاعلات الفسيولوجية التي تحدث داخل خلايا الجسم".

وأوضح Lefkowitz أن ما أسماه بالاكتشاف الجديد سيساعد الباحثين في تجنب بعض الأعراض الجانبية للأدوية والعقاقير الطبية، وأن العقاقير الجديدة المستخلصة منه ستحد بشكل كبير من هشاشة العظام والأمراض المماثلة.