اتجاهات الأزياء العالمية تتأثر في الوقت الحالي بالتصميمات العربية
يواصل الجيل الجديد من المصممين الموهوبين، من أمثال إيلي صعب، وروبير أبي نادر، وعبد محفوظ، وعيسى، من الإمارات، وغيرهم، إثارة إعجاب المعنيين بعالم الأزياء، من خلال الجمع بين العناصر الحديثة والمستوحاة من الأزياء الإسلامية في تصميماتهم المختلفة.
وتعكس أعمالهم الانتقال من التصميمات العربية البسيطة إلى أخرى أكثر رقيا، باستخدام عناصر وأساليب التطريز على نحو أوسع.
وتقدر قيمة صناعة الأزياء الإسلامية العالمية بأكثر من 96 مليار دولار، على فرض أن معدل إنفاق كل فرد من 50 في المائة من مسلمي العالم، البالغة أعدادهم 1.6 مليار نسمة، لا يقل عن 120 دولارا أميركيا سنويا على الثياب العادية.
يبدي المستهلكون في الدول التي لا تعنى بالأزياء الإسلامية، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، التي تتمتع بقوة شرائية كبيرة، استعدادا لإنفاق ما يفوق عن 600 دولار أميركي سنويا على الملابس الجاهزة عالية الجودة.
وفي المملكة المتحدة وحدها، يوجد أكثر من 1.5 مليون مسلم، مما يدعم سوق الأزياء الإسلامية، التي تقدر قيمتها بين 90 إلى 150 مليون دولار سنويا.
وعلى هذا المعدل، يشكل المسلمون الموجودون في دول الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددهم نحو 16 مليون نسمة، سوقا محتملة للملابس، تبلغ قيمتها ما بين 960 مليونا، إلى 1.5 مليار دولار سنويا.
وحسب توقعات صادرة عن جامعة إسمود الفرنسية للأزياء في دبي، المؤسسة التعليمية الرائدة في مجال الأزياء والموضة في منطقة الشرق الأوسط، يمكن لقطاع صناعة الأزياء العربية مواصلة توسيع نطاق وجوده عالميا، وذلك عقب سنوات عدة من القبول المطرد والدعم المتزايد من قبل أبرز رموز الموضة والأزياء.
وحاول بعض مصممي المشاهير، مثل كريستيان لاكروا، دمج التصميمات العربية في مجموعاتهم، نظرا لاهتمامهم بفكرة التركيز، بصورة رئيسية، على التصميم.
وتصل قيمة مبيعات بعض الأزياء ذات التصميمات العربية إلى ما يقارب من 10000 دولار أميركي، ويبقى الطلب عليها في تزايد مستمر، نظرا للنمو الاقتصادي القوي الذي تشهده الأسواق الرئيسية، مثل الإمارات العربية المتحدة.
وتصل قيمة مبيعات العباءات المصنعة في الشركات التي تتخذ من دبي مقرا لها، إلى ما يتراوح بين 1500 إلى 10000 دولار.
وتحصل العميلة، التي تنفق ما لا يقل عن 6500 دولار أو أكثر، على امتياز الحصول على حقوق حماية تصميم عباءتها الشخصية.
وقالت تمارا هوستال، مديرة ومؤسسة جامعة إسمود الفرنسية للأزياء: «بإمكاننا ملاحظة تزايد تأثير التصميمات العربية بشكل مستمر على عالم الأزياء الأوروبي، مما يثبت قوة هذا الاتجاه الناشئ.
وبالإضافة إلى صنع العباءات المزينة بالخرز الكريستالي، واللؤلؤ، والتطريز، وأزهار الساتان، وغيرها من الحلي الملون، يقوم المصممون بابتكار تصميمات واستخدام أقمشة وألوان جديدة للفساتين والأزياء الشرقية الإسلامية.
فعلى سبيل المثال، تقدم مصممة بريطانية فكرة تجمع ما بين العباءة ذات القبعة والنقاب، وهو غطاء الوجه، في تصميم قرنفلي اللون فوق «سلوار» أو سروال فضفاض، مزين بتصميم إنجليزي أنيق، وذلك كجزء من «مجموعات إيمان»، التي طرحتها المصممة.
كما يحاول أشهر المصممين، من أمثال هيرمس وغوتشي، الدخول إلى السوق الإسلامية باستخدام الأوشحة وغيرها من المنتجات.
وأكد الحدث العالمي المختص بالأزياء العربية، الذي انعقد لأول مرة في أوروبا العام الماضي، وذلك في بارك لاين - إنتركونتيننتال لندن، تحت عنوان «عالم الأزياء العربية»، نجاح قطاع الأزياء الإسلامية الناشئ من خلال المجموعات المميزة التي قدمها خمسة مصممين عرب، من المملكة العربية السعودية، ولبنان، والإمارات، والمغرب، والأردن.
وحضر هذه الفعالية أكثر من 400 ضيف من أفراد العائلات المالكة في الشرق الأوسط، وسفراء عرب وأجانب، ومشاهير، ومهتمين بشراء الأزياء، وغيرهم من الشخصيات المهمة.
وأقيم هذا الحدث تحت دعم ورعاية غرفة التجارة العربية البريطانية. ومن المقرر تنظيم حدث آخر، هو افتتاح أول دورة من «عرض أزياء الأطفال العرب»، الذي سيسلط الضوء على أحدث المنتجات والإكسسوارات الخاصة بالأطفال العرب، في مركز المعارض الكوري «كويكس»، في شهر مايو المقبل.
وتعد جامعة إسمود الفرنسية للأزياء في دبي إحدى المؤسسات الرائدة في مجال صقل المواهب لدى المصممين العرب الناشئين.
كما تعتبر واحدة من كليات الأزياء الـ21، التي تديرها مجموعة إسمود العالمية. وتقدم الجامعة برنامج دبلوم يعادل درجة البكالوريوس، يستمر لمدة 3 سنوات، بالإضافة إلى برامج قصيرة للعامة، ودورات متخصصة في الماكياج والأزياء.