ما هي أسباب حدوث «حموضة البلعوم»؟
ظهرت لدي بحة في الصوت، إضافة إلى بلغم مزعج في البلعوم، وقد دهشت عندما علمت بأن ذلك راجع إلى حالة ارتجاع الحمض من المعدة.
إلا أنني لم أكن أعاني في أي وقت من الأوقات من الحموضة، أو ما يسمى «حرقة الفؤاد»، ولذلك فلا أعرف كيف حدث ذلك لي.
هل هناك من تفسير لحالتي؟: يبدو وكأنك مصاب بحالة تسمى «ارتجاع الحمض نحو البلعوم والحنجرة» laryngopharyngeal reflux (LPR).
وتظهر «الحموضة في البلعوم» عندما ترتد محتويات المعدة بما فيها الأحماض والأنزيمات نحو المريء مسببة الأضرار لأنسجة الحنجرة والبلعوم.
ويعود ذلك إلى خلل في عمل العضلات العاصرة العليا والسفلى للمريء. ويفترض بهذه العضلات أن تقوم بمهمة توجيه الغذاء نحو وجهته المطلوبة، أي من الفم نحو المعدة.
وتقوم العضلات في أسفل المريء بمنع الحمض من الصعود من المعدة نحو المريء.
وعندما تصاب هذه العضلات بالخلل فإن أحماض المعدة تؤدي إلى تخرش في أنسجة المريء المجاورة لها، مسببة ظهور أعراض مثل حرقة الفؤاد، أو ألما في الصدر أثناء البلع، وتسمى هذه الحالة ارتجاع الحمض المريئي gastroesophageal reflux (GERD).
الأحماض والبلعوم
وتؤمن العضلات العليا للمريء مهمة منع ارتجاع الأحماض نحو البلعوم والحنجرة. ولكن إصابتها بالخلل يؤدي إلى ظهور أعراض مثل بحة الصوت، وفقدان الصوت، والسعال المزمن، وازدياد البلغم عند نهاية البلعوم، والشعور بأن شيئا ما يغلق البلعوم.
وعلى الرغم من أن محتويات المعدة المرتدة تلامس أولا عضلات المريء السفلى قبل أن تصل إلى البلعوم، فإن نسبة لا تزيد على 35 في المائة فقط من المصابين بحالة «ارتجاع الحمض نحو البلعوم والحنجرة» LPR، يعانون من حالة ارتجاع الحمض المريئي GERD.
ولم يتوصل الاختصاصيون إلى معرفة أسباب ذلك حتى الآن، فربما لأن الحنجرة والبلعوم عضوان حساسان أكثر من المريء عند تعرضهما للأحماض.
كما أن الأحماض يمكنها أن تتجمع على الأغلب في البلعوم والحنجرة أكثر من تجمعها في المريء، الأمر الذي يعرضهما للإصابة.
وفيما تكون أعراض ارتجاع الحمض المريئي أسوأ ما تكون عند استلقاء الإنسان، فإن ارتجاع الحمض نحو البلعوم والحنجرة غالبا ما يظهر عند الانتصاب وقوفا، أو الانحناء عند إجراء التمرينات الرياضية.
التشخيص والعلاج
ويتم تشخيص حالة ارتجاع الحمض نحو البلعوم والحنجرة عادة وفقا لأعراضها، على الرغم من أن الطبيب الاختصاصي قد يقوم بإجراء فحص بالناظور للحنجرة لرصد أي حالات للأورام أو الالتهابات. ويبدأ العلاج أولا بتغيير العادات الغذائية، وهذا ما يشمل اتخاذ الخطوات التالية:
تجنب الكافيين، والكحول، والشوكولاته، والنعناع، التي تقوم كلها بإضعاف عضلات المريء العاصرة، بل وحتى القهوة والشاي المنزوعة الكافيين تتسببان في حدوث المشكلات.
كما أن بعض المركبات الموجودة في الشوكولاته والنعناع تزيد إفرازات الأحماض في المعدة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المليئة بالحمضيات والفلافل، مثل فواكه الحمضيات وعصائرها، والطماطم، والخل أو صلصة السلطات، والصلصة الحارة، لأن هذه الأطعمة تخرش بطانة الأنسجة في البلعوم والحنجرة.
- لا تتناول المشروبات الغازية، فقد تسبب التجشؤ، الذي يساعد على ارتجاع محتويات المعدة.
- تجنب التدخين، فالنيكوتين يحفز إفراز الأحماض.
- تناول وجبات صغيرة موزعة على ساعات اليوم بدلا من وجبات كبيرة تؤدي إلى الضغط على عضلات المريء.
- تجنب التمرينات الرياضية العنيفة، أو رفع الأثقال، أو الانحناء عقب تناول الطعام.
- لا تتناول الطعام قبل ساعتين أو ثلاث من الخلود إلى النوم.
أدوية علاجية
وإن لم تقدم هذه التغيرات الغذائية، الفوائد لحالتك، فيمكن للطبيب وصف بعض الأدوية - عادة من أدوية مثبطات مضخة البروتون proton - pump inhibitor (PPI).
والأدوية الشائعة منها هي «رابيبرازول» rabeprazole، «اسيفيكس» Aciphex، «إيزوميبرازول» esomeprazole، «نكسيام» Nexium، «لانزوبروزول» lansoprazole، «بريفاسيد» Prevacid، «أوميبرازول» omeprazole، «بريلوسك» Prilosec، و«بانتوبرازول» pantoprazole، «بروتونكس» Protonix.
وهي كلها تعمل على مبدأ خفض إفراز الأحماض في المعدة. ولعلاج حالة ارتجاع الحمض نحو البلعوم والحنجرة، فإن الدواء يؤخذ مرتين في اليوم، لأن الحالة تظهر على مدى اليوم. ويجب الانتظار لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع للتأكد من جدوى الدواء. وإن ظهرت جدواه، فإن العلاج يؤخذ لفترة ستة أشهر، يليها تخفيف الدواء.
كما يمكنك تناول الأدوية المضادة للحموضة مثل أدوية Tums، وحاصرات «إتش 2» H2 blockers ومنها «رانيتيدين» ranitidine، «زنتاك» Zantac، «سيميتيدين» cimetidine، «تاغاميت» Tagamet، «فاموتيدين» famotidine، «بيبسيد» Pepcid، و«نيزاتيدين» nizatidine، «أكسد» Axid لتخفيف الأعراض.