العثور علي مصمم الأزياء البريطاني ألكسندر ماكوين ميتا

ماكوين تعلم أصول الخياطة والتفصيل في شارع "سافيل رو" اللندني المشهور، بل يقال إنه فعلا صمم بذلات خاصة للأمير تشارلز بعد إتقانه لها
ماكوين تعلم أصول الخياطة والتفصيل في شارع "سافيل رو" اللندني المشهور، بل يقال إنه فعلا صمم بذلات خاصة للأمير تشارلز بعد إتقانه لها

مع انطلاق دورة الموضة العالمية في نيويورك أمس وتأهب عشاقها للتمتع بما ستقدمه على منصاتها، أفاقت أوساط العاملين فيها يوم أمس على واقع قبيح ترجمه خبر رحيل المصمم البريطاني المعروف ألكسندر ماكوين عن سن يناهز الـ40.


فقد أعلن أن المصمم شنق نفسه لأسباب لم تعرف لحد الآن، ومع ذلك فإن العثور على جثته في ظروف ترجح انتحاره فتح أبواب التأويلات والتفسيرات على مصراعيها.

وأعلن موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية يوم الخميس نبأ وفاة مصمم الازياء البريطاني، وقد تأكدت صحة الخبر من دار الأزياء التابعة له حيث قال  "إنها خسارة مأساوية".

ووفقا لصحيفة ديلي ميل و البي بي سي  أنه من المحتمل أن يكون ألكسندر ماكوين قد انتحر.
وكان مصمم الأزياء قد عثر عليه ميتا في منزله في غرب لندن بعد فترة وجيزة من  الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس حيث تناقلت الخبر عدة وسائل إعلام بريطانية.

وأعلنت الإغاثة التي تم استدعائها نبأ الوفاة للشرطة التي استبعدت أن تكون الوفاة جنائية.
وقال متحدث باسم مكتب باريس الذي يمثله :"استطيع أن أؤكد وفاته"، وامتنع المتحدث عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل احتراما لمشاعر عائلته. ولم يتم إعلان  النبأ بعد على الموقع الرسمي للمصمم Alexandermcqueen.com، يمكن لمتصفحي الأنترنت  قراءة الرسالة التالية :"سنعود قريبا.نأسف للإزعاج، ونحن الآن نجري التحديث للموقع. "

ونقلت مراسلة  قناة TF1 كاترين جونتي في لندن  الخبر من الصحافة البريطانية، وأوضحت  الصحافية أن المصمم كان يزمع أن يشنق نفسه بعد وفاة والدته". 

فبينما صرح المقربون منه أنهم فوجئوا بمصرعه، لا سيما أنه كان يعمل معهم على تحضير تشكيلته القادمة التي كان سيعرضها في باريس في التاسع من شهر مارس المقبل، فإن البعض الآخر ربط انتحاره بموت صديقته الحميمة إيزابيلا بلو.

فهذه الأخيرة كان لها الفضل في شهرته وتقديمه للعالم، وكانت هي الأخرى قد انتحرت منذ ثلاث سنوات تقريبا بعد تعرضها لاكتئاب سوداوي.

أما المتتبعون له على صفحته على موقع "تويتر"، التي توقفت مباشرة بعد موته، فأشاروا إلى أنه كتب في الثالث من شهر فبراير أن والدته توفيت في اليوم السابق وأعرب عن حزنه الشديد، وبعدها بأيام كتب: "مساء يوم الأحد كان يوما قاسيا.

لقد كان أسبوعا لعينا، لكن أصدقائي كانوا رائعين"، وفي الأول من فبراير بعد أسابيع من عرضه تشكيلته الرجالية لخريف 2010 كتب: "من الجنة إلى جهنم ثم العكس .. الحياة مضحكة أحيانا، الجمال يمكن أن يكمن في أغرب الأماكن، بل وفي أقبح الأماكن"، بعدها بدقائق كتب: "لماذا يتجاهل الناس الأشياء القبيحة في الحياة، فهم يخسرون أشياء كثيرة لأنهم بذلك يجهلون ما بداخلها من جمال".

لكن مهما كانت الأسباب، فإن عالم الموضة فقد مصمما موهوبا وفذا، كانت لندن تفخر به، وعاشقات الموضة العصرية، والمثقفة أحيانا، لما تتضمنه من أفكار فلسفية.

أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه جمع المجد من طرفيه: التفصيل وفنون الخياطة على أصولها، والابتكار الفني إلى حد الجنون لكنه دائما جنون يناسب الواقع بشكل أو بآخر.

فماكوين تعلم أصول الخياطة والتفصيل في شارع "سافيل رو" اللندني المشهور، بل يقال إنه فعلا صمم بذلات خاصة للأمير تشارلز بعد إتقانه لها.

ولم يمر وقت طويل حتى بدأ يطبق أفكاره وخبرته في مجال تصميم الأزياء النسائية التي سرعان ما أكد فيها على موهبة فذة، وخيال خصب جعله من بين أهم المصممين البريطانيين، إلى جانب جون غاليانو وستيلا ماكارتني.

لم يكن وسيما لكن شخصيته وشقاوته كاننا تعوضان عن هذا الجانب، إلى جانب موهبته.

وهذه الأخيرة كانت هي الطريق إلى قلب مديرة الموضة في مجلة "تاتلر" آنذاك، إيزابيلا بلو، التي فتحت له الأبواب، وساعدته بشتى الإمكانيات لكي يحلق إلى العالمية.

فقد اشترت أول تشكيلة تخرج قدمها لقاء 5000 جنيه استرليني قدمتها له على دفعات، وهو مبلغ كبير آنذاك بالنسبة لمصمم مبتدئ.

بعدها تنقل من نجاح إلى آخر حيث حصل على جائزة أحسن مصمم لأربعة أعوام ما بين 1996 و2003، فضلا عن جائزة أحسن مصمم عالمي.

عندما انتحرت إيزابيلا بلو في عام 2007 كانت هناك شائعات بأن علاقة المصمم بها لم تكن على ما يرام، بل هناك من قال إنها كانت مصدومة فيه لأنه أدار لها ظهره، وهو الأمر الذي نفاه بشدة، وأثر عليه في الوقت ذاته. تشكيلته لربيع وصيف 2008 أهداها لذكراها، ويقول المقربون منه إنه لم يفق من صدمة انتحارها طوال هذه السنوات.

ولا شك أن الراحلة إيزابيلا بلو، هي أفضل من فهم أسلوبه ومدى موهبته. فقد قالت في إحدى مقابلاتها: "علاقتي بماكوين بدأت في عام 1994، عندما ذهبت لحضور عروض تخرج (سانت مارتنز).

كان المكان مكتظا ولم أجد أي مقعد شاغر، فجلست على الدرج لأتابع العروض. توالت العروض، وفجأة قلت مع نفسي: ما أجمل هذه الأزياء، إنها فعلا مدهشة.. كانت أول تشكيلة له.

أهم ما شدني فيها التفصيل وطريقة حركتها، حاولت أن أتصل به فيما بعد مرارا في بيت والدته، وكنت دائما أسمع نفس الرد أنه لم يكن متواجدا في البيت، وأنه كان في إجازة، وعندما رجع، اتصل بي وقررت أن أشتري تشكيلته. كنت أشتري قطعة كل شهر وأدفع له 100 جنيه استرليني" .. ومن هنا بدأت قصة صداقة لم يفرقها سوى موت إيزابيلا بعد تناولها مبيدا في عام 2007.

أسلوبه أيضا كان يبدو مسرحيا للوهلة الأولى، إلا أنه كان يحضن بين طياته أفكارا ذكية وأحيانا فلسفية استقاها من الشارع أو من تجاربه الخاصة، فيما كانت عبقريته المسرحية تتجلى في الإخراج أكثر من أي شيء آخر. وهذا ما جعل الكثيرين يشبهونه بفيفيان ويستوود.

ولد ماكوين لأسرة بسيطة جدا تتكون من ستة إخوة، كان هو أصغرهم، لأب يعمل كسائق تاكسي. كان شقيا منذ نعومة أظفاره، الأمر الذي انعكس على تحصيله الدراسي.

غادر مقاعد المدرسة وهو في الـ16 متوجها إلى "سافيل رو" ليشبع رغبته في تعلم الخياطة والتصميم بعد مشاهدته برنامجا تلفزيونيا عن تراجع الإقبال على مهنة الخياطة التقليدية.

وكانت البداية مع "أندرسون آند شيبورد" التي كان يتعامل معها الأمير تشارلز، وميخائيل غورباتشوف وغيرهما.

بعدها انتقل للعمل مع "جيفس آند هوكس" في الشارع نفسه، ثم مع "إينجلز آند برمانز" قبل أن يشد الرحال إلى اليابان ومنها إلى إيطاليا.

في عام 1994 عاد إلى لندن للعمل كمدرس تفصيل نماذج على الورق في معهد سانترال سانت مارتنز. وبفضل موهبته وإمكانياته تم إقناعه للعودة إلى مقاعد الدراسة في المعهد.

بعد التخرج، أسس دارا خاصة به في شرق لندن، حيث ولد كمصمم فيما بعد. فهنا أطلق بنطلونات الجينز المنخفضة الخصر بشكل فاضح، والتي قد لا تكون في غاية الأناقة إلا أنها كانت جديدة لفتت إليه أنظار الصحف الصفراء والمجلات.

ويبدو أنه استعذب فكرة إحداث صدمات وخضات لعالم الموضة، لهذا قدم فيما بعد فساتين تبدو فيها المرأة وكأنها زواحف، وأحذية على شكل حوافر.

لكن للأسف لم يكن نجاحه التجاري دائما بنفس قدر نجاحه الإعلامي.

ومع ذلك سيبقى في الذاكرة كمصمم أغنى الساحة بتصميمات جد مبتكرة وعروض أزياء فنية جمع فيها التكنولوجيا بالدقة والإخراج المسرحي بالفني، وفي الوقت ذاته كان دائما ابن عصره، الأمر الذي انعكس على تصميماته العبقرية، حتى في غرابتها وسرياليتها.

في عام 1996 حصل على عقد من دار "جيفنشي" الفرنسية العريقة لكي يخلف ابن بلده جون جاليانو كمصمم فني فيها. وفي عام 2000 التحق بمجموعة "جوتشي" التي اشترت نسبة 51% من أسهم داره. أما يوم أمس فقد أنهى آخر فصل من حياته بطريقة مأساوية.

"الولد الأزياءالشقي" badboy  
اسمه الحقيقي لي ماكوين، وهو مصمم أزياء يبلغ من العمر 40 عاما ولد في شرق لندن في كنف عائلة متواضعة.كان والده يعمل سائق سيارة أجرة.

ألكسندر ماكوين قد بدأ حياته المهنية كمتدرب لدي خياط الرجال في سافيل رو.

ثم تدرب لدي دار الأزياء الشهيرة للغاية St Martin’s College of Art and Design  وحاضنة للمواهب الجديدة في الأزياء البريطانية.

ولقب المصمم  ب "الولد الشقي"أو "مثيري الشغب"لأسلوبه المتمرد، وكان في عام 1996 خلفا لمواطنه جون جاليانو في دار أزياء جيفنشي، حيث كان قد برهن عن موهبة لا يمكن إنكارها مع اسلوب استفزازي قوي.ولشعوره  بمساندة أقل من Galliano ضمن LVMH، غادر الماركة العالمية في مجال الترف مع إثارة ضجة في عام 2000 للدخول إلى حظيرة مجموعة Gucci مما أتاح  له  افتتاح دار للأزياء يحمل اسمه .

كان من المزمع ان يقوم ألكسندر ماكوين  بتقديم عرض أزياء لتقديم  الملابس الجاهزة للنساء في  9 مارس في باريس ولكن القدر لم يمهله!